تمر أيام وتأتي ايام وصاحب الجنية لا يتغير له حال ، يعيش بين عالمين الانس والجان
لا يعلم في حقيقة هو او خيال ؟ يعيش مغيب بين الادمييين ومعلوم قدره عند الجان
لا يدري ماذا يفعل او ماذا سيكون المآل فيما يعيشه من واقع الحال فالله المشتكى
شاب ذو مظهر حسن ، مشهود له بالاخلاق الحسنة ، بلغ من العمر ثلاثين عام الان
يشعر بأشفاق محبيه وينظر بغصة الي عيون مبغضيه يقولون لو كان فيه خير اصلحه الله
كان دائما يضع نصب عينيه قول عظيم البشر محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله
من يرد الله به خيرا يصب منه ..... والناس تبتلى على قدر ايمانهم وما شاء الله كان
صاحب الجنية يدين الي الله بدين الاسلام وجنيته حتي الان لا يعلم عن دينها شئ
سأل نفسه ذلك السؤال منذ سنين فاتت يوم ان تلاقت اعينهم في يوم من ايام الشتاء
وها هو يرقد في غرفته التي حوت الكثير من الاسرار لا يعلمه غير مدبر الليل والنهار
يتأوه كثيرا ويبكي قليلا ويناجى ربه الغالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون
مجوسية هي ام يهودية ام مسيحية ام مسلمة ام كافرة لا تؤمن برب المشارق والمغارب
لو كانت كافرة لأمرت بكل سوء ونهت عن المنكر و ما ضرها اكان صاحبها معها او مع غيرها !
هيهات فهي له بالمرصاد ان يكون له زوجة او ولد او حبيبة او أنثي من البشر من قلبه قريبة
يهودية ؟ مسيحية ؟ يعلم الله السر واخفى ........
في تلك الليلة كان صاحبنا شارد الذهن معلول الجسد يتمنى الموت على الحياة فلم يعد في
الدنيا ما يسره والموت راحة له من كل بلية ولكن الاجل الذي كتبه الله لا يتغير ولا يتبدل ابدا
كان قد اسند ذراعه وراء رأسه واسلم جسده النحيل الي سريره الذي عاش معه قصته الطويلة
ثم جاءت الجنية تحتضنه بذراعيها وتضمه الي صدرها ولكنه الان يشعر بمشاعر مختلفة عما ذي قبل
شعر بسخونة جسدها الناري يسري في جسده الادمي الترابي وهي تتمتم وتقول .........
المسيـــــــــــــــــح نــــــــــــــــــــــــ ــــــــور ......................
ان مشاعر التضاد والبغضة التي بدا بشعر بها تجاه صديقته الجنية جعلته اشد قوة وبأسا
صرخ فيها قائلاً ..................
الله نــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـور
وكأنه يقول له افيقي فلست انا من يترك دينه من اجل عقيدة فاسدة اعتنقها عقلك
وان استطعت ان تسلبي مني الراحة وسيطرتي على الجسد فالقلب له رب واحد هو الله
اؤمن به ما حييت ولن يتزعزع ايماني به مطلقا لأني رأيت ما لم تري في عالمك المظلم
ان صاحبك يا صاحبة السمو وهو طفلا صغير رأي قيد من حديد وقشعريرة بالجسد مات
لها كل احساس وطرف ورأي النور الذي ما بعده نور يعلو فوقه ... كان حلما ذا معنى
كان بالحضرة الالهية روحا لا جسدا و معني لا تفسيرا .... لقد رأي الحق والرسالة
في منامه وهداه الله الي الصراط المستقيم ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وما الله بظلام للعبيد
اذهبي بعيد عني فما المسيح ابن مريم الا كلمة القاها وروح منه فلا تقولوا على الله ما لا تعلمون
أن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون .
كان درسا قاسيا لمن تجرأت تجادل عن عقيدتها الفاسدة امام شاب في ظل الله .
لا اعلم لماذا بعد ذلك اللقاء القصير انفصل قلبي عن جنيتي واصبح جسدي أسيرا لها
بعد أن نجوت بقلبي الذي سألت الله ولبى ندائي ان لا يكون لأحد عليه سلطان الا هُـــــــو .
كان الله في عون صاحب الجنية ......................................