أخي الحبيب , وجدت مقالا جميلا للدكتور . وليد خالد الربيع في مجلة الوعي الإسلامي عن النسيان في القرءان
وإن شاء الله يكون به إجابة لسؤال حضرتك
النسيان من العوارض البشرية التي تطرأ على الإنسان فيغيب عن ذهنه بعض الحوادث والمعلومات دون فعل منه أو إرادة، وهذا من العلامات التي تؤكد الضعف البشري والعجز الإنساني، وقد يكون النسيان في بعض الأحيان رحمة ونعمة، حيث ينسى الإنسان ما مر به من ذكريات أليمة وحوادث مؤسفة لو ظلت حاضرة في ذهنه لأرقت ليله وأذابت بدنه وأذهبت عقله، فمن رحمة الله تعالى بنا أن جعل النسيان راحة لنا من هموم الذكريات المؤلمة.
وقد ورد في القرآن الكريم لفظ (النسيان) في مواضع عديدة، تارة يكون فيها موضع إخبار وبيان، وتارة يكون موضع تهديد ووعيد، تارة يضاف إلى العبد وتارة يضاف إلى الشيطان، وأحياناً يضاف إلى الرحمن، وهذا الأمر قد يسبب الإشكال لبعض الناس ممن لم يفهم الخطاب القرآني ولم يعرف لغة العرب وسعة ألفاظها وتنوع معانيها، فيحمل تلك الألفاظ المتكررة في مواطن عدة على معنى واحد فيقع في الخطأ العقدي أو سوء الفهم عن الله ورسوله، كما ذكر الإمام أحمد في رسالة (الرد على الزنادقة فيما ادعوه من تعارض آي القرآن) فنقل أنهم شكوا في القرآن لأنهم ظنوا التعارض في القرآن في مواضع مثل قوله تعالى:{وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا}(الجاثية:34) مع قوله {لا يضل ربي ولا ينسى}(طه:52)، ثم وضح رحمه الله وجه التوفيق بين الآيتين.
لذا أحببت أن أساهم ببحث وجيز حول ورود لفظ (النسيان) في القرآن والمراد بذلك اللفظ في تلك المواضع، ليظهر المقصود للقارئ ويحسن الفهم للقرآن ويسلم من الشكوك والشبهات التي قد يوردها الشيطان على قلبه بسبب غياب المعنى الصحيح عن ذهنه، وقد قسمت مواطن ورود لفظ النسيان في القرآن إلى ثلاثة أقسام، وقدمت بمقدمة لبيان معنى النسيان لغة واصطلاحا، سائلا الله تعالى التوفيق والسداد والقبول.
تعريف النسيان: النسيان في اللغة مصدر الفعل (نسى) ولهذه المادة كما يقول ابن فارس في معجم مقاييس اللغة: أصلان صحيحان يدل أحدهما على إغفال الشيء، والثاني على تركه، فالأول: نسيت الشيء إذا لم تذكره نسياناً وممكن أن يكون النسي منه، والنسي ما سقط من منازل المرتحلين من رذال أمتعتهم فيقولون: تتبعوا أنساءكم، ومنه (النسا) وهو عرق النسا، وإذا همز تغير المعنى إلى تأخير الشيء، ونسئت المرأة تأخر حيضها عن وقته، والنسيئة بيعك الشيء نساء وهو التأخير، نقول: نسأ الله في أجلك وأنسا أجلك أخره وأبعده، وانتسؤوا تأخروا وتباعدو، والنسئ في كتاب الله (التأخير).
وأما في الاصطلاح: فالنسيان ترك الإنسان ضبط ما استودع إما لضعف قلبه وإما عن غفلة وإما عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره، يقال نسيته نسياناً قال عز وجل: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}(طه:115) {فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان}(الكهف:63) {لا تؤاخذني بما نسيت}(الكهف:73) (بصائر ذوي التمييز، المفردات في غريب القرآن).
