خريطة عصابات السطو المسلح علي الطرق السريعة..(ملف خاص)
تحقيق مميز من المصري اليوم عن كارثة مسكوت عنها
تطوي سيارات النقل العملاقة تحت عجلاتها طرقاً مترامية الأطراف في طول مصر، وعرضها محملة بالبضائع والسلع الأساسية، سالكة طرقاً تحولت بعد الثورة لطرق شديدة الخطورة، بسبب عصابات قطع الطرق المسلحة التي استغلت الغياب الأمني بعد الثورة وفرضت سيطرتها على الطرق الرئيسية التي تربط بين المحافظات، وارتكبت هذه العصابات عدة جرائم قتل وسرقة وخطف للسيارات، كادت أن تسد شرايين الحياة التي تربط بين العاصمة في القاهرة، وبعض المحافظات النائية، وهو ما ألقى الرعب فى قلوب أصحاب الشركات ورؤوس الأموال، وأجبرهم على اتخاذ احتياطات خاصة لمواجهة عصابات قطع الطرق.
فعلى طريق الصعيد تسلح السائقون بالأسلحة الآلية لحماية بضائعهم، وفي سيناء أجبر أصحاب الشركات على دفع إتاوات شهرية للعصابات التي تحصنت بالجبال، وهاجمت سيارات النقل بـ «أر بي جي» وطاردتها بالرصاص وفي باقي محافظات مصر أصبح السير على بعض الطرق نوعاً من المجازفة والانتحار.
الصعيد: منطقة الخطر بين أسيوط وبني سويف.. وكمائن المسلحين في المنحدرات
في شارع محمد علي بوسط القاهرة وقف شاب عشريني بجوار سيارة نقل ضخمة يحمل فوق كتفه بعض البضائع، أشار على عدد من السيارات المتوقفة أمام شركات النقل العاملة على خط الصعيد قائلاً بصوت خفيض: «فيه عربيات كتيرة اتسرقت على طريق الصعيد ومعظم العربيات الآن مسلحة بالآلي».. رمى هذه الجملة على مسامعنا وابتعد مسرعاً عائداً إلى عمله.
تنتشر في شارع محمد على مجموعة من شركات نقل البضائع للمحافظات، والتي اتخذت إجراءات أمنية مشددة بعد تعرض سياراتهم للسطو المسلح والخطف، وهو ما اضطر سائقى هذه السيارات للسير في النهار فقط، بعد أن كان سير عربات النقل إجبارياً بعد منتصف الليل بحسب قانون المرور.
وعلى أحد المقاهى بالشارع جلس أحد سائقى خط الصعيد في انتظار تحميل سيارته بالبضائع، حيث يعمل بشركة أبناء سوهاج الحديثة للنقل ويدعى محمد عبد الكريم في نهاية العقد الثالث، ويعمل على خط الصعيد منذ ما يقرب من 20 عاماً.
يقول «عبد الكريم» وقد ارتسمت على وجهه علامات الضيق: «الطريق بعد الثورة غير آمن وعصابات البدو في الجبال والصحراء»، لا يزال يتذكر أثناء سيره في الطريق الصحراوي وتحديداً عند الكريمات بعد بني سويف فوجئ بشخص ملثم يعتلي كابينة سيارة ربع نقل، ويشهر عليه ماسورة بندقية آلية ويطلب منه التوقف على جانب الطريق، حيث حاول الهروب، ولكن في النهاية انصاع للأوامر، ركن سيارته على جانب الطريق، ونزل منها ومعه (عتال) السيارة الذي كان يرافقه أثناء الرحلة، ووضع أحدهم سلاحاً أبيض على رقبته وأمره بإخراج كل ما معه فانصاع للأوامر، ليفقد تليفونه المحمول ومبلغ مالى قدره 800 جنيه كانت بحوزته.
توجد عدة طرق تؤدى لمحافظات الصعيد، الطريق الزراعي داخل المحافظات، وتكثر عليه المطبات الصناعية، وهو ما يجعل سائقي النقل يعزفون عن السير عليه، والطريق الصحراوى الغربي حتى أسوان، والطريق الصحراوي الشرقي حتى أسيوط، والطريق الشرقي الجديد حتى أسيوط ويصل إلى البحر الأحمر.
