أنا والرجل العجوز .. قصة شخصية واقعية
http://www.alhsa.org/archieve/imgcache/41737.imgcache كان رجلاً عجوزاً يجلس على دكة خشبية بسيطة أمام منزله
تظله شجرة وارفة الظلال. كنت أمر عليه كل يوم
وأنا فى طريقى إلى المدرسة وأنا على عجل أخشى التأخير،
ثم وأنا عائد أمر عليه أيضاً
لأجده جالساً نفس الجلسة ممدداً قدماه أمامه،
صامتاً، ينظر للمارة على قلتهم فى ذلك الشارع الهادئ.
لا أعرف لماذا كنت آنس إلى هذا الرجل وأحب أن أمر عليه
فى ذهابى وإيابى وأنظر إليه وأتامل، ويبدو أنه لاحظ ذلك أيضاً
فكان يدعو لى أحياناً دعاء الجد لحفيده بالنجاح
وهو يرانى أحمل الكتب فى يدى بينما أمشى مع زملائى.
ذات يوم وأنا عائد من المدرسة فى يوم شديد الحرارة
نادانى هذا الرجل فذهبت إليه وسألنى فى أى سنة دراسية أنت
فأجبته، فقال لى اجلس معى استرح قليلاً من عناء الحر والعرق،
التقط أنفاسك يا بنى،
وأعطانى جرعات ماء من زجاجة كانت بجانبه.
ألفة غريبة شعرت بها بجوار هذا العجوز
ويبدو أنه شعر بنفس الألفة. ليصبح المرور بهذا الرجل
وإلقاء السلام عليه بعد ذلك أحد أهم طقوسى اليومية.
تركت مدرستى والتحقت بالجامعة ونسيت الأمر كله،
وهجرت الشارع فلم أعد أمر به
حتى مررت به يوماً لأجد الدكة الخشبية فى نفس مكانها
تحت الشجرة ولكن الرجل غير موجود،
سألت عنه فعلمت أنه مات،،
حزنت عليه حزناً شديداً وقرأت على روحه الفاتحة.
الآن كلما مررت من هذا الشارع أتعمد أن أبطئ أمام بيته
لأتأمل دكته الخشبية العتيقة وشجرته الوارفة وتفاصيل المكان
وأشم رائحة الماضى بينما حالة من الشجن تعترينى،
وأقرأ الفاتحة على روحه ثم أدعو له بالرحمة وأغادر.
ذلك العجوز الذى لم أعرف حتى اسمه مجرد دعاءه لى بالنجاح
وشربة ماء فى يوم حار جعلتنى أدعو له كلما تذكرته
أو مررت من أمام بيته وأنا الآن فى هذه اللحظة
أدعو له بالرحمة والمغفرة والجنة.
فاللهم ارحمه وارحم جميع أموات المسلمين
واحسن ختامنا يارب العالمين آمين