التكية المصرية لما مصر كانت مصر ...!!!
التكية المصرية : أو المبرة المصرية ، هي مكان تصنع فيه الأطعمة وتقدم للفقراء ، وكانت في مكة المكرمة والمدينة المنورة تكايا موقوفة للفقراء .
ويبدو أن اسمها عربي ، وكأنها وضعت لمن يتكئ فلا يعمل ولا يطلب رزقاً حتى إذا حان وقت الوجبة اتجه إليها ليحصل على الطعام .
وقرأت لمن قال إنها فارسية الأصل ، فقد يكون ذلك غير أن صاحب معجم الألفاظ الفارسية لم يذكرها ، ولعل هذا يؤيد ما ذهبت إليه في عروبتها .
أما سبب نسبتها إلى مصر فذلك لما كان يؤتى منها من الأموال الموقوفة لحرم مكة المكرمة ، كما كانت كسوة الكعبة تأتي من هناك .
وعن هذه التكية يذكر لنا إبراهيم باشا أنها (هي من الآثار الجليلة ذات الخيرات العميمة ، وأنها نعمت صدقة جارية لمسديها ثواب جزيل وأجر عظيم .
و تم إنشاء التكيات المصرية بامر من إبراهيم باشا في عهد محمد على باشا ويبلغ طولها 89م وعرضها 50م، وهي متقنة البناء. البناء عبارة عن مبني من دور واحد
وكان يصرف يومياً من العيش ما يقارب (400 أُقه) " حوالى 3 ارادب من القمح" والناس حوالي (4000) شخص في ذلك الوقت بتناوبون في الأخذ ، ويزيد عددهم في شهر رمضان حتى آخر ذي الحجة لورود كثير من الحجاج الفقراء من السودانيين والمغاربة وغيرهم ، ثم يتناقص العدد بعد ذلك .
وكان فيها طاحون يتناوب إدارتها أربعة بغال لطحن القمح ، وبها فرن ومطبخ وفيها أماكن مفروشة للجلوس، وكان فيها بركة ماء
وكان لها ناظر ومعاون وكتبة يقومون جمعياً بخدمة الفقراء ، وقد أنشئت في عهد محمد علي باشا سنة 1238هـ أثناء حكم المصريين للحجاز .
وفيها حنفيات بتوضأ منها الناس ، ويرد إليها الفقراء في الصباح والمساء فيتناول الفقير في كل مرة رغيفين وشيئاً من الشربة .
وأقيمت هذه التكية مكان دارالسعادة التي كانت سابقاً محل حكومة بني زيد من الأشراف ، ودار السعادة بناها الشرف محمد بركات في عام 866هـ .
وكان موقعها في أجياد من الجهة الجنوبية ، وبجوارها دار الحميدية ، مقر الرئاسة التركية الرسمية ، والتي أصبحت مقراً لدوائر الحكومة في العهد السعودي كما مر بنا .
وقد هُدمت في أيام الملك سعود رحمه الله عام 1375هـ وتم إدخال مكانها في توسعة المسجد الحرام ، وأعطت الحكومة السعودية لوزارة الأوقاف المصرية مكاناً ممتازاً بمحلة أجياد لإقامة هذه التكية ، عوضاً عن محلها القديم . فبنيت على حساب وزارة الأوقاف المصرية .
ومما يجدر بالذكر أنه بعد قيام الثورة المصرية وإخراج أسرة محمد علي باشا من الحكم استبدلت وزارة الأوقاف اسم التكية المصرية باسم (المبرة المصرية) وذلك عام 1374هـ .
وحينما استولت الحكومات في مصر على أوقاف الحرمين بسبب إخراج أسرة محمد علي باشا ، وعلم جلالة الملك عبد العزيز بذلك أمر بضم هذه التكية إلى الدولة السعودية ، طالما أنشئت في سبيل الله ولإطعام فقراء الحرم ، فتولى إدارتها رحمه الله ووسع خيرها بالإنفاق على الفقراء والمساكين المجاورين للحرم المكي الشريف ودامت إلى حين إزالتها .