الموضوع: أسس القيادة الرياضية - الجزء الأول : معرفة مواصفات السيارة, و طرق الكبح و الانطلاق.

أسس القيادة الرياضية
(منقول بتصرف)

هذا الموضوع به جزء منقول من مجلة سبور اوتو الأعداد أغسطس 2002, سبتمبر 2002, و مضاف اليه بعض المعلومات من عندى (فادى), قمت بتجميعه بنفسى و كتابته بأسلوبى الخاص.
و أنا غير مسئول عن أى حوادث أو كوارث تنجم عن قراءة هذا الموضوع, لأنه ببساطة للمعرفة فقط, و ليس للتطبيق العملى, فهو معلومات نظرية عن القيادة الرياضية, و لكنه لا يصلح للتطبيق فى الشوارع العادية.
و سوف ننشر هذا الموضوع فى مقالين متتاليين, و سوف أشير بجانب الأجزاء التى أضفتها بنفسى (فادى), أما الأجزاء المنقولة من سبور أوتو, فسوف أشير اليها (منقول بتصرف), حيث أن المادة العلمية منقولة من المجلة, لكننى سوف أحررها و أنظمها و ألخصها بأسلوبى الخاص, و ذلك لحفظ الحقوق الأدبية لى و للمجلة.
تنويه أخير, ان قراءة هذا المقال لا تؤهلك لقيادة سيارتك بطريقة رياضية, فالأمر يحتاج للتدريب العملى على الحلبات المخصصة لذلك, و يجب دائما أن تتذكر أن السائق الماهر هو من يضع سلامته و سلامة سيارته و سلامة الأخرين نصب عينيه.


أداء السيارة(فادى) :
------------------

فى هذا الجزء سوف نتعرف على السيارة التى يمكن أن نطلق عليها رياضية, أو بها نفس رياضى, كما سوف نتعرف على عيوب و مميزات كل نوع من السيارات.

مناورة ال0-100 كلم/ساعة(فادى) :
-----------
تعتبر مناورة ال0-100 كلم/ساعة احدى أهم الأرقام التى تحدد الطابع العام للسيارة, سواء كانت رياضية, أو هادئة, و يحرص الصانعون دائما على تقديم رقم مقنع, دعما للقدرة التنافسية, و لذا فان كثير من السيارات أصبحت تبلغ سرعة ال100 كلم/ساعة على النسبة الثانية, لتفادى الوقت الضائع فى التبديل من النسبة الثانية الى الثالثة, حتى لو كان ذلك على حساب التسارع بعد المائة كم!
و المشكلة هنا أن هذا الرقم مطاط جدا, فمثلا قد تتأخر سيارة متوسطة بمقدار نصف ثانية كاملة اذا ما كان السائق بدينا!
بعض الشركات تقوم باحتساب هذا الرقم بواسطة طرق حسابية تقليدية, و البعض الاخر يقوم بتجربة السيارة, و كل الطريقتين تفتقدان للدقة تماما, لأن الظروف المحيطة بالسيارة دائما ما تكون متغيرة, و هو ما لايمكن أن نضمنه بواسطة الحسابات أو حتى بواسطة التجربة.
لذا اتفق الخبراء أن هذا الرقم يحدد الطابع العام للسيارة, و لكنه لا يصلح أبدا كوسيلة للمقارنة بين سيارتين, خاصة لو كان الرقمين متقاربين.
فمثلا اذا ما كان هذا الرقم أقل من 6 ثوانى, اذن السيارة تعتبر رياضية, أما السيارات السوبر رياضية فتبدأ من أقل من 5 ثوانى.
و يجب فى النهاية أن نتذكر دائما, أن السيارة الرياضية لا تقاس بقدرتها على بلوغ سرعة معينة أو على التسارع, بل بقدرتها على تحمل هذه السرعة.

الثبات(فادى) :
---------
تحديد تسارع السيارة و سرعتها القصوى سهل, فيكفى معرفة القوى الحصانية التى يولدها محرك السيارة, و وزنها, لتحديد مستوى تسارعها بشكل تقريبى, الا أن ثبات السيارة يثير الكثير من اللغط, بيد أنه من المستحيل قياسه بالأرقام, بل يعتمد على معرفة مواصفات السيارة و على التجربة الحية.
بداية يجب أن نفرق بين عدة انواع من الثبات, الثبات على الطرق السريعة, و الثبات فى المنحنيات و أثناء الكبح و الانطلاق, و الأنواع الثلاثة الأخيرة مرتبطة ببعضها البعض, أما النوع الأول فهو منفصل عنهم تماما, فمثلا السيارات الفارهة (خاصة السيارات الأمريكية الكبيرة) ثابته نوعا ما على الطرق السريعة, و لكنها دائما ما تفقد ثباتها فى المنحنيات. أما بعض السيارات الأوروبية الصغيرة المصممة بطريقة رياضية, فعلى العكس من ذلك, حيث تكون ثابتة فى المنحنيات و رشيقة الأداء , و تفقد ثباتها تماما على الطرق السريعة.