يعلم محمد بفضل خبرته المناطق الخطرة على الطريق، بدأ يحددها على أصابع يده وهو يقول: «لا يوجد بعد الثورة طريق آمن بشكل عام، لكن الخطورة تتركز في طرق الصعيد الصحراوية غير المستوية حيث تكثر فيها المناطق المرتفعة والمنحدرات وهو ما يجعل سيارات النقل بحمولتها الكبيرة تهدئ من سرعتها، وهو ما يعطى فرصة للعصابات المسلحة لمطاردة السيارات وخطفها أو سرقتها، وتعتبر المنطقة من بنى سويف وحتى أسيوط من أخطر المناطق على طريق الصعيد في الكريمات والبستان والشيخ فضل وسنور، وآخر سيارة تم خطفها من طريق الصعيد كانت تتبع سائقي خط «أسوان- القاهرة».
أمام إحدى سيارات النقل وقف شاب ثلاثيني يدعى محمد صابر يعمل سائق على طريق أسوان منذ سنوات، بشرته السمراء تدل على جذوره، يرتدى جلباباً صعيدياً يقول: «لسه مخطوف مننا عربية وطلبوا فدية 30 ألف جنيه» قال هذه الجملة، وبدأ يشرح الطريقة التى تسلكها العصابات لسرقة سيارات النقل على طريق الصعيد، قائلاً: «تستخدم هذه العصابات سيارات نصف نقل تتقدم بأقصى سرعة أمام سيارة نقل البضائع التى يتم مطاردتها، وفجأة تظهر مجموعة من الرجال الملثمين كانوا يختبئون في صندوق العربة وهم شاهرين أسلحة آلية في وجه السائق، ويطلبون منه التوقف. هذا ما حدث لسيارة النقل التى تم خطفها منذ أيام من على خط الصعيد أسوان، حيث أطلق المختطفون سراح السائق بعد التعدى عليه بالضرب، وأخذ كل ما معه من نقود وتليفونه المحمول، وبعدها تمت مفاوضات بين أصحاب البضاعة والخاطفين، انتهت بالاتفاق على دفع مبلغ 40 ألف جنيه نظير الحصول على السيارة فقط بدون البضاعة».
عند انتهاء مرحلة خطف السيارة، تبدأ مرحلة أخرى، حسبما يقول محمد، وهي الدخول بها في الصحراء وتفريغ حمولتها والتفاوض مع مالكها لاستعادة السيارة، وتكون الفدية حسب حجمها، بالنسبة للعربة الضخمة أو المقطورة تصل الفدية إلى 70 ألف جنيه، وبالنسبة للسيارات الصغيرة تصل الفدية إلى 40 ألف جنيه، مما دفع سائقي النقل على طريق الصعيد إلى اتخاذ احتياطات خاصة، فالسير على الطريق يكون في النهار فقط، وتسير بعض السيارات في قوافل، وبعضها يكون مسلحاً بـ«الآلي» لحماية البضائع.
والطرق «للواحات» عبر الصعيد لها قصة، يرويها محمد شوقي، سائق 27 عاماً، قائلاً: «عليك أن تأخذ كل المؤن، فالتوقف على طريق الواحات يعني الموت»، مضيفاً: «توجد في مصر عدد من الواحات بالصحراء الغربية تسيطر على الطرق المؤدية لها البدو، ولا يستطع أحد الوصول إلى بعض المناطق إلا بإذن مسبق منهم، خاصة أن هذه المناطق مقسمة بين البدو، كمناطق نفوذ قبلية».
يشرح «شوقي»: «توجد عدة طرق للواحات يقسمها السائقون حسب الأمان، طريق الواحات 6 أكتوبر، وهو الأفضل، يليه طريق الواحات الشرقي، ويأتي على قائمة الأسوأ طريق الواحات الفيوم الغربي خاصة في المنطقة ما بين بني سويف وأسيوط».
