الموضوع: ((( إن الله يحب المقسطين )))

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته

إخوة الإيمان والإسلام , روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه أن

النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله ، إذا أحب عبدا ، دعا جبريل فقال : إني أحب فلانا فأحبه . قال

فيحبه جبريل . ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلانا فأحبوه . فيحبه أهل السماء . قال ثم

يوضع له القبول في الأرض

إخوة الإيمان , ما أجمل أن تحب الله ولكن الأجمل منه والأعظم أن يحبك الله جل وعلا

ولكن ما هي صفات الذين يحبهم الله

حديثنا اليوم عن صفة من صفات الذين يحبهم الله

[mark=#d9ff00]إن الله يحب المقسطين[/mark]

إخوة الإيمان ذكر الله لنا في كتابه أنه يحب المقسطين ثلاث مرات

في المائدة والحجرات والتحريم

قال تعالى وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ

وقال تعالى فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ

وقال تعالى لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ

وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ

فمن هم المقسطون

قال تعالى إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى

المقسطون الذين أطاعوا الله فيما أمر به بالعدل

وللعدل ( القسط ) في القرءان صورا كثيرة , نذكر منها على سبيل المثال :

1 - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ

يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا

تَعْمَلُونَ خَبِيرًا

فهنا الله يأمرنا بالعدل ولو على أنفسنا , ولو على الوالدين أحب الناس إلينا

وأن لا نراعي الغني لغناه، ولا الفقير بزعمنا رحمة له، بل نشهد بالحق على من كان.

فالله أرحم بهم منا

وأننا لو لم نفعل ذلك كنا متبعين للهوى

2 - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا

اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

كما أمرنا الله في الآية الأولى بالعدل مع أقرب الناس

فإنه هنا يأمرنا بالعدل مع الأعداء

وأن لا يحملنا بغض قوم على ألا نعدل

كما نشهد لأقربائنا ، نشهد عليهم ، وكما نشهد على عدونا نشهد له ، ولو كان كافرا أو عاصيا ،

فإنه يجب العدل فيه

وكلما حرصنا على العدل واجتهدنا في العمل به، كان ذلك أقرب لتقوى قلوبنا ،

فإن تم العدل كملت التقوى

============================

وللعدل صور كثيرة نذكر منها :

1 - العدل في الحكم :

- قال تعالى وإذ حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل

- قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولا يوم

القيامة قده إلى عنقه فكه بره أو أوثقه إثمه أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزي يوم القيامة

- قال النبي صلى الله عليه وسلم القضاة ثلاثة : واحد في الجنة ، واثنان في النار ؛ فأما الذي في

الجنة ، فرجل عرف الحق فقضى به . ورجل عرف الحق ، فجار في الحكم ، فهو في النار ، ورجل

قضى للناس على جهل فهو في النار

2 - العدل بين الأولاد

- روى البخاري رحمه الله عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سألت أمي أبي بعض الموهبة

لي من ماله ، ثم بدا له فوهبها لي ، فقالت : لا أرضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذ

بيدي ، وأنا غلام ، فأتى بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أمه بنت رواحة ، سألتني بعض

الموهبة لهذا ، قال : ( ألك ولد سواه ) . قال : نعم ، قال : فأراه قال : ( لا تشهدني شهادة جور ) .


3 - العدل بين الزوجات

- قال تعالى : فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا

- قال الحبيب صلى الله عليه وسلم من كان له امرأتان فمال إلى أحدهما جاء يوم القيامة ، و شقه

مائل

والجزاء من جنس العمل كما مال في الدنيا أماله الله في الآخرة

وصل الله وسلم على الحبيب أقوم الناس بالقسط والعدل

============================

إخوة الإيمان , هذا جزء من خطبة الجمعة التي يسر الله لي إلقائها أول أمس الجمعة

أعتذز لحضراتكم عن الإطالة

============================

خادم القرءان الكريم / خـــالــد ســـيــف

============================