مما لا شك فيه ان عصرنا اليوم يمكن ان يطلق عليه عصر التكنولوجيا والتقدم العلمي
فقد رأينا بأعيننا الكواكب والنجوم وصعد البعض منا القمر ومنا من طاف حول الكرة الأرضية
وانت شخصياً تسافر من بلد الي اخري وتتعرف علي الثقافات والحضارات وتزور مدن ما كان لخيالك ان تطأها قدمك بكبسة زر واحدة علي الريموت كنترول او من خلال شاشة الحاسوب
الأنترنت اليوم كالماء والهواء لبعض الناس منهم انا شخصيا، فأنا لا اتخيل يومي بدون الحاسب الشخصي والأنترنت.
ولكن كما للأنترنت فوائد فهي لها عيوب والستاليت هكذا
فهل يمكن القاء اللوم علي وسائل العلم الحديثة بأنها السبب في المفسدات والأنحرافات الأخلاقية لدي بعض شباب اليوم
ام نلقي اللوم علي انفسنا وغياب الوعي والوازع الديني.

السؤال بصيغة اخري
هل الأنترنت والفضائيات هي سبب الأنحراف، ام الأنحراف من داخلنا نحن ؟

ومن ناحية اخري سأطرح عليك سؤال، وسأجيب عليه
ايهما افضل الناسك العابد المتمسك بدينه ولا يعمل ام العامل العالم المنشغل عن دينه ؟

اعلم الرد مسبقاً
كلكم ستردون في وقت واحد وبكلمة واحدة، لا هذا ولا ذاك
الوسطية

ولكن هذا الموضوع طرح اكثر من مرة للنقاش وقد يري البعض منا ان التكنولوجيا هي سبب المفاسد والأفضل لنا ان نظل جهال متعبدين خير لنا من متعلمين منحلين.

فكيف لنا بالأمساك بالعصا من المنتصف؟؟؟
كيف لي ان اوازن بين العمل والعبادة ؟؟؟

الأجابة علي هذا السؤال بسيطة جدا فلكل شئ جانب ايجابي واخر سلبي وكل فعل حلاله حلال وحرامه حرام فإذا اتخذنا الأنترنت مثال سنعرف الأجابة
فكما يوجد في الأنترنت مئات او الوف المواقع الأباحية التي تعرض مواد مخلة بالأداب فهناك المئات والألوف ايضاً من المواقع الدينية والعلمية وقد تعدي الأمر الي ماهو اكثر من هذا وذاك واتخذها البعض وسيلة لكسب العيش او عون له علي قضاء اعماله
فمن اليوم ليس لديه بريد الكتروني ويستخدمه في عمله وان توقف الخادم لحظة عن ارسال او استقبال الرسائل تتوقف الأعمال وقد يخسر البعض المئات والألوف من الجنيهات
من منا لم يستخدم الأنترنت ليبحث فيها عن محتوي قد يفيده في عمله او بحث او دراسة
او حتي منتدي كمنتدانا هذا يخدم الكثير من طالبي النصح الي المعلنين والتجار او حتي علي اقل تقدير فمن خلاله قد تتعرف علي أخ في الله ترتاح اليه ويكون خير عون لك وانت لم تعرفه او يعرفك.
فلو عرفنا الهدف لحددنا الوسيلة المناسبة
وان لم نشغل انفسنا بالحق شغلتنا بالباطل

وها نحن الأن مقبلين علي الشهر الكريم شهر البر والأحسان شهر رمضان الكريم
الشهر الذي فضله الله علي باقي الأشهر
ليس رمضان شهر الأكل والنوم والمقاهي والخيمات الرمضانية والمسلسلات والسهر
ولكنه شهر العبادة والعمل معاً وهنا يتضح المعني فرغم انه الشهر الذي كرمه الله وكان الشهر الذي ينتظره النبي صلوات الله وتسليمه عليه وصحابته الكرام الا انه هو شهر الفتوحات والعمل الدؤوب فما اكتفي صحابة الرسول رضوان الله عليهم بالصيام والعبادة وحسب ولكنهم كانوا يجتهدوا فيه وما منعهم صيامهم عن العمل او الخروج والجهاد في سبيل الله.