وبالرغم من مرور أكثر من عام على الحادث الذي تعرض له «محمد» على طريق الواحات الغربي إلا أنه لا يزال يتذكر تفاصيله عندما فوجئ هو وقائد السيارة أثناء رحلتهما إلى الواحات الخارجة، وتحديداً بعد مطار أسيوط بـ10 كيلومترات، بعربة دفع رباعي ماركة «تويوتا» تطاردهما بالرصاص على الطريق وحاول «محمد» الهرب، ولكن تمكن المطاردون من إصابة السيارة، وهو ما أدى لانقلابها على الطريق.
يسرح محمد بعيداً ويقول: «تظاهرنا بالموت ورأينا البضاعة وهي تسرق، وأصبت بعدة إصابات وتظاهرت بالموت، وقام المهاجمون الذين يرتدون ملابس البدو بنقل البضاعة بالكامل، وبعدها بساعات مر أتوبيس سياحي بالصدفة، وقام بسحب السيارة وحضرت الإسعاف». بعد أن تماثل «محمد» والسائق للشفاء اصطحبهما صاحب شركة الأقصر المتحدة للنقل مالكة البضاعة، وبدأ يطوف بهما بين قبائل البدو في الصحراء للتعرف على هوية مجموعة البدو التي هاجمتهم، ولكن دون جدوى، وأمام ضغط أصحاب البضاعة ومطالبتهم برد قيمتها، باع صاحب الشركة سيارات الشركة، وسدد ما يقرب من 300 ألف جنيه قيمة البضاعة، وأغلق الشركة نهائياً، حسبما يقول محمد شوقي.
جنوب سيناء: «بعد نفق الشهيد».. الشركات تدفع إتاوات للعصابات
تراصت أمام إحدى شركات النقل بشارع بورسعيد مجموعة من سيارات النقل الضخمة كتب عليها بخط عريض شركة الظافر للنقل إلى جنوب سيناء وشرم الشيخ. داخل أحد مكاتب الشركة جلس مدير الشركة محمد الصرفي، 54 عاما، قال بحزن ظاهر على قسمات وجهه: «الشركة بتخسر بسبب عدم وجود أمن على الطريق»، حيث خسرت مبالغ كبيرة خلال العامين الماضيين بعد الثورة، واضطرت لدفع تعويضات بمبالغ كبيرة لعملائها بعد تعرض عربات الشركة للسرقة أكثر من مرة على الطريق.
فَرَدَ محمد الصرفي، مدير الشركة أمامه خريطة وبدأ في تحديد المناطق الخطرة على الطريق التي قال إنها تبدأ بعد عبور نفق الشهيد مروراً بشرم الشيخ وحتى الطور.
أخرج مجموعة من الأوراق وعدداً من المحاضر يحتفظ بها في ظرف كبير بمكتبه وهو يقول: «تعرضت سيارات الشركة للسرقة 6 مرات، وحررنا محاضر في أقسام الشرطة أحدها المحضر رقم 735 لسنة 2012 جنح الطور، والذى جاء في 9 ورقات حرره أحد سائقي الشركة ويدعى محمد فهمي إبراهيم».
يقول السائق في أوراق المحضر إنه أثناء سيره بعد كمين «وادى فيران» متجهاً إلى مدينة الطور فوجئ بسيارة تطارده وتمكنت من اجتيازه، وقام شخصان ملثمان يرتديان ملابس البدو برفع سلاح آلى في وجهه وأجبراه على ركن السيارة والنزول منها، وأوثقا يديه ودفعا به داخل صندوق السيارة، وتولى أحدهم القيادة لمنطقة جبلية على جانب الطريق، وهناك اتصلوا بصاحب الشركة وتفاوضوا معه على دفع مبلغ مالى وقدره عشرون ألف جنيه مقابل إطلاق سراح السائق والسيارة بما تحمله.
وعقب «عملية التحرير» اكتشف اختفاء بعض البضائع، وعندما ذهب بالسائق إلى قسم الشرطة تعرف على أحد خاطفيه من خلال صور المشتبه فيهم ويدعى «ع.م. سالم» وهو مطلوب ومعروف لدى أجهزة الأمن.
