الموضوع: آداب قيادة الدراجة النارية

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم
و بعد:
فلاشك أن الدراجة السريعة التي تساعد صاحبها على قضاء مهامة من نعم الله عز و جل, بل هي من السعادة كما قال النبي صلى الله عليه و سلم
" ثلاث من السعادة و ثلاث من الشقاوة فمن السعادة : المرأة تراها تعجبك و تغيب
فتأمنها على نفسها و مالك ، و الدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك ، و الدار تكون واسعة كثيرة المرافق . و من الشقاوة المرأة تراها فتسوءك و تحمل لسانها عليك
و إن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ، و مالك و الدابة تكون قطوفا ، فإن ضربتها
أتعبتك و إن تركتها لم تلحقك بأصحابك ، و الدار تكون ضيقة قليلة المرافق "
الحديث أخرجه الحاكم من حديث محمد بن سعد عن أبيه و حسنه الألباني في الصحيحة
و لهذه النعمة الكبيرة اداب عديدة سنها الإسلام و حث عليها:
1- مراعاة أسس السلامة في الدراجة قبل ركوبها
فتأكد قبل ركوب الدراجة من سلامة الإطارات و المكابح و المرآة و الإشارات و الأنوار و من كل شيء يؤثر في سلامة الدراجة و سلامتك و كذا سلامة الآخرين
2- إذا أردت أن تركب الدراجة فقدم الرجل اليمنى ثم إذا استويت قل بسم الله ثم اذكر الدعاء الذي سنه لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
عَنْ عَلِىِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ شَهِدْتُ عَلِيًّا - رضى الله عنه - وَأُتِىَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِى الرِّكَابِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهَا قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قَالَ (سُبْحَانَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ) ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَكَ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِى فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ. ثُمَّ ضَحِكَ فَقِيلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَىِّ شَىْءٍ ضَحِكْتَ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَعَلَ كَمَا فَعَلْتُ ثُمَّ ضَحِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ أَىِّ شَىْءٍ ضَحِكْتَ قَالَ « إِنَّ رَبَّكَ يَعْجَبُ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ اغْفِرْ لِى ذُنُوبِى يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِى ».
أخرجه أبو داود و صححه الألباني
أجر عظيم قل من يحرص عليه و يداوم على ذكره
3- إن كنت تنوي السفر فعليك أيضا بالذكر الوارد في ذلك
عن ابن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلاَثًا ثُمَّ قَالَ « سُبْحَانَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِى سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِى السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِى الأَهْلِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِى الْمَالِ وَالأَهْلِ ». وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ. وَزَادَ فِيهِنَّ « آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ».
مسلم و غيره
4- الالتزام بقواعد المرور و أصولها
التزم بإشارات المرور
و إياك و تخطي السرعة المحددة
و التزم بكل تنبيهات و تعليمات الطرق
و انتبه جيدا لأهمية هذه التعليمات
و يكفيك أن العلامة ابن باز رحمه الله لما سئل عن من يتخطى السرعة المحددة فيقع في قتل بعض المارة أو القادة
فأجاب أنه بهذا يكون وقع في قتل عمد يوجب القصاص
و حاول قدر استطاعتك أن تكون قدوة للجميع في الالتزام بهذه التعليمات حتى و لو لم يكن هناك ضابط مرور
فالله سبحانه هو الرقيب
5- التزم بلباس الأمان قدر الاستطاعة من خوذة و غيره
و العمر فرصتك لتحصيل الخير فلا تفرط فيه بسهولة
6- المعصية شؤم فإياك و إياها
دعك من كل المعاصي حال ركوبك الدراجة
لا تضع على دراجتك صورا محرمة للنساء الكاسيات العاريات
إياك و الأغاني حال ركوبك –حتى ولو كنت ممن ابتلي بسماعها- و إياك و النظر للمحرمات
فالراكب لا يدري لعل الله يقبض روحه في أي وقت
فاحرص على أن لا يقبض روحك على معصية
عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ مَاتَ عَلَى شَىْءٍ بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ». أحمد وهو صحيح
7- تحلى بأخلاق الإسلام العظيم
كن خلوقا مع السائقين و المارة, و دعك من العبوس و عليك بالابتسامة
و قف للمارة متحليا بالصبر
8- عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ فِى سَفَرٍ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ قَالَ فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ ». قَالَ فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لاَ حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا فِى فَضْلٍ.
فإذا رأيت بعض إخوانك في الطريق و لديك الوقت لاصطحابه فلا تبخل عليه
و يتأكد هذا جدا في أوقات الازدحام و قلة الحوافل الناقلة للركاب
و احتسب الأجر عند الله
9- عليك بالتواضع و إياك و الكبر
لا تغتر بدراجتك فهي فضل من الله و إياك و التكبر على إخوانك المسلمين
فالكبر يمحق بركة النعمة و التواضع يحفظها
حفظك الله من كل مكروه و سوء
هذه بعض الآداب و من لديه أدب لم نذكره فليذكره لإخوانه رجاء المنفعة
دمتم بخير و سلامة

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hesham94

افضل طريقة للجمع ما بين الواقع والتدعيم الدينى

جزاك الله خيرا

و جزاكم خيرا أخي الحبيب