أما الأقسام الثلاثة فهي كما يلي:
أولاً: النسيان المضاف إلى العبد:
1. قد يرد لفظ النسيان في موضع الاعتذار وطلب عدم المؤاخذة بسبب الذهول والغفلة وعدم القصد كما جاء في دعاء المؤمنين في قوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}(البقرة:286)، قال ابن سعيد: «والفرق بينهما: أن النسيان، ذهول القلب عن ما أمر به فيتركه نسياناً، والخطأ، أن يقصد شيئاً يجوز له قصده ثم يقع فعله على ما لا يجوز له فعله، فهذان قد عفا الله عن هذه الأمة ما يقع بهما رحمة بهم وإحساناً.
وكما جاء النسيان في اعتذار فتى موسى عليه السلام حين قال: {فإني نسيت الحوت وما انسانيه إلا الشيطان}، وفي اعتذار موسى عليه السلام للخضر عليه السلام في قوله: {لا تؤاخذني بما نسيت}(الكهف:73)، ومن هذا القبيل نسيان آدم عليه السلام كما قال تعالى: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً}(طه:115)
وقد شرع الله تعالى لنا ما يمكن أن نستدرك به بعض مافرط منا بسبب النسيان كما في قوله عزل وجل: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا، إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا}(الكهف:24). قال ابن سعدي: «أمر بذكر الله عند النسيان لأنه يزيله، ويذكر العبد ما سها عنه، وكذلك يؤمر الساهي الناسي لذكر الله، أن يذكر ربه، ولا يكونن من الغافلين».
2. كما يرد النسيان في معرض ترك الإحسان المطلوب كما في قوله تعالى: {ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير}(البقرة:237).
قال الطاهر بن عاشور: وقوله: {ولا تنسوا الفضل بينكم} لزيادة الترغيب في العفو بما فيه من الفضل الدنيوي، وفي الطباع السليمة حب الفضل، فأمروا في هاته الآية بأن يتعاهدوا الفضل، ولا ينسوه، لأن نسيانه يباعد بينهم وبينه فيضمحل منهم، وموشك أن يحتاج الى عفو غيره عنه في واقعة أخرى، ففي تعاهده عون كبير على الإلف والتحابب، وذلك سبيل واضح الى الاتحاد والمؤاخاة والانتفاع بهذا الوصف عند حلول التجربة».
3. وقد يرد النسيان في موضع الذم والوعيد لأنه ترك متعمد من الإنسان لما يجب عليه الأخذ به والامتثال له كما في قوله تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به}. قال الطاهر: «والنسيان مراد به الإهمال المفضي إلى النسيان غالباً، وقد جمعت الآية من الدلائل على قلة اكتراثهم بالدين ورقة اتباعهم»، وقال ابن سعدي: «وهذا شامل لنسيان علمه، وأنهم نسوه وضاع عنهم، ولم يوجد كثيرمما أنساهم الله اياه عقوبة منه لهم، وشامل لنسيان العمل الذي هو الترك، فلم يوفقوا للقيام بما أمروا به، فكل من لم يقم بما أمر الله به وأخذ به عليه الالترام كان له نصيب من اللعنة وقسوة القلب، والإبتلاء بتحريف الكلم، وأنه لا يوفق للصواب ونسيان حظ مما ذكر به، وأنه لا بد أن يبتلى بالخيانة، نسأل الله العافية.
ومثله قوله تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون}(الأنعام:44). قال ابن سعدي: «أي تركوا ما ذكروا به، واستمروا على غيهم واعتدائهم». ومن هذا القبيل قوله تعالى: {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون}(التوبة:67) قال الطاهر: «والنسيان منهم مستعار للإشراك بالله، أو للإعراض عن ابتغاء مرضاته وامتثال ما أمر به، لأن الإهمال والاعراض يشبه نسيان المعرض عنه».
وقال تعالى: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً}(الكهف:57).
قال الطاهر: «ومعنى نسيان ما قدمت يداه أنه لم يعرض حاله وأعماله على النظر والفكر ليعلم أهي صالحة لا تخشى عواقبها أم هي سيئة من شأنها أن لايسلم مقترفها من مؤاخذة، والصلاح بين والفساد بين، والنسيان: مستعمل في التغاضي عن العمل، ومعنى {ما قدمت يداه} ما أسلفه من الأعمال وأكثر ما يستعمل مثل هذا التركيب في القرآن في العمل السيء، فصار جاريا مجرى المثل، قال تعالى: {ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد}(الحج:10).
