50مليون جنيه خسائر توشيبا العربى
كشفت المعاينة المبدئية لفريق النيابة العامة، لآثار حريق مصنع «توشيبا العربى»، فى المنطقة الصناعية بمدينة قويسنا فى محافظة المنوفية، أمس الأول، عن تحقيق خسائر مالية تقدر بـ50 مليون جنيه، وإصابة 518 عاملا باختناقات شديدة، وأشرف على المعاينة، النائب العام، المستشار عبدالمجيد محمود، أمس، فيما قام فريق من المعمل الجنائى بتحريز كميات من مخلفات الحريق، والذى شب فى مخزن بالدور الثانى المصنع رقم 2، عصر السبت الماضى.
وتسبب الحريق فى تدمير كامل محتويات مخزن للمنتج النهائى، على مساحة 136 ألف متر مربع، ويضم ثلاجات معدة للبيع وقطع غيار، كما أسفر الحريق عن تهشم واجهة المبنى من الخارج، وقامت النيابة العامة بتصميم رسم كروكى للمصنع، وعاينت صناديق وأكشاك الكهرباء الخاصة بالمبنى، للتأكد من سلامتها، كما أمرت باستدعاء مدير المصنع ومشرف الوردية وأفراد الأمن وعدد من العاملين فى المصنع، بالإضافة إلى المصابين البالغ عددهم 518 عاملا، للاستماع لأقوالهم.
«الشروق» التقت عددا من شهود العيان، والعاملين فى المصنع، الذين أكدوا أنهم شاركوا فى عمليات إطفاء الحريق، تقديرا منهم لوجود مواد خطرة فى المصنع، من بينها غاز الفريون، المستخدم فى التبريد، والذى كان انفجاره سيتسبب فى خسائر ضخمة، حسبما يقول أحد عمال المصنع، سعد محمود، ويضيف زميله عبدالله «أن العمال تمكنوا من استخراج اسطوانات الفريون، وعدد كبير من المواتير، والتى كانت موجودة فى الدور الأرضى من المصنع، قبل امتداد النيران لها، وهو ما أدى إلى زيادة أعداد المصابين من العمال».
وأضاف العامل أنهم فوجئوا أثناء تبديل الورديات، بتصاعد أدخنة اللهب من المبنى، فبدأوا فى استخراج أسطوانات الفريون، والمواد الأخرى القابلة للاشتعال، كما حاولوا إطفاء النيران فى المخزن، إلا أن سقوط زملائهم نتيجة اختناقات، دفعتهم إلى التركيز على إسعاف المصابين.
وبعد استراحة قصيرة من محاولات السيطرة على الحريق الضخم، الذى استمر لمدة 5 ساعات، أكد طاقم الحماية المدنية، التابع لشركة القاهرة لتكرير البترول، والذى شارك فى إخماد الحريق، لـ«الشروق»، أنهم تلقوا بلاغا بالحريق فى الساعة 4:15 عصر يوم السبت، وانتقلوا إلى مكانه، فى محاولة لإخماده، بمشاركة عمال المصنع وقوات الحماية المدنية التابعة لمحافظة المنوفية، إلا أنهم وجدوا صعوبة كبيرة فى التعامل مع الحريق لمدة 3 ساعات، وهو ما اضطر أجهزة الأمن إلى الاستعانة بالقوات المسلحة، التى أرسلت طائرتين حربيتين، وهو ما ساهم بشكل كبير فى السيطرة على الحريق، وبعدها قامت قوات الحماية المدنية بعمليات التبريد، لضمان عدم تجدد اشتعال النيران، واستمرت عمليات التبريد حتى منتصف الليل.