[mark=#5eff00]<><><><><><><><><><>[/mark]
[mark=#ffff33]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله[/mark]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوة الإيمان
روى الإمام أبو داود رحمه الله في سننه والإمام أحمد رحمه الله في مسنده والإمام بن حبان رحمه الله في صحيحه عن الشريد بن سويد الثقفي رضي الله عنه
قال مرَّ بي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأَنا جالسٌ هَكَذا وقد وضعتُ يديَ اليسرى خلفَ ظَهْري
واتَّكأت على إليةِ يدي فقالَ أتقعدُ قِعدةَ المغضوبِ عليهِم
هذا الحديث صححه الإمام الحاكم ووافقه الإمام الذهبي رحمهم الله وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود
وبوب عليه الإمام أبو داود رحمه الله بقوله : " بَاب فِي الْجِلْسَةِ الْمَكْرُوهَةِ " .
[mark=#5eff00]<><><><><><><><><><>[/mark]
إخوة الإسلام هذا الحديث تعلمته من شيخي رحمه الله منذ 20 عاما , وعندما كان يرى أحدنا يجلس متكئا على راحة يده اليسرى
فيقول له قول النبي صلى الله عليه وسلم أتقعدُ قِعدةَ المغضوبِ عليهِم
حتى صرت أعلمه لأسرتي , حتى صار أولادي أنظر لأحدهم لو رأيته جلس هذه الجلسة فيستشعر أنه خالف السنة ويصحح في الحال - بفضل الله وحده -
وأيضا في المسجد إذا رأيت أحد المصلين يجلس كذلك ذهبت وسلمت عليه بهدوء وعلمته الحديث بصوت خفيض وكان ءاخرهم بالأمس في صلاة الظهر
وكلما سنحت فرصة في خطبة من خطب الجمعة أو أحد الدروس فإني أذكره - بفضل الله وحده -
ولما وجدت كثير من المسلمين لا يعلمون هذا الحديث أحببت أن أذكره لإخواني هنا لتتم الفائدة ويرفعنا الله به درجات
قال تعالى يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات
[mark=#5eff00]<><><><><><><><><><>[/mark]
تعليق أهل العلم رحمهم الله على هذا الحديث
[mark=#5eff00]<><><><><><><><><><>[/mark]
قال الطيبي رحمه الله : " والمراد بالمغضوب عليهم اليهود ، وفي التخصيص بالذكر فائدتان
إحداهما : أن هذه القعدة مما يبغضه الله تعالى ، والأخرى : أن المسلم ممن أنعم الله عليهم فينبغي
أن يجتنب التشبه بمن غضب الله عليه ولعنه " انتهى .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه رأى رجلا يتكئ على يده اليسرى ، وهو قاعد في الصلاة فقال له
" لا تجلس هكذا فإن هكذا يجلس الذين يعذبون " وفي رواية : " تلك صلاة المغضوب عليهم
" وفي رواية " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يده " روى هذا كله أبو داود .
ففي هذا الحديث النهي عن هذه الجلسة معللا بأنها جلسة المعذبين ، وهذه مبالغة في مجانبة هديهم " انتهى ."اقتضاء الصراط المستقيم" (ص 65) .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :ذكر بعض أهل العلم رحمهم الله أنه لا يجوز أن يتكئ الرجل على ألية يده اليسرى ، وقد ذكر شيخ الإسلام أن النبي صلى
الله عليه وسلم : « مر على رجل متكئ على يده اليسرى في الصلاة فقال له المصطفى عليه الصلاة والسلام : إنها جلسة المغضوب عليهم »
فهل هذا الفعل أي الاتكاء على اليد اليسرى خاص بالصلاة أم على العموم ؟
فأجاب :" نعم ، ورد حديث في إنكار النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، والذي يظهر أنه عام في الصلاة وغير الصلاة ، كونه يتكئ على يده اليسرى
يتكئ على أليتها ، هكذا ، ظاهر الحديث المنع من ذلك "
انتهى ."مجموع فتاوى ابن باز" (25 / 161)
ومن أراد الاتكاء فليتكئ على ألية يده اليمنى دون اليسرى ، أو ليتكئ على اليدين كلتيهما جميعا .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
" هذه القعدة وصفها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنها قعدة المغضوب عليهم . أما وضع اليدين كلتيهما من وراء ظهره واتكأ عليهما فلا بأس ،
ولو وضع اليد اليمنى فلا بأس ، إنما التي وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها قعدة المغضوب عليهم أن يجعل اليد اليسرى من خلف ظهره ويجعل
باطنها أي أليتها على الأرض ويتكئ عليها ، فهذه هي التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها قعدة المغضوب عليهم "
انتهى ."شرح رياض الصالحين" (ص 930) .
وقال أيضاً :
" الحديث معناه واضح يعني أن الإنسان لا يتكيء على يده اليسرى وهي خلفه جاعلا راحته على الأرض .فسئل الشيخ : إذا قصد الإنسان أيضا بهذه
الجلسة الاستراحة وعدم تقليد اليهود هل يأثم بذلك ؟
فأجاب : إذا قصد هذا فليجعل اليمنى معها ويزول النهي " انتهى ."فتاوى نور على الدرب" (111 / 19) .
أطلق بعض أهل العلم الحكم بالكراهة على هذه الجلسة ، وبوّب أبو داود في سننه (12/480) على الحديث بقوله : " بَاب فِي الْجِلْسَةِ الْمَكْرُوهَةِ "
.
وقال ابن مفلح رحمه الله :
" وَيُكْرَهُ أَنْ يَتَّكِئَ أَحَدٌ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ " انتهى .
"الآداب الشرعية" (3 / 288) .
ومثل ذلك أيضاً قاله السفاريني في "غذاء الألباب" (6 / 76 ) .
قال الشيخ عبد المحسن العباد :" والمكروه قد يراد به المحرم ، وقد يراد به ما هو مكروه للتنزيه ، ولكن كونه جاء في الحديث وصف هذه الجلسة بجلسة
المغضوب عليهم هذا يدل على التحريم "
انتهى ."شرح سنن أبي داود" (28 / 49) .
والخلاصة :
أنه يُنهى عن هذه الجِلسة في الصلاة وغيرها ، سواء قصد التشبه بالمغضوب عليهم من اليهود أم غيرهم من المتكبرين والمتجبرين أو لم يقصد ،
ووصف هذه الجلسة بأنها جلسة المغضوب عليهم ، وجلسة الذين يعذبون يجعل القول بالتحريم أقوى من القول بالكراهة .
والله أعلم .
[mark=#5eff00]<><><><><><><><><><>[/mark]
[mark=#f7f731]وصل اللهم وسلم على الحبيب محمد وءاله أجمعين[/mark]
[mark=#5eff00]<><><><><><><><><><>[/mark]
المفضلات