4. وقد يكون النسيان المذموم بسبب الاشتغال بالمحرمات والمباحات حتى يهمل الانسان الواجبات: كقوله عز وجل {فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون}(النجم:60) قال ابن سعدي: «وهذا الذي اوجب لهم نسيان الذكر اشتغالهم بالاستهزاء بهم، كما ان نسيانهم للذكر يحثهم على الاستهزاء، فكل من الامرين يمد الآخر، فهل فوق هذه الجراءة جراءة؟».
وقوله عز وجل {ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل.
قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بوراً}(الفرقان:18) قال ابن سعدي {حتى نسوا الذكر} اشتغالا في لذات الدنيا وانكبابا على شهواتها، فحافظوا على دنياهم وضيعوا دينهم {وكانوا قوما بورا} اي: بائرين لا خير فيهم ولا يصلحون لصالح، لا يصلحون إلا للهلاك والبوار، فذكروا المانع من اتباعهم الهدى وهو التمتع في الدنيا الذي صرفهم عن الهدى، وعدم المقتضي للهدى».
ومثله قوله عز وجل {إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب}(ص:26) قال ابن سعدي: {إن الذين يضلون عن سبيل الله} خصوصا المتعدين منهم، {لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب} فلو ذكروه ووقع خوفا في قلوبهم، ثم يميلوا مع الهوى الفاتن.
قال الطاهر: «أي بسبب نسيانهم يوم الحساب، ولانسيان: مستعار للإعراض الشديد لأنه يشبه نسيان المعرض عنه..
وفي جعل الضلال عن سبيل الله ونسيان يوم الحساب سببين لاستحقاق العذاب الشديد تنبيه على تلازمهما فإن الضلال عن سبيل الله يفضي الى الاعراض عن مراقبة الجزاء».
ثانياً: النسيان المضاف الى الشيطان:
قد يرد النسيان مضافا الى الشيطان تسببا وابتداء كقوله عز وجل: {واذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسيك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}(الأنعام:68) قال ابن سعدي: «اي: بأن جلست معهم، على وجه النسيان والغفلة».
وقوله عز وجل (استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا ان حزب الشيطان هم الخاسرون}(المجادلة:19) قال ابن سعدي: «وهذا الذي جرى عليهم من استحواذ الشيطان الذي استولى عليهم، وزين لهم اعمالهم، وأنساهم ذكر الله، وهو العدو المبين، الذي لا يريد بهم الا الشر {انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير}(فاطر:6)..
ومنه قوله عز وجل {وقال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك فانساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين}(يوسف:42) قال ابن سعدي: «أي فأنسى الشيطان ذلك الناجي ذكر الله تعالى، وذكر ما يقرب إليه، ومن جملة ذلك نسيانه ذكر يوسف الذي يستحق ان يجازى بأتم الإحسان».
ثالثاً: النسيان المضاف الى الله تعالى:
1. ينبغي تنزيه الله تعالى عن النسيان بمعنى الغفلة والذهول: نزه الله عز وجل نفسه عن النسيان لأنه صفة نقص وعيب فقال (وما كان ربك نسيا.
رب السماوات والأرض وما بينهما وقال تعالى: {قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى}(طه:52) قال ابن سعدي: «قد احصى اعماله من خير وشر، وكتبه في كتاب وهو اللوح المحفوظ» وقال الطاهر: «واحاط به علما وخبرا فلا يضل عن شيء منها ولا ينسى ما علمه منها، والضلال الخطأ في العلم، والنسيان عدم تذكر الأمر المعلوم في ذهن العالم» والله تعالى منزه عن كل نقص وعيب سبحانه وتعالى.
2. قد يرد النسيان مضافا الى الله تعالى بمعنى الرفع والنسخ: قال عز وجل {ما ننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها او مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}(البقرة:106) قال ابن سعدي: «أي: ننسها العباد، فنزيلها من قلوبهم، ونات بخير منها» وانفع لكم {أومثلها} فدل على ان النسخ لا يكون لأقل مصلحة لكم من الأول، لأن فضله تعالى يزداد خصوصا على هذه الأمة، التي سهل عليها دينها غاية التسهيل واخبر أن من قدح في النسخ فقد قدح في ملكه وقدرته».