وكما نعلم جميعاً ان اول ايه نزلت في القرآن الكريم هي أقرأ مما يعني حرص ديننا علي العلم والتعلم كما ذكرت أدوات التعليم مثل القلم والألواح
وحثنا القرآن الكريم في أكثر من موضع علي العمل

أذن فبالعلم والعمل تحيا الشعوب تحت مظلة العبادة وهؤلاء الثلاثة يمكننا اعتبارهم اركان نقيم عليهم مستقبلنا

ولو رأينا اليابان صاحبة النهضة الصناعية الكبيرة علي ماذا بنيت بعد القاء القنبلة النووية
فيقال ان ما تبقي فقط من اليابان هم ثلاثة ابنية معبد - مدرسة - مصنع
فأدركوا الحقيقة وعرفوها ان هذه الأبنية الثلاث هي اركان الدولة التي ستبني عليها اليابان مجددا
فالمعبد يدل علي العبادة
والمدرسة تدل علي العلم
والمصنع يدل علي العمل
وحتي بفرض انها حكاية من نسج الخيال ولكنها تحمل قيمة ومعني

وعلي هذا فيمكننا اعتبار ان الوسيلة لتقدم مجتمعنا تكمن فينا نحن ومدي تقديرنا لهذه القيم الثلاث
فليس بالعلم وحده ترتقي الشعوب والأمم ولا بالعمل وحده ولا بالدين وحده
فلو اعتبرنا ان وطننا الحبيب طائر يطير بجناحين، فجناح العلم والعمل وجناح العبادة لكي يحلق وطننا عالياً في سماء الشعوب

ولكن كيف لي ان أوازن بين العلم والعمل والعبادة ؟؟

لم يمنعنا ديننا من العمل، بل حثنا عليه في اكثر من موضع في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ
صدق الله العظيم
كما انه لا يوجد تعارض بين العمل والدين
فكلنا رأينا أمثلة كثيرة لهذا الرجل الناجح في عمله ولم يمنعه عمله من اداء الفرائض الدينية
بل انه يراها تنظم وقته وتجدد نشاطه علي العمل

ولو بحثنا في القرآن لوجدنا ادلة كثيرة علي حقائق كونية وعلمية لم يتطرق اليها العلم الا مؤخراً
وسمعنا كثيراً عن قصص اسلام علماء غربيون توصلوا لحقائق علمية وبعد البحث وجدوا القرآن يسرد هذه الحقائق منذ اكثر من قرن فما كان منهم الا ان اسلموا لهذا الدين الذي يدعوا معتنقيه إلي البحث والتفكر والحرص علي العلم والعمل.
فاذكر هنا اخر حدث علمي واكتشاف طبي ورد الي علمي وهو علاقة الغذاء بنمو وتركيب الجنين وتطور بنيانه
فقد اكتشف العلم الحديث ان التين يفيد كثيراً في اكتمال نمو الجنين ويقلل نسبة التشوهات لو أكلت الأم ثمرة تين واحدة كل يوم في ايام الحمل الأولي
وقد ذكر القرآن الكريم هذه الحقيقة الطبية في أيه كلنا يحفظها
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴿١﴾وَطُورِ سِينِينَ ﴿٢﴾وَهَـٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴿٣﴾لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴿٤﴾
صدق الله العظيم
فهنا يقسم الله بالتين - ومعروف ان القسم في القرآن يكون لشئ عظيم ذو شأن
يقسم الله انه خلق الأنسان في احسن تقويم، متناسب الأعضاء، منتصب القامة
وقد اكتشفها علماء الغرب، علاقة التين بأكتمال الجسم وخلوه من التشوهات التي تنقص من حسن قوامه
ولم تقتصر معجزات القرآن علي الحقائق الطبية وحسب، بل تخطت ماهو اكثر من ذلك، فقد ذكرت حقائق كونية وفلكية مثل تعاقب الليل والنهار وكروية الأرض وعدد الكواكب
وانشقاق القمر وانخفاض نسبة الأكسجين في الفضاء وعدم استقامة العروج في السماء والكثير والكثير من الحقائق الكونية.
وللهندسة والتعدين والرياضيات نصيب من هذه المعجزات. لا مجال هنا لذكرها جميعاً
فكيف لعلماء الغرب ان يفقهوا حقيقة ديننا ويقدروه، ونحن ابناء هذا الدين نغفل عنه وننحيه جانباً ؟؟؟

وعلي هذا فلا يوجد تعارض بين الدين والعلم، وكما ذكرنا آنفا عدم التعارض بين الدين والعمل
وعليه فهناك عدم تعارض بين العلم والعمل والدين بل يوجد تكامل بينهم

لكم مني ارق الأمنيات واطيب التهاني بحلول شهر رمضان المعظم اعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات
اللهم بلغنا رمضان واغفر لنا فيه

اخوكم
محمد سيد

والله المستعان
،
،