أحمد منيب . عاشق النوبه .
هو واحد من اعظم من انجبتهم ارض مصر من الفنانين فى القرن العشرين ولكن للاسف مثل اى فنان حقيقى لم ياخذ حقه من الشهره والاعلام فلم يعرفه الكثيرون من ابناء هذا الوطن .
هو من مواليد اسوان فى عشرينيات القرن الماضى عشق النوبه واحبها فباحت له بكل اسرارها تركها وحضر الى الاسكندريه ثم القاهره ولكنها لم تتركه ظلت فى وجدانه تمده بسحرها بعبقها بعبقريتها الفريده فى الشعر فى الموسيقى
عندما حضر الى القاهره فى اواخر السبعينيات كانت الساحه الغنائيه قد خلت من العمالقه ام كلثوم- عبد الحليم- فريد- عبد الوهاب (المغنى) . انطوت صفحه كامله من زمن الغناء العربى الجميل.
كان الجميع يبحث عن صيغه موسيقيه جديده تتناسب مع مايحدث فى العالم من تغير ومع متطلبات الشباب من الموسيقى الحديثه . فظهر على الساحه فى هذه الفتره فرقه الجيتس والاصدقاء واحمد فكرون وغيرهم قدم كل منهم بصمه ثم اختفى ثم جاء عبد الرحيم منصور الشاعر الغنائى واكتشف العبقرى محمد منير وكان مايزال طالبا فى كلية الفنون التطبيقيه وسرعان ما عرفه على احمد منيب لتبدا تجربه فنيه فريده من نوعها بين منير ومنيب وكان معهم من الشعراء مجدى نجيب وعبد الرحيم منصور والابنودى وصلاح جاهين وغيرهم الكثير.
كانت موسيقى احمد منيب مزيج من الموسيقى العربيه والافريقيه ذات الايقاع والرتم الراقص ذو الشجن الضارب فى اعماق الارض النابع منها وهنا كان تميزه فلم يقلد الانماط الغربيه او الاتينيه الراقصه ولكنه اخذها من تربته وبيئته النوبيه الافريقيه واعطاها الشكل العصرى .ثم كان اختياره لكلمات اغانيه من اجمل ما غنى فى العربيه لم يغنى كلمات مستهلكة المعانى فارغه من المضون ولكنه غنى للارض والمحبوبه والاصدقاء والغربه والحنين .
رحمه الله لم يمهله القدر كثيرا فقال كلمته سريعا وذهب الى لقاء ربه.
من اغنية مشتاقين ياناس لبلاد الدهب
نادرين لما نرجع تانى
لبلاد الجمال ربانى
وسط البيت هنزرع نخله
تطرح خيل وتعمل ضله
وعصافير تلقط غله
فى الحوش الكبير والرمله
جار الساقيه فى العصريه
ويا حكاوى والافراح هتملى الناحيه
ويا غناوى....... مشتاقين يا ناس لبلاد الدهب