حاجة ساقعة على حسابى للراجل "الواقعى" ده
ابن القذافي ينسحب من الحياة السياسية لـ «قطع الكلام عن التوريث»
كتب أشرف جمال ٢٢/٨/٢٠٠٨
أعلن سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد معمر القذافي، «انسحابه من الحياة السياسية»، مؤكداً أن قراره هذا بمثابة قطع الشك باليقين فيما يتعلق بالحديث عن وراثته للحكم.
ونفي سيف الإسلام - في كلمة ألقاها أمس الأول أمام حشد جماهيري في مدينة سبها - أن يكون انسحابه متعلقاً بـ «خلاف ما» مع والده الرئيس الليبي، أو أي من القيادات المعروفة باسم الحرس القديم، موضحاً أن انسحابه السياسي جاء بعد أن «حقق برنامجه الإصلاحي لليبيا»، ومن ثم لم تعد لديه «معارك» يخوضها - علي حد وصفه.
وخصص سيف الإسلام جانباً كبيراً لانتقاد بعض الأوضاع السياسية والحقوقية في بلاده، تحديداً ما يخص الوثيقة الخضراء، التي قال إنها «لم تنفع أحداً»، كما شن هجوماً لاذعاً علي الأوضاع الراهنة في الدول العربية، حيث وصف العرب بـ «مسخرة المنطقة»، وقال إن الشعوب العربية تعيش «في غابة تحكمها ديكتاتوريات لها برلمانات ودساتير وهمية.
وقال سيف الإسلام: «كل أنظمة المنطقة العربية اتفقت علي ضرورة الوراثة سواء مملكة سواء جمهورية سواء سلطنة، يجب أن يأتي الولد بعد أبيه، ومازال، وسوف ترون وأنا أعدكم، سوف ترون أشياء ثانية آتية في دول أخري، وهذه الأمور ليست سراً وتعرفونها كلها، فكلها أنظمة ديكتاتورية، ولا يوجد أحد يقول عكس ذلك، وبرلمانات وهمية كلها، وأيضاً رأيتم حتي الدساتير وهمية».
وقال سيف الإسلام: «في النهاية أنا دوري في المجتمع المدني، ولذلك قررت ألا أتدخل في الشؤون الخاصة بالدولة، لأنني قلت لكم إنني ليس عندي دور، وليس عندي مكان، وقد أختفي مدة وربما لن تسمعوا عني».
من جانبه، قال الكاتب الصحفي مصطفي بكري، رئيس تحرير جريدة الأسبوع: «موقف سيف الإسلام مشرف جداً، وبعد أن أرسي ما كان يجب أن يقوم به فإنني أدعو جميع أبناء الرؤساء العرب إلي أن يعلنوا بخطوات إجرائية مناهضتهم مبدأ توريث الحكم، وأن يتبعوا هذا الإعلان بتحديد الخطوات السياسية المستقبلة علي الملأ وأمام الرأي العام، حتي يقطعوا أي شكوك تثار في هذا الشأن».
وقال جورج إسحق، أحد مؤسسي حركة كفاية" «إذا تابعنا استقالة الرئيس الباكستاني برويز مشرف وردود الأفعال الجماهيرية التي تلتها، وكذلك قرأنا في خطاب سيف الإسلام القذافي ما يتعلق بحديثه عن التوريث، سنجد أن هذه الأمور مرتبطة برغبات شعبية، ومن ثم نحن نري من خلال ما يحدث في مصر أن الأمور تسير في نفس الاتجاه، خاصة أن الناس بدأت تتكلم بصوت عال وتنتقد بقوة».
وقال: «إذا كان جمال مبارك يرفض التوريث، مثلما يقول في لقاءاته وخطاباته، فنحن ندعوه لأن يحذو حذو سيف الإسلام القذافي في هذا الشأن».