لم تكن هذه هي المرة الوحيدة التى تسرق فيها سيارات الشركة التي تعمل في جنوب سيناء، يقول مدير الشركة: «لا توجد شركة تعمل في أي نشاط لا تدفع إتاوات للبدو للمرور على الطريق، وبعد مفاوضات معهم عن طريق الهاتف يتم الاتفاق على مبلغ شهرى تدفعه الشركة مقابل تأمينها وعدم السطو عليها».
ورفض مدير الشركة إخبارنا بقيمة المبلغ الشهري الذي تدفعه شركته، ولكنه أكد أن كل الشركات التي تعمل في جنوب سيناء في أي نشاط تجاري أو سياحي تدفع للبدو مقابل المرور الآمن، وأكد أنه تقدم مع عدد من أصحاب الشركات بعدة شكاوى لمدير أمن جنوب سيناء، ولكنه حسبما يقول: «لم يتحرك أحد».
شمال سيناء : بعد كوبري السلام حتى بالوظة.. خطف السيارات بالـ«آر. بى. جى»
على مكتب خشبي داخل الشركة الدولية للنقل للعريش بشارع الجيش، جلس رجل أربعيني، يتحدث بلهجة «عرايشية»، يقول يوسف العيسوى، صاحب شركة «سيناء الدولية» للنقل: «المشاكل تبدأ بعد كوبري السلام عند مدينة القنطرة شرق آخر حدود الإسماعيلية، حتى قرية «بالوظة» أو حدود سيناء.
ويصل طول هذه المنطقة حوالى 35 كيلو مترا، لا تسير السيارات العاملة على هذا الطريق في المساء، لكنها تتجمع ليلا بعد كوبرى السلام أمام إحدى الكافيتريات، وفي الصباح تسير في قوافل حتى تصل إلى مقصدها.
بدأ الرجل يحكى آخر حوادث السطو، التي وقعت منتصف شهر مارس الماضي، في المنطقة التي حددها لإحدى السيارات التابعة لشركة نقل تعمل على الطريق، نحتفظ باسمها، عندما فوجئ السائق بعربة تجتازه، ويشهر أحدهم في وجهه سلاح «آر. بي. جي»، ويطالبه التوقف وإلا فجر السيارة بمن فيها.
انصاع السائق، وتوقف بالسيارة، وقامت المجموعة المسلحة بأخذ السيارة بما عليها من بضائع. تواصلت «المصرى اليوم» مع صاحب الشركة التى تعرضت للخطف، إلا أنه رفض الحديث أو ذكر اسم شركته، لأنه كما يقول: «لا تزال المفاوضات جارية لإعادة السيارة، ولا يريد إفسادها بالحديث للصحافة».
لم تكن هذه هي السيارة الوحيدة التي تعرضت للخطف أو السرقة على هذا الطريق، فأمام شركة الحرمين للنقل لشمال سيناء بمنطقة غمرة توقفت إحدى السيارات، ولا يزال أثر طلقات الرصاص واضحاً عليها.
يقول مقاول النقل الذي يتولى إحضار السيارات للشركات، والذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب تتعلق بأمنه الشخصي على الطريق: «طلعوا على العربية، ولكن السائق هرب بعد إصابته بطلق نارى قبل وصول السيارة إلى قرية بالوظة بحوالى 10 كيلومترات، بعد أن فوجئ السائق بعربة نصف نقل تطارده، وتحاول اجتيازه واستيقافه ولكنه لم يعط لقائدها الفرصة، فأطلق المسلحون الذين كانوا يستقلون السيارة وابلا من الرصاص على عربة النقل، بدت آثارها ظاهرة بوضوح حتى الآن، وهو ما تسبب فى إصابة السائق بطلقة فى الفخذ، ونجا من الحادث بأعجوبة بعد أن تمكن من الوصول بسيارته إلى كمين شرطة بالوظة.
ومن وقتها قرر السائق عدم العمل على هذا الطريق لخطورته». محمد السيد، مدير شركة الحرمين للنقل، الذى تسير عربات شركته على طريق شمال سيناء، يقول: «العربيات بتتخطف ويضرب عليها نار بعد كوبرى السلام، وتعرضت عربات الشركة لعدة مطاردات فى هذه المنطقة، ولكن بمجرد دخولها حدود سيناء لا يوجد خطر، خاصة أن أصحاب الشركات من العريش ويعرفون قبائل البدو فى وسط وشمال سيناء، وتحكمهم أعراف قبلية، لا يمكن لأحد الخروج عليها».
