عن عربيات الحوادث ونصب التجار
إمبارح كنت في الحرفين باعمل شغل سمكرة ودوكو لعربيتي، وبالصدفة اكتشفت إن البوهيجي متخصص في عربيات الحوادث. على مدار يومين، الواحد عرف كمية معلومات عن النصب اللي بيحصل تخليه مش واثق في أخوه حتى.
فرجني على كزا عربية، اللي مقلوبة ومغيرة سقف. واللي مغيره نص أمامي. وقعد يشرحلى كل عربية إزاي بيعرف يداري العيوب القاتلة دي. حسيت إنها منظومة متكاملة من النصب الفاجر. من أول التاجر اللي بيشتري عربيات الحوادث برخص التراب. لحد ورش السمكرة والدوكو المتخصصة في علاج العربيات دي، ولحد التجار اللي بيبيعوا العربيات دي بمكاسب توصل ل 40 و 50 ألف في العربية الواحدة.
طلع إن فيه ورش عندها أجهزة متخصصة في تقفيل وكبس الصاج زي الفابريكة. من ضمن الكلام اللي قاله، إن فيه تاجر اشتري جهاز الكبس ده ب 8 مليون جنيه. وطبعاً تمنه هيرجع في خلال سنة بالكتير.
حتى المعاجين، طلعوا بيستوردوا أنواع معينة غير المعاجين العادية. ونا معاه في الورشة، وراني يعني ايه فن التعفير. ازاي تعفر حوض الموتور بالتراب وترش عليه سبراي معين عشان يمسك زي التراب الطبيعي اللي بيبقى ماسك في حوض الموتور. حتى خلط الألوان اللي بيرشوا بيها حوض الموتور والشنطة بيتعمل بفن ودرجات معينة تخلي الرش لونه واقعي.
شفت كمان قطع غيار تايواني جديدة بتترش عنده وبتتزيت وتتعفر وبيتعمل فيها خدوش وهمية عشان تتباع على إنها استيراد.
كان فيه عربية تويوتا ياريس مقلوبة ومعجونة بقالها عنده 3 أسابيع وخلاص بيفنش فيها. قلتله دي هتتباع بكم؟ قاللي معرفش السعر، بس هتتباع على إنها فابريكة دواخل رشة خوارج نضافة.
وكان فيه عربية سيراتو 2010 لسه جايالو، العربية كانت عاملة حادثة ومطحونة من ورا، وكان فيه عيوب في شنطة العربية من السمكري اللي عملها. ومطلوب من السمكري بتاعي إنه يداري العيوب دي، عشان فيه زبون خد باله من العيب ده ومعرفوش يبيعوها. بالمناسبة العربية سعرها 80 ألف.
أنا كنت أسمع دايما عن حوارات النصب اللي بتحصل في العربيات، بس لما تشوف الكلام ده بعينك، وتشوف العربية وهي فاضية، والسمكري يشرحلك العيوب اللي فيها، وازاي بيعرف يغطي عليها، هتتصدم. وخصوصا لما تعرف إن فيه منظومة كاملة وورش متخصصة بأجهزة مستوردة للتجارة السودا دي، والضحية هو المشتري اللي بيدفع دم قلبه عشان يجيب حاجه ترحمه من المواصلات.
التاجر اللي هو متعاقد معاه، بيبعتله بمعدل عربيتين في الأسبوع، وقاللي إن التاجر ده متعاقد مع أكتر من ورشة عشان الشغل بتاعه كتير. عنده 4 عمارت منهم عمارتين في جمال عبد الناصر متأجرين كلهم شقق إيجار جديد. وشغال في كزا حته يبني أبراج ويبيع شققها تمليك، وهكذا.
مشيت من عنده، ونا مش واثق في أي عربية. حتى عربيتي شكيت فيها. مع إحساس بالمرارة والقرف من البلد دي. لما تحس إن فيه ناس بتكسب قوتها من دم الناس التانية. يستغل اللي عمل حادثة بعربيته عشان ياخدها منه برخص التراب، ويستغل مشتري تاني إنه يبيعله عربية ملعوب في أساساتها بحرفية، والمشتري ده ساعة لما يجي يبيع عربيته، هياخدها منه تاجر تاني بسعر في الأرض، ويبيعها بسعر أغلى. ويجمعوا ملايين، يبنوا بيها عمارات وأبراج، يرجعوا يمصوا بيها دم الشباب اللي بيشتغل 18 ساعة في اليوم عشان يجيب شقة تمليك تستر عياله وتحميهم من غدر الأيام.
حاجة توجع وتقهر وتخلي الواحد يلعن في كل حاجة في دي بلد