صفوت الشريف لـ «اتكلم»: شماتة المصريين في حريق الشوري شائعة فضائيات
كتب مها البهنساوي ٢٧/٨/٢٠٠٨استبعد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري وجود شبهة جنائية وراء حريق مجلس الشوري، وانتقد ترويج بعض الفضائيات فكرة «شماتة» بعض المصريين في الحكومة بعد نشوب هذا الحريق وتساءل: كيف يفرح الشعب المصري في حريق المجلس الذي يدرس مشكلاته ويعمل علي حلها؟
وقال الشريف، خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج «اتكلم»: أستبعد تماما وجود شبهة جنائية في الحادث، وإلا كان من السهل علي الجاني أن يحرق المبني من أسفل إلي أعلي، ويحترق في دقائق معدودة، ولكن ما حدث يؤكد عكس ذلك، ولحسن الحظ أنه منذ حل المجلس عام ١٩٥٢ تم نقل جميع الوثائق والمعاهدات إلي متحف مجلس الشعب، وبالتالي لم يتبق سوي بعض المحاضر والوثائق التي نقلت هي الأخري منذ ٦ شهور إلي المبني الإداري الذي نقلت إليه المطبعة الإلكترونية، وللتأكيد علي ذلك فقد سمح الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب لبعض الصحفيين بدخول المتحف وتصوير كل شيء للتأكد من سلامة ما به.
وتابع: «علمت بالحريق في السادسة مساء، وكنت في طريقي إلي منطقة سيدي كرير، فغيرت خطتي وتوجهت مباشرة إلي المجلس للاطمئنان علي استقرار الموقف، خاصة أن الصورة التي التقطت في بداية الأمر كانت تظهر دخانًا بسيطًا من إحدي نوافذ الطابق الثالث، ولكن لطبيعة المبني الخشبي تطور الحريق سريعًا، خاصة مع تدافع الرياح التي ساعدت علي استمرار اشتعاله ساعات طويلة، وكان أملي الوحيد ألا تلتهم النيران القاعة الكبري - قاعة عرابي- لأنها المكان الذي شهد دستور ٢٣ يوليو وهو أول دستور مصري، خاصة أن تجديدها لم يمر عليه أكثر من عامين، وبالفعل كانت أقل الخسائر لأن نسبة الدمار فيها لم تتجاوز ٢٥%».
وردًا علي سؤال عن مدي غضبه من عدم التحكم في النار بالسرعة المطلوبة، والتقصير في وضع أجهزة الإنذار المبكر في مبني تاريخي مهم مثل الشوري، قال الشريف: «هناك بالفعل أجهزة إنذار في المبني بالكامل، بالإضافة إلي وحدات للإطفاء الذاتي في مركز المعلومات وطفايات حريق في كل أروقة المكان، ومكتبي به أكثر من ٢٠٠ طفاية حريق وكاميرات مراقبة وأجهزة إنذار، وبالفعل عملت أجهزة الإنذار، ولكن الحريق كان أكبر منها، والدليل علي ذلك أن ٦٠ سيارة إطفاء لم تسيطر علي الحريق بسهولة، وأنا علي علم تام بأن هذا ليس تقصيرًا منهم، ولكن الطبيعة الخشبية للمبني مع الرياح السريعة جعلتا الحريق أقوي من أي شيء، والدليل علي وجود أجهزة الإنذار اندلاع حرائق بسيطة قبل ذلك لم يسمع عنها أحد شيئا، وتمت السيطرة عليها من خلال تشغيل أجهزة الإنذار واستخدام الطفايات الموجودة،
وبسؤاله عن خطة ترميم وتأمين المبني، وعن تجاهل التأمين علي تلك المباني المهمة إلا بعد حدوث الكارثة قال الشريف: «انتهي الرأي المبدئي للجنة، التي شكلها وزير الإسكان بالتعاون مع مجلس الآثار، إلي أن المبني سيحتفظ بشكله التاريخي الذي يمثل الحياة البرلمانية في مصر منذ نشأتها، علي أن تجري خطة الترميم علي ٣ مراحل
وبسؤاله عن سبب رفضه تبرعات رجال الأعمال لإعادة إنشاء وترميم المجلس قال: «رفضنا التبرعات حتي لا تضيع هيبة الدولة، فالمبني خاص بالدولة، ولا يجوز تدخل أي فرد لترميمه، ولكن تم تشكيل لجنة لجمع بعض التبرعات التي تقدم بها النواب وليس رجال الأعمال، لتعويض الموظفين المتضررين من الحادث خاصة، أننا علي مشارف شهر رمضان بالإضافة إلي المساعدة في تسكين الموظفين في أماكن بديلة لحين الانتهاء من ترميمات المجلس».
وحول ردود الأفعال لدي مواطنين قيل إنهم شمتوا في الحادث وهو ما تناولته بعض الصحف والقنوات، قال الشريف: «غير صحيح علي الإطلاق لأن الشعب المصري بطبعه طيب ويتحلي بالإيمان خاصة وقت الأزمات تجده لا يفرق بين الظالم والمظلوم، ولم تقل صدمته في حريق مجلسه النيابي عن صدمتنا جميعا، ولكن هناك بعض الفضائيات تروج لعكس ذلك، وما أسهل إجراء محادثات تليفونية مخططة في برامج فضائية تبحث عن الإثارة دون النظر للمضمون».
المفضلات