عيسى العوام .... رمز للأمانة حياً وميتاً ...!!!!
ما يتبادر في ذهن الكثيرين عند سماع هذا الاسم هو قائد مسيحي رمز للوحدة الوطنية حارب مع صلاح الدين لأنه عربي!!
وربما يعلم البعض أن قصة حبه مع لويزا هي قصة خيالية كانت في سياق فيلم الناصر صلاح الدين.
ونذكر صيحته الشهيرة "اللعنة على الأبراج!!!"
ولكن في النهاية لا علاقة بالقصة لا من قريب ولا من بعيد للشخصية الحقيقية لعيسى العوام
ورغم أن هدف إظهار روح التسامح هدف نبيل
ولكن لا يجب أن يتم هذا على حساب حقائق التاريخ وعلى حساب أبطال لا نوفيهم حقهم بأن نحرف ذكراهم
من هو عيسى العوام
=============
هو عوام مسلم كان يغامر بحياته بأن ينقل الأموال والرسائل إلى المحاصرين في عكا الذين حاصرهم الافرنج.
قال عنه بهاء الدين بن شداد في كتابه
(النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية)
"ما رؤي من أدى الأمانة في حال حياته وقد ردها في مماته إلا هذا الرجل"
وهاك قصته كما رواها بهاء الدين بن شداد
"ومن نوادر هذه الوقعة ومحاسنها أن عواماً مسلماً يقال له عيسى وصل إلى البلد بالكتب والنفقات على وسطه ليلاً على غرة من العدو وكان يغوص ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو وكان ذات ليلة شد على وسطه ثلاثة أكياس فيها ألف دينار وكتب للعسكر وعام في البحر فجرى عليه أمر أهلكه وأبطأ خبره عنا.
وكانت عادته إذا دخل البلد أطار طيراً عرفنا بوصوله فأبطأ الطير فاستشعرنا هلاكه.
ولما كان بعد أيام بينا الناس على طرف البحر في البلد إذا هو قد قذف شيئاً غريقاً فتفقدوه فوجدوه عيسى العوام ووجدوا على وسطه الذهب وشمع الكتب وكان الذهب نفقة للمجاهدين فما رؤي من أدى الأمانة في حال حياته وقد ردها في مماته إلا هذا الرجل وكان ذلك في العشر الأواخر من رجب أيضاً"
وفي النهاية لا نملك إلا أن نقول إن كانت الدراما معناها محو وتشويه التاريخ في عقول الناس
"فاللعنة على الأفلام!!!"