الثبات على الطرق السريعة( فادى) :
---------

على الطرق السريعة تعانى السيارة بشكل أساسى من الهواء المواجه لها و الذى يزيد تدفقه بمعدل كبير مع زيادة السرعة, و تتسبب السيارة المندفعة بخلخلة الهواء الذى يمر أسفلها و بجانبها و فوقها, و يتبدل الضغط ما بين الهواء المار أسفل السيارة و الهواء الذى يمر فوقها, و يشكل هذا الفرق فى الضغط قوة رفع للسيارة, نظريا تقوم هذه القوة بتقليل وزن السيارة, فيصبح وزنها الفعلى على الطريق أقل من وزنها الحقيقى, و فى حالة مرور احدى المركبات الكبيرة (الشاحنات الثقيلة مثلا), تتسبب خلخلة الهواء القادمة من الشاحنة, بدفع السيارة التى أصبحت خفيفة الوزن.
لذا فان أفضل طريقة للحكم على ثبات السيارة على الطرق السريعة هو قدرة السائق على السيطرة عليها لاسيما عند مرور الشاحنات الثقيلة بجانبها.
و أهم عامل هنا هو وزن السيارة الفعلى بالطبع, و يليه عامل الانسيابية و ارتفاع السيارة عن الأرض.

الثبات أثناء الانطلاق (منقول بتصرف):
-----------
أثناء الانطلاق العنيف, يحدث تبدل كبير للأوزان, نتيجة للتغير المفاجىء فى اتجاه الطاقة, و يتسبب ذلك فى ارتفاع مقدمة السيارة, و انخفاض مؤخرتها, مما يعنى أن الوزن قد انتقل من المحور الأمامى الى المحور الخلفى, فتصبح الاطارات الخلفية أكثر ثباتا من تلك الأمامية.
فى حالة الدفع الخلفى, فان الاطارات الخلفية هى التى تقوم بدفع السيارة, و فى الوقت نفسه هى الأكثر ثباتا على الطريق, مما يعنى أن السيارة سوف تنطلق بأقل قدر ممكن من الأنزلاق (التفاف الاطارات حول نفسها).
فى الدفع الأمامى, فان الاطارات الأمامية هى الدافعة, و فى الوقت نفسه هى تفتقد للثبات, مما يتسبب فى انزلاق الاطارات حول نفسها, و صعوبة التحكم فى السيارة عند الانطلاق العنيف, و تزيد المشكلة فى السيارات المجهزة بمحرك ذو وضعية عرضية, حيث تتسبب ظاهرة المحاور غير المتساوية لنقل الحركة بمشاكل اضافية عند الانطلاق.

و طبعا اذا كانت السيارة مجهزة بأنظمة تعليق قاسية, فان تبدل الأوزان يحدث بشكل أقل, و تقل بالتالى المشاكل الناجمة عنه.

الثبات أثناء الكبح (منقول بتصرف) :
--------
عكس الانطلاق تماما, فعند الكبح ينتقل الوزن من الخلف الى الأمام, فتفقد العجلات الخلفية كل الثبات, و اذا ما قام السائق بلف المقود تزامنا مع الكبح العنيف, فان خطر انزلاق المؤخرة يصبح قريبا جدا.
و اذا ما كانت السيارة مجهزة بأنظمة تعليق شديدة القسوة, يقلل هذا من تبدل الأوزان, و يساعد على التوقف بشكل أفضل و أكثر ثباتا.
أفضل الطرق للكبح هى الكبح التصاعدى, أى الضغط على دواسة الفرامل بشكل تدريجى و لو سريع, مما يوفر انتقال هادىء للأوزان, و يمنع انزلاق الاطارات, و طبعا يختلف التكتيك فى حالات الخطر الوشيك, فمن الأفضل هنا الضغط بقوة على المكابح ثم تحريرها عند تحسس الانزلاق, ثم معاودة الضغط مرة أخرى فى شبه محاكاة لعمل أجهزة توزيع الضغط على المكابح(الايه بى اس).

و طبعا يجب أن نعرف أن الاطار الذى يعانى من حالة الانزلاق, سواء كان يلتف حول نفسه, أو كان منغلقا, يقل تماسكه بشكل كبير مع الطريق, و يكون أكثر عرضة للانزلاق من الاطار الذى ينساب بهدوء مع الطريق.