وعلى الرغم من ذلك، يضيف صاحب الشركة، فإن هناك احتياطات أمن تتخذها الشركات، منها عدم السير على الطريق فى المساء ومرافقة أكثر من شخص للسيارة، بالإضافة لقيام بعض الضباط في الأكمنة بتجميع عربات النقل بعد كوبرى السلام لتسير في سرب واحد في حماية إحدى سيارات الشرطة حتى أقرب كمين على الطريق، ولكن لا يحدث ذلك بصفة مستمرة»، بحسب قوله.
قالوا عن أخطر الطرق أمنياً رئيس «شعبة البناء والنقل»: اختفاء أكثر من 3 آلاف سيارة
قال أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء والنقل في الغرفة التجارية إنه «خلال العامين الماضيين اختفت أكثر من 3000 سيارة بحمولتها وحررنا أكثر من ألف محضر»، مؤكدا أن «كل الطرق فى مصر أصبحت غير آمنة، وهو ما أدى لمعاناة حقيقة يعيشها التجار والموردون».
وحدد «الزيني» أهم الطرق الخطرة في مصر، قائلاً إنها «تتركز في طرق الصعيد وسيناء بأكملها، بالإضافة للطريق الساحلى الدولي الذي يربط بين دمياط والإسكندرية، وأن هذه العصابات تستهدف الحمولات مرتفعة الثمن (الاستراتيجية) مثل السلع الغذائية ومواد البناء».
قال الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، إن «أصحاب مزارع الدواجن يواجهون أزمة كبيرة بسبب تعرض سياراتهم للخطف والسرقة على الطرق المؤدية للمزارع.
وأضاف أن «الأزمة أن الدواجن لا يتم نقلها إلا فى المساء فقط، وعصابات الطرق، تقوم بمهاجمة عربات نقل الدواجن على الطرق، وتستولي على مبالغ مالية قيمة شحنة الدواجن، يتجاوز مجموعها عدة ملايين أدت لإفلاس عدد كبير من التجار».
وأكد مقتل 6 سائقين خلال معارك مع عصابات قطع الطرق، وأن الشعبة تقدمت بأكثر من شكوى للداخلية، وطالبت بوجود كمائن ثابتة ومتحركة على الطرق، ولكن دون جدوى.
اعتبر عماري عبد العظيم رئيس شعبة أصحاب شركات السياحة والطيران، بالغرفة التجارية أن الطرق في مصر أصبحت بعد الثورة غير آمنة، وهو ما أثر بالسلب على قطاع السياحة الذي يعتمد فى الأساس على التواجد الأمنى.
ووصف طرق سيناء بأنها الأخطر بالنسبة للحافلات السياحية، ودلل على ذلك بحوادث الخطف التي تحدث في جنوب سيناء التي ينفذها البدو، حسب قوله، ويطلبون الحصول على فدية أو إطلاق سراح مسجونين مقابل الإفراج عن العربات والسائحين، بالإضافة للسرقات التى تتعرض لها الأتوبيسات السياحية على الطرق.
اعتبر عماري عبد العظيم رئيس شعبة أصحاب شركات السياحة والطيران، بالغرفة التجارية أن الطرق في مصر أصبحت بعد الثورة غير آمنة، وهو ما أثر بالسلب على قطاع السياحة الذي يعتمد فى الأساس على التواجد الأمنى.
ووصف طرق سيناء بأنها الأخطر بالنسبة للحافلات السياحية، ودلل على ذلك بحوادث الخطف التي تحدث في جنوب سيناء التي ينفذها البدو، حسب قوله، ويطلبون الحصول على فدية أو إطلاق سراح مسجونين مقابل الإفراج عن العربات والسائحين، بالإضافة للسرقات التى تتعرض لها الأتوبيسات السياحية على الطرق.