3. قد يرد النسيان مضافا الى الله عز وجل بمعنى الترك والاهمال عقوبة وجزاء:
قال الراغب: «وكل نسيان من الإنسان ذمه الله تعالى به فهو ما كان أصله عن تعمد، وما عذر فيه نحو ما روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم): «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان»صحيح «عن ابن حزم» فهو ما لم يكن سببه منه، وقوله {فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا نسيناكم}(السجدة:14) هو ما كان سببه عن تعمد منهم وتركه على طريق الإهانة، واذا نسب ذلك الى الله فهو تركه اياهم استهانة بهم ومجازاة لما تركوه «أهـ قال عز وجل {ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون}(الأعراف:51) «قال ابن سعدي (فاليوم ننساهم) اي: نتركهم في العذاب، كما نسوا لقاء يومهم هذا.
فكأنهم لم يخلقوا إلا للدنيا، وليس أمامهم عرض ولا جزاء».
وقال تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}(الحشر:19) قال الطاهر: «فالمعنى: نسوا دين الله وميثاقة الذي واثقهم به، وقد اطلق نسيانهم على الترك والاعراض عن عمد اي فنسوا دلائل توحيد الله ودلائل صفاته ودلائل صدق رسول (صلى الله عليه وسلم) وفهم كتابه، ومعنى (أنساهم أنفسهم) ان الله لم يخلق في مداركهم التفطن لفهم الهدى الإسلامي فيعملوا بما ينجيهم من عذاب الآخرة ولما فيه صلاحهم في الدنيا، إذ خذلهم بذبذبة آرائهم، واشعر فاء التسبب بأن إنساء الله إياهم أنفسهم مسبب على نسيانهم دين الله، أي لما أعرضوا عن الهدى بكسبهم وارادتهم عاقبهم الله بأن خلق فيهم نسيان انفسهم.
وقال عز وجل: {وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين}(الجاثية:34) اي: نترككم في العذاب {كما نسيتم لقاء يومكم هذا} فإن الجزاء عن جنس العمل.
قال الطاهر: «لما اودعوا جهنم واحاطت بهم نودوا (اليوم ننساكم) الى آخره تأييسا لهم من العفو عنهم.
والكاف في (كما نسيتم لقاء يومكم) للتعليل كما في قوله تعالى {واذكروه كما هداكم} اي جزاء نسيانكم هذا اليوم، اي اعراضكم عن الإيمان به».
وقال عز وجل {فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون}(السجدة:14) قال ابن سعدي: «اي يقال للمجرمين، الذين ملكهم الذل، وسألوا الرجعة الى الدنيا، ليستدركوا ما فاتهم، قد فات وقت الرجوع ولم يبق إلا العذاب، فذوقوا العذاب الأليم، بما نسيتم لقاء يومكم هذا، وهذا النسيان نسيان ترك، اي: بما اعرضتم عنه، وتركتم العمل له، وكأنكم غير قادمين عليه، ولا ملاقيه.
{إنا نسيناكم} أي: تركناكم في العذاب، جزاء من جنس عملكم، فكما نسيتم نسيتم».
وقال عز وجل {قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}(طه:126) قال ابن سعدي: {فنسيتها} باعراضك عنها {وكذلك اليوم تنسى} اي: تترك في العذاب، فأجيب، بأن هذا هو عين عملك، والجزاء من جنس العمل، فكما عميت عن ذكر ربك، ونسيته ونسيت حظك منه، أعمى الله بصرك في الآخرة، فحشرت الى النار أعمى، أصم، أبكم، وأعرض عنك، ونسيك في العذاب.
وهناك آيات ورد فيها لفظ النسيان لم يتسع المقام لذكرها، نسأل الله عز وجل ان يفهمنا كتابه الكريم وان يفقهنا في دينه القويم، وان يحفظنا من الزلل وسوء الفهم وسوء القول والعمل.