المنحنيات (فادى):
-----
سوف نعود للمنحنيات بشكل مفصل لاحقا, لكن باختصار, تتعرض السيارة فى المنحنى لقوى جانبية عكس اتجاه الملف, تتناسب هذه القوى طبعا مع السرعة, و الوزن, كلما زاد وزن السيارة زادت القوى الجانبية التى تؤثر على الاطار, مما يدفعه الى الانزلاق, و تميل السيارة عكس اتجاه المنحنى, مما يعنى أن قسوة التعليق سوف تساعد هنا فى خفض انتقال الأوزان, مما يعطينا ثباتا أكبر للاطار الذى يدور داخل المنحنى.
أما طريقة السيطرة على السيارة داخل المنحنى, فسوف نعود اليها لاحقا بالتفصيل.


نظام الدفع :
-------

الدفع الأمامى(منقول بتصرف):
--------
لاعتبارات اقتصادية بحتة, باتت معظم سيارات اليوم تندفع بعجلاتها الأمامية, و كانت البداية التجارية لهذا النظام فى عام 1934, حيث اعتمدته شركة ستروين بشكل تجارى واسع, لكن بدايته الحقيقية كانت على يد شركة أمريكية لم تعد موجودة الأن تسمى "كورد" سنة 1929.
و فى سنة 1969, جاءت فيات و طورت هذا النظام بوضع المحرك بطريقة عرضية, مما سمح بتوفير مساحة كبيرة للركاب, و أصبح تصميم فيات هو المتبع فى معظم السيارات منذ ذلك الوقت.
و يعتبر نظام الدفع الأمامى أفضل من ناحية توفير الوقود, و هو نظام مقبول فى السيارات الصغيرة, معقولة القوة, و لكنه غير محبذ فى سيارة رياضية.
تعانى سيارات الدفع الأمامى من مشاكل فى توزيع الوزن, فالاطارات الأمامية تتحمل معظم الوزن, و فى الوقت نفسه تنقل عزم الدوران.
و لكن هناك ميزة يقدمها لنا نظام الدفع بالعجلات الأمامية, و هى الثبات على السرعات العالية, نظرا لأن الوزن يتركز بشكل أساسى فى الأمام, أى فى مواجهة الهواء, مما يعطى ثباتا أكبر للاطارات الموجهه للسياة, لذا فان اعتماده فى السيارات الصغيرة يمكن أن يعطيها بعض الثبات الاضافى على الطرق السريعة, و يجعلها مناسبة للسفر, بعد أن كان السفر بسيارة صغيرة, مخاطرة غير مأمونة العواقب.
و فى الثمانينات قامت كل من ألفاروميو و فيات بانتاج سيارة دفع أمامى لكن بعلبة تروس فى الخلف, بهدف الوصول الى توزيع أفضل للوزن.

الدفع الخلفى(فادى) :
---------
و توجد عدة أنواع من نظم الدفع الخلفى,
الدفع الخلفى مع محرك أمامى: و هو نظام يوفر لنا توزيعا مدروسا للوزن, و يعتمد فى السيارات الفارهة عادة مثل مرسيدس و بى ام دبليو.
الدفع الخلفى مع محرك وسطى : فى عام 1971, أنتجت مازيراتى أول سيارة بمحرك وسطى, السيارة كانت تسمى مازيراتى بورا, و يوفر هذا النظام أفضل توزيع للوزن, و أى سيارة لا تستخدم هذا النظام الأن, لا تستحق لقب سوبر رياضية.

أنظمة الحفاظ على الثبات(منقول بتصرف)
------------
معظم السيارات الحديثة مزودة بأنظمة خاصة للحفاظ على الثبات, و لكنها ممنوعة فى معظم السباقات, لأنها تحد من قدرة السائق على المناورة, و لكننا سوف نتعلم معا كيف نحاكى عمل هذه الأنظمة, و نستعيد سيطرتنا على السيارة مرة أخرى.


السمعة المتوارثة (منقول بتصرف):
-----------
السمعة الرياضية المتوارثة للسيارة, هل هى حقيقة أم وهم؟
تشتهر السيارات الأوروبية عموما بانها أكثر ثباتا من السيارات الأمريكية, و تشتهر السيارات الايطالية خصوصا بطابعها الرياضى, الذى لا تخلو منه سيارة ايطالية عادة, لكن السيارات الأمريكية محركاتها أفضل دائما و أقوى من الاوروبيات, فيما عدا الماركات الرياضية فى اوروبا بالطبع.
بعض الشركات مثل مرسيدس, تتبنى مبدأ التسارع الخاطف, بينما البعض الأخر يعنى برشاقة الأداء, مثل بى ام دبليو , و الفاروميو, و لكن بعض الشركات أصبحت ترغب فى الخروج عن سمعتها المتوارثة قليلا, و تلافى العيوب التى اشتهرت بها, لكن حتى فى ظل تعاون و اندماج الشركات, يمكننا أن نلاحظ بسهولة اعتزاز كل صانع بطابعه الخاص.


فى الجزء الثانى سوف نتعرف على كيفية السيطرة على السيارة فى المنحنيات, و ماذا نفعل فى حالات الانزلاق, و كيف نستعيد السيطرة على السيارة مرة أخرى.