البحر الأحمر المرصد وجبل عتاقة وجبل الزيت والمزلقان وطريق ميناء الأدبية
«كنا بنمشى على الطريق فى أمان ولكن دلوقتى خلاص».. لايزال يتذكر مدى الأمان الذى كان يشعر به أثناء سيره على طريق «القاهرة - البحر الأحمر»، أما الآن فقد أصبح ياسين خميس، «32 عاما»، سائق، مهددا في أي وقت بسبب وقوع الطريق فى منطقة جبلية وعرة يسيطر عليها البدو.
آخر الحوادث التى وقعت فى هذا الطريق طالت ابن عمه الذي يعمل سائقا على نفس الطريق عندما خرج عليه مجموعة من المسلحين وأجبروه على التوقف تحت تهديد السلاح وأخذوا منه سيارته المحملة بالبضاعة ولاذوا بالفرار، قبل أن يساوموا صاحب شركة النقل لإعادة السيارة والبضاعة.
حدد السائقون على هذا الخط أهم المناطق الخطرة، قائلين: «منطقة مطلع المرصد فى طريق الغردقة- القطامية حيث ينحدر الطريق بشدة وهو ما يعطى الفرصة لعصابات السطو المسلح للسيطرة على عربات النقل بسهولة، أما طريق السويس- العين السخنة فيضم عدة مناطق خطرة أهمها منطقة مطلع جبل عتاقة حيث تكثر المحاجر على طول الطريق وتتم سرقة السيارات بحمولتها وأخذها داخل الجبل للعمل فى المحاجر، ومنطقة جبل الزيت خاصة عند وصلة غارب وعند المزلقان حيث تتوقف السيارات بشكل إجبارى لانتظار مرور القطار، وطريق الأدبية حيث يتم السطو على السيارات القادمة من ميناء السخنة».
وقعت عدة حوادث سطو على هذه الطرق كان آخرها قبل أسابيع، كما يقول السائقون العاملون على الطريق، عندما حاولت سيارة بها مجموعة من المسلحين استيقاف سيارة زميل لهم وقامت بمطاردته فانقلبت السيارة به على جانب الطريق فتركوه وهربوا. يقول ياسين خميس: «يستخدم السائقون طريقة قلب السيارة على جانب الطريق لإبعاد المسلحين رغم خطورتها على حياتهم، حتى لا تتمكن هذه العصابات من الاستيلاء على سياراتهم وتفكيكها داخل الجبل وبيعها قطع غيار فى أسواق تجارة قطع غيار سيارات النقل المنتشرة فى المحافظات أو تأجيرها للعمل فى المحاجر المنتشرة فى جبال البحر الأحمر».
أكد اللواء حسن حميدة، مساعد وزير الداخلية ومحافظ المنيا الأسبق، أهمية التعاون بين المديريات فى المحافظات وجهاز الأمن العام، ونشر أكمنة ثابتة وأخرى متحركة على طول الطرق بين المحافظات لتأمينها، وأشار إلى أهمية التحرك الفورى بعد وقوع الحادث لأجهزة الشرطة، وعمل مسح شامل للطرق الخطرة فى طول مصر وعرضها. وشدد على ضرورة الاستعانة بالوسائل الحديثة فى تأمين الطرق، عن طريق وضع كاميرات لمراقبة الطرق الرئيسية، مثلما يحدث فى كل العالم، والاستعانة بجهاز «g p s» لتتبع السيارات خاصة سيارات نقل البضائع والشاحنات والشركات السياحية.
وأبدى «حميدة» دهشته من عدم انتشار استخدام أجهزة التتبع فى مصر، بالرغم من أن دول العالم كله تعتمد عليها بشكل أساسى، فى عملية تتبع السيارات ورصد مساراتها، خاصة أن مصر تعيش وضعاً أمنياً استثنائياً، أدى لظهور جرائم سرقة السيارات على الطرق فى وضح النهار.
أما الخبير الأمني العميد السابق محمود قطري، فيرى أن حوادث خطف السيارات والسرقة بالإكراه، من أهم مضاعفات الانفلات الأمني، الذي تعيشه مصر بعد الثورة والمسؤول عنها إدارة تأمين الطرق، أحد أجهزة الشرطة المصرية، والذي تعانى ضعفاً ووهناً شديداً فى الوقت الحالى، وهو ما أدى لانتشار عصابات خطف السيارات، على الطرق داخل العاصمة فى القاهرة وبين المحافظات، وهى جرائم لم تكن معتادة من قبل.
