<<< الفرق بين الـمِـراء - الجـِـدال - الـخُـصـُومـَة >>>
[mark=#66ff00]<><><><><><><><><><>[/mark]
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[mark=#55ff00]<<< الـمِـرَاء - الجـِـدَال - الـخُـصـُومـَة >>>[/mark]
إخوة الإسلام ما الفرق بين هذه الألفاظ الثلاثة المراء - الجدال - الخصومة
وقبل أن نتحدث عن الفرق بينها , نقول أن هذه الألفاظ الثلاثة مذمومة ,
وقد دأب عليها كثير من الناس سواء في أحاديثهم أو موضوعاتهم أو مشاركاتهم ،
فتراهم يتجادلون ويتمارون عند كل صغيرة وكبيرة لا لجلب مصلحة ، ولا لدرء مفسدة ، ولا لهدف
الوصول إلى الحق والأخذ به ، وإنما رغبةً في الإنتصار للذات ، وحبَّاً في التشَّفي من الطرف الآخر
ولهذا تجد الواحد من هؤلاء يُسَفِّه الآخر ، ويرد قوله .
فلا يمكن أن يصل المتجادلون إلى نتيجة طالما أن الحق ليس مقصودَهم .
فالجدال والمراء على هذا النحو مجلبة للخصومة ،
وسببا للتعصب واتباع الهوى . بل هو ذريعة للكذب
قال الإمام النووي رحمه الله مما يذم من الألفاظ المراء , والجدال , والخصومة
[mark=#66ff00]<><><><><><><><><><>[/mark]
وإذا تأملت هذه الألفاظ حبيبي في الله , لوجدت اللفظين الأول والثاني يتعلقان بالفعل ,
ووجدت اللفظ الثالث يتعلق بالأثر المترتب على هذا الفعل
ما معنى ذلك , هذا سنوضحه إن شاء الله فيما بعد , وذلك بعد أن نوضح معنى كل لفظ من هذه
الألفاظ الثلاثة
وقبل أن نوضح معنى الألفاظ الثلاثة نقول أنّ المراء والجدال والخصومة تستدعي أن يكون هناك
نزاع بين أطراف , لايمكن أبدا أن يجادل الإنسان نفسه , أو أن يخاصم نفسه ,
فهذه الألفاظ الثلاثة تستدعي وجود طرف ءاخر , إما فردا , وإما هيئة , وإما جماعة
[mark=#66ff00]<><><><><><><><><><>[/mark]
بعد هذه المقدمة تعالوا بنا إخوة الإسلام لمعنى هذه الألفاظ الثلاثة : -
1 - بالنسبة للمراء , فهو نزاع وخلاف ولكن الجهل فيه غالب , فهذا يشك في قول هذا بغير
برهان , وهذا يشك في قول هذا بغير برهان
ولذلك المراء من المرية أي الشك
قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله المراء طعنك في كلام الغير لإظهار خلل فيه , لغير غرض
سوى تحقير قائله وإظهار مزيتك عليه
2 - فإذا تأيد الخلاف والنزاع بالبرهان كان ذلك جدالا ,
فالجدال من الجدل ( بفتح الجيم وتسكين الدال )أي القوة ,
ولذلك الحبل المجدول حبل متين قوي
ولذلك عندما نحاور أهل الكتاب لم يسمي الله ذلك مراء وإنما سماه جدالا
قال الإمام النووي رحمه الله واعلم أن الجدال قد يكون بحق , وقد يكون بباطل
فإن كان الجدالُ الوقوفَ على الحق وتقريره كان محموداً , وإن كان في مدافعة الحق , أو كان جدالاً
بغير علم كان مذموماً .
وعلى هذا التفصيل تنزيل النصوص الواردة في إباحته وذمه
قال تعالى ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن
وقال تعالى وجادلهم بالتي هي أحسن
وقال تعالى ما يجادل في ءايات الله إلا الذين كفروا
3 - أما الخصومة فهي أثر لهذين الفعلين ( المراء - والجدال ) , والخصومة هي القطيعة
قال الإمام النووي رحمه الله قال بعضهم : ما رأيت شيئاً أذهب للدين , ولا أنقصَ للمروءة , ولا
أضيع لِلَّذة , ولا أثقل للقلب من الخصومة
والخصومة المذمومة هنا أخي في الله هي الخصومة بالباطل , كما أن الجدل المذموم هو الجدل
بالباطل
[mark=#66ff00]<><><><><><><><><><>[/mark]
ولذلك قال سيد الرجال صلى الله عليه وسلم وأنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن تراك لمن ترك
المراء وإن كان محقا
وقال ابن عباس رضي الله عنهما كفى بك ظلماً ألا تزال مخاصماً, وكفى بك إثماً ألا تزال ممارياً
وقال الأوزاعي رحمه الله إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل
وما أجمل قول الإمام الشافعي رحمه الله
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ ..........................وفيه أيضاً لصون العرض إصلاحُ
اللهم أصلح حالنا وردنا إلى الحق ردا جميلا
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
[mark=#fafa91]وصل اللهم وسلم على من كان خلقه القرءان[/mark]
[mark=#66ff00]<><><><><><><><><><>[/mark]