أثبتت الدراسات والاختبارات التي أجريت في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا أن مستوى العناصر المضرّة بالإنسان التي يستنشقها الركّاب داخل السيارة وكميتها قد تصل إلى ثمانية أضعاف ما يستنشقه المرء خارج السيارة في الشارع. وبالتالي فإنه من الضرورة تغيير الفيلتر الذي يمر خلاله الهواء إلى داخل السيارة كل عشرين ألف كيلومتر على الأكثر.
والفيلتر تقضي مهمته بتنقية الهواء الداخل إلى السيارة عبر جهاز التهوية أو التبريد من كل ذرّة مختلفة الطبيعة والمصدر يتجاوز حجمها 5 ميكرون. وهكذا فهو يمنع تسرّب الغبار والرمل وخصوصاً ذرات اللقاح الذي يتطاير من زهور الأشجار والذي يتسبّب كثيراً في أمراض الحساسيّة والسعال الحادّ ويضرّ كثيراً المصابين بالربو...
و أول من تنبّه إلى هذه القضية وتأكّد من ضرورتها هم الأميركيون، وذلك منذ بداية الثمانينات مع تزايد التلوّث في الهواء في المدن وغير المدن. وقد وصلت هذه التقنيّة إلى أوروبا منذ التسعينات.
يجب تغيير الفلتر كلما اقتضت الحاجة لذلك، لأن العناصر المختلفة المضرّة والملوّثة التي يوقفها الفلتر ويحتجزها تتسبّب في سدّ ثغراته وثقوبه الصغيرة جداً فيصبح من دون فاعلية.
ويمكن فحص وضعية هذا الفلتر أثناء إجراء عملية الصيانة الدورية على السيارة، فهي لا تتطلّب أكثر من عشر دقائق، ويكفي أن يلقي المرء نظرة على فلتر قديم كي يندهش من كمية الأوساخ التي أوقفها، وكي يتأكّد من أهميته وضرورة تغييره كل 20 ألف كلم على الأكثر وربما كل 10 آلاف في المدن الأكثر تلوّثاً.
وأخيراً هناك بعض الفلاتر المجهّزة بحاجز من الفحم الخاص مهمته حجب الأوزون والغازات المضرّة وكذلك الروائح الكريهة عن ركّاب السيارة.