ولفت إلى أن معظم أعضاء هذه العصابات، إما مطلوبون أمنياً وهاربون فى الصحارى والجبال، فى مناطق خطرة بطبيعتها، أو من غير معتادى الإجرام اضطرتهم الظروف الاقتصادية بعد الثورة للاشتراك مع هذه العصابات.
الشرقية: العرب يسيطرون على الصحراوى والرصاص على الطريق الزراعى
حمدى حسين هو سائق على طريق الشرقية، تعرضت سياراته لإطلاق نار الأسبوع الماضي، خلال مروره بمنطقة كوم السمن التابعة لمحافظة القليوبية، تعتبر هذه المنطقة هى الأخطر، على الطريق الزراعى المؤدي للشرقية، أما بالنسبة لطريق القاهرة بلبيس الصحراوي، فتكمن الخطورة في الكيلو 30 من القاهرة كما يقول حمدىي، حيث تعرضت عدة سيارات للسرقة بالكامل، على يد العرب الذين ينتشرون بالصحراء القريبة من الطريق.
طريق المنصورة دمياط: سرقة السيارات بالسولار
غازى محمد «سائق» هو رجل أربعينى يعمل على طريق المنصورة دمياط منذ 20 عاماً، وعلى الرغم من حوادث السرقة المنتشرة على الطرق، إلا أنه يؤكد أن الطريق آمن، وتندر فيه حوادث السرقة، آخر الحوادث التى وصلت لمسامعه، كانت منذ شهر تقريباً، عندما وضع استخدم مجموعة من اللصوص، حيلة ذكية لاستيقاف السيارات، بأن وضعوا جركن سولار على جانب الطريق، وعندما رأى سائق سيارة نقل جركن السولار على الطريق، ترك سيارته لإحضاره ظناً منه أنه وقع من أحدى السيارات، وبمجرد نزول السائق قفز مجموعة من المسلحين داخل السيارة، واستولوا عليها وفروا هاربين، وكان ذلك بالقرب من دمياط ، وهو ما يجعل غازى يأخذ احتياطاته على الطريق، فلا يسير على الطريق فى المساء، ولا يتوقف لأى سبب مهما كان.
الطريق الساحلي الدولي: السير على الطريق نوع من الانتحار
يبدأ هذا الطريق من دمياط حتى الإسكندرية، يقول أحمد يحيى، سائق على طريق الإسكندرية: «لو العربية عطلت منك على الطرى ده ربنا يعوض عليك وعلى البضاعة»، يعتبر هذا الطريق هو الأخطر فى مصر بعد الثورة، وذلك لمروره بجوار بحيرة المنزلة، التي تحولت لوكر للعصابات الإجرامية بعد الثورة، وهو ما أدى لوقوع عدد كبير من الحوادث على هذا الطريق، وخطف للسيارات بما عليها من بضاعة، ويختفى السائق فى بعض الأحيان، وهو ما يجعل السير على هذا الطريق مجازفة غير محسوبة.
طريق «وادي النطرون - مرسى مطروح»: السيارات تدخل ولا تخرج
اعتبر أحد أصحاب شركات النقل لمرسى مطروح، طلب عدم ذكر اسمه، أن الطريق الذي يربط بين وادي النطرون، على طريق مصر إسكندرية الصحراوي وطريق الساحل الشمالي العلمين، من أخطر الطرق فى مصر من قبل الثورة، حيث تكرر وقوع الحوادث عليه، والتى كانت تنحصر في صعود أحد المسلحين فوق العربية، وتقطيع السلب والحصول على بعض البضائع، أما بعد الثورة فقد وقعت عدة حوادث على هذا الطريق، دخلت بعض السيارات ولم تخرج، واختفت تماماً، ولم يعثر عليها أو على سائقها، وهو ما يجعله من أخطر الطرق، ويرفض السائقين السير عليه في المساء، ويضطرون تحت أي ظرف للانتظار للصباح والسير في مجموعة.
http://www.nilemotors.net/Nile/imgca...Nilemotors.gif
