لقد قرأت التعليقات جميعا ووجدت ان كل ما يجمعها يندرج تحت عنوان عام -ثقافة التوكتوك
لو حاولت تحليل التعليقات ووجدتها ما بين مشفق على الموضوع من السخرية والاستهزاء وما بين معارض للاعلان ليس اعتراضا على صاحبه لا سمح الله فالاشخاص والهيئات عندنا فوق الرؤوس ولكن كان الاعتراض اعتراضا على ما ابتلينا به من هذا الكائن الغريب الدخيل وما صاحبه من ثقافة
فلو رجعنا الى الوراء قليلا عندما ظهر هذا الكائن فى مصر وعلى ذاكرتى تحديدا فى مطلع الالفية الثانية تقريبا فى 2001 او 2002 وكان بدايته فى الارياف وكان منطقيا ان نرى من يقوده من بعض الصبية فالكل فى الريف يعمل او هكذا كنت اعلم حينما كنت ازور بعض اقاربى رحمهم الله فى الماضى اما الان فلا علم لى
ولكن رويدا رويدا بدأ غزو التوكتوك على القاهرة والجيزة ولم يدع شارعا ولا حارة الا غزاها وبدأت ثقافة التوكتوك وما صاحبها من مصطلحات ومعتقدات واسلوب قيادة ومظهر قيادة بل وشرائط كاسيت خاصة بهذه الطبقة تماما بتمام كما كانت الشرائط الخاصة بسائقى الميكروباص وطبعا حدث ولا حرج عمن كان يسمى البرنس
لم نعتد من قبل ان نرى اطفالا يقودون دراجات نارية ولكن بظهور التوكتوك وقبول المجتمع لفكرة اطفال شبه عراة يقودونه امتد الامر للموتسيكلات الصينى والكل يعرف ما ابتلينا به بسببها وسبب التوكتوك من حوادث نشل وخطف بل واغتصاب
ظهر جيل جديد صاحب هذه الثقافة من البلطجة المقنعة فسائق التوكتوك يقود كما البهلوان ولا دين فى عنقه لاحد فلا بطاقة ولا رخصة ولا ارقام ولا اى شىء فماذا تفعل يا مسكين عندما يقع حظك العسر امام توكتوك او يخدشك بما يضع على جانبى التوكتوك من اسلحة
حاولت الحكومة تقنين الوضع من باب من اتلف شيئا فعليه اصلاحه او من حضر العفريت يصرفه ولكن هيهات هيهات فالعفريت تكاثر وتتطور حتى اصبح ونسله لا تفلح معهم المضادات ولا المبيدات واستشرت ثقافة التوكتوك بكل معانيها واصبحنا نرى التوكتوك يسير عكسى على طريق اسكندرية الصحراوى ووجدناه على الدائرى ووجدناه فى كافة شوارع مصر فوق الرصيف وتحت الرصيف وقد نراه قريبا على الحائط او يخترق البيوت لان الشوارع ملئى بالسيارات
هذا ما افهمه من تعليقات الاخوة التى هى مبنية على كره التوكتوك وكل ما صاحبه من تطور غريب فى الثقافة والزوق والسلوك
قد يقول البعض ان التوكتوك حل ازمة بطالة والحقيقة انه خلق بطالة فكل من يقودون التوكتوك او جلهم كان لزاما عليهم ان يكونوا فى مكان اخر فغالب اصحاب التوكتوك من العاملين فى مجالات اخرى والتوكتوك مشروع استثمارى لهم يدر عليهم الربح الوفير وقد رأيت البوابين العاملين بمدينة الرماية يشترون التوكتوك ليعمل بحدائق الاهرام حيث لا مواصلات هناك وسمعت عن اناس من الفيوم يشترون بالتوكتكين والثلاثة بل والخمسة ليحصلوا يوميا على 500 جنيه ايراد بعد مصاريف التوكتوك -لما يعمل مثل هؤلاء ولما تتحول الدولة للانتاج طالما مثل هؤلاء يحصلون على دخل شهرى 15 الف جنيه لا يحصلل عله مهندس فى مصنع او طبيب فى مشفى او محاسب فى شركة وكل ما يلزمه 50 الف جنيه مقدم لل 5 تكاتك وباقى ال 40 الف تقسيط
فمن يعما عليه هم المتهربون من التعليم حتى وصلت نسبة الامية فى مصر الى 40 فى المائة وهذه هى الامية لا اقول الجهل المقنع المتمثل فى الدبلومات وما شابهها وما تخرجه لنا من اناس اقسم انهم لا يستطيعون القراءة كما يجب -ناهيكم عن المتهربون من التعليم الالزامى اى ترك المدرسة قبل الاعدادية فهل معاونة القوة البشرية للمجتمع على ترك التعليم والانخراط فى عالم التوكتوك حل لازمة البطالة ام خلق لازمات متتالية حيث ان التوكتوك لن يستمر لهؤلاء ولكن جهلهم سيستمر معهم وسيحافظ لهم على مسمى عاطل حيث ان كل منهم بعد عشر سنوات سوف يحمل شهادة خبره ليس فى القيادة ولكن فى البلطجة وفرض السيطرة وقلة الزوق وعدم مراعاة الاخر ومبدأ خش ببوزك تعدى
وسيقول البعض الاخر ان التوكتوك حل مشاكل المواصلات بالنسبة للكثير وهذا القول يحتاج الى تفنيد فهناك حد ادنى من عوامل الامان يجب ان تتوفر فى وسائل النقل العام وللن اتحدث عن عوامل الادمية فنحن ما زلنا فى مصر وغياب عوامل الامان تكبد الدولة ملايين فحاتدث واحد يكبد الدولة على اقل تقدير 100 الف جنيه بخلاف ما تتكبده الدولة نتاج الارهاب النفسى للاسر المكلومه وما ينتج عنه من عجز او ضعف فى الانتاج وما شابهه
لقد استخدمت التوكتوك مرتين فى حياتى داخلا فى حدائق الاهرام وندمت على فعلتى ونويت عدم العود -فلقد حول التوكتوك الشعب الى عجزة كسالى غير قادرين على المشى مسافة 500 متر بل اقل فاجد جميع الاعمار وليس كبار السن يطلبون من التوكتوك توصيلهم من معهد الصدر بشارع طلعت حرب بامبابه الى اخر الشارع اى نهاية شارع طلعت حرب او فى المنتصف -لماذا هذا لان الاجرة زهيدة بالنسبة لقيمة المال والاغلب يميل الى الكسل وهذا من مكتسبات ثقافة التزكتوك -ليه تمشى والتوكتوك موجود

اعلم انى قد اسهبت فى هذا الموضوع مما قد يغضب البعض ولكن وجدت موضوعا يتحدث عما بداخلى مما طرأ علينا من ثقافات جذورها تعود الى ظواهر غريبه هجمت علينا ونتمنى من الحكومةو الرئيس تغييرها وكأن المطلوب من حكومة عمرها 3 اشهر ان تغير ما زرع فى سنوات وللاسف امتدت جذروره لتدمر بنية المجتمع التحتية وهى الاخلاق والاعراف والقيم والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة الا بالله