أصل الوزيرة «ماما»!

بقلم نصر القفاص ١٣/٧/٢٠٠٨

الحزن واليأس والإحباط وكل معاني الألم والغضب.. تغلي في صدور الناس، لأسباب كثيرة متنوعة.. لكن أهمها في اعتقادي يرجع لشعور «الشعب المصري الشقيق» بافتقاد العدالة، ومصرع «تكافؤ الفرص» في ظروف غامضة!! ولو أن الظلم كان حالات فردية لتصدي له المواطنون.. لكنه عندما يصبح منهجاً يجد المجتمع نفسه داخل سجن يصعب الهروب أو الخروج منه!!لا أعرف من الذي فوّض كبار المسؤولين، يتقدمهم عدد من الوزراء، في رعاية شؤون أبنائهم وعائلاتهم عبر بوابات مواقعهم الرسمية، فأولئك حولوا أمانة المسؤولية إلي طوق ورد يزينون به رقابهم، وعندما يعيث الكبير في الأرض فساداً، يصبح طبيعياً أن يكون الصغار هم الفساد نفسه، أو قل يتحولون إلي تعريف للفساد!!
كنا في الماضي، وكذلك في المجتمعات المحترمة، نعرف أن تمييز ابن المسؤول الكبير، سيما لو كان وزيراً، يمثل حقل ألغام يخشي أولئك دخوله، ومع التساهل تجاه حالات وضع ريشة علي رؤوس أبناء الوزراء، انقلب الأمر إلي مولد يجيد الرقص فيه رموز الصراخ في الوطن، ويجني أرباحه أعضاء «جماعة المطار السري» الشهيرة باسم «الإخوان المحظورة»!! ولأنني نذرت نفسي للتنديد بمحدودي الكفاءة وقصار القامة!! فأرفض أن يتمكن مني الملل في الهتاف ضد المستشارين من فصيل «الطفل المعجزة» لاعتقادي أنهم «دراكولا» الذي يمص دم المواطن!!

آخر قصص هتك عرض «تكافؤ الفرص» سمعت عنها، وتحققت من تفاصيلها في قطاع البترول، وبطلها شاب اسمه «محمد عاطف» رشحته مواهبه لاقتناص درجة المدير العام قبل من يكبرونه بعشر سنوات علي الأقل، ولأن مؤهلاته يصعب علي أقرانه امتلاكها، تم إسناد أكثر من موقع مهم له، فهو مدير مكتب رئيس مجلس إدارة شركة، ومنتدب لشغل موقع آخر في شركة استثمارية ثانية، ويملك نفوذاً يتجاوز قياداته، فما بالنا بما يتقاضاه من آلاف الجنيهات، دون عمل حقيقي أو إبداع يسهل ابتلاع وضعه المتميز، فهو ابن سيادة الوزيرة عائشة عبدالهادي، المسؤول الأول عن القوي العاملة في مصر، ووالده يشغل موقعاً مهماً عند قمة هرم اتحاد العمال، وهذا يكفي لكي يكون سبباً في الترقي والنفوذ وجني الأرباح!!


ولأن ذلك لا يهمني أو يعنيني، فيجب أن أوضح أن المهم عندي هو غليان العشرات من الذين يعملون معه وحوله للحد الذي جعلهم يكرهون أوطانهم، مع شعورهم بالظلم الفادح، وهنا يمكننا أن نحدد «مربط الفرس».. فكل مواطن يمكنه أن يفعل ما يشاء، لكن عندما يكون ابن أو شقيق وزير، فعليه الحذر والانضباط، حتي لا يكسب علي هذا النحو، ويخسر الوطن أعز ما يملك، ولوزير البترول كل التقدير علي رعايته أولاد الوزراء وكبار المسؤولين، لكن يا ريته «يفنجر من جيبه»!!
nasr-elkafas@hotmail.com

http://www.almasry-alyoum.com/articl...ticleID=113047