مشروع نهر الخير - صدقة خير .... تحيى الغير
مشروع نهر الخير - صدقة خير .... تحيى الغير http://www10.0zz0.com/2013/06/08/07/582867666.jpg عندما يصبح "الحمام" حلما الميسورون منهم نبشوا لأنفسهم حفرة في حظيرة مواشي يقضوا فيها حاجتهم ثم يغطونها بحفنة تراب ممزوجة بروث المواشي في مشهد تتهاوي فيه كل معاني الإنسانية بل و الآدمية.
و ربما كانت تلك الحفرة التي خصصوها لقضاء الحاجة في مطبخهم , نعم في المطبخ الذي يعد فيه طعامهم , و في مشهد أكثر قتامة تلجأ فيه النساء الي الزراعات و ساحات الخلاء لقضاء حاجتهم في قرية المنزلة , إحدي قري محافظة الفيوم , تلك القرية التي خلت من أدني حقوق الإنسان , فلقد خلت القرية من الماء , ثم سكنها ثلة من الناس لم يجدوا ماينفقوا لبناء دورات مياه صحية فلجأوا للخلاء لقضاء حاجتهم و شربوا من الترع , ومن مياه الطلمبات اذ ماسمحت لهم سعيدة الحظ صاحبة الطلمبة , في حين تحمل البعض عناء السير لساعتين يحمل علي عاتقه جركنا للفوز بمياه صالحة للشرب حتي تلقفتهم مساعي ' عمار الأرض' و شقت لهم نهر الخير , تحت شعار' صدقة خير تحيي الغير' أطلق الداعية الإسلامي مصطفي حسني و معه فريق حملته' نهر الخير' و بمشاركة بنك الطعام و جمعية بداية للأعمال الخيرية لتوصيل المياه لمنازل الفقراء في صعيد مصر بدأت بقرية المنزلة في مركز يوسف الصديق , و تمكن في المرحلة الأولي من توصيل المياه و بناء دورات مياه صحية لألف منزل بذات القرية و تهدف المرحلة الثانية الي الوصول لكل بيت في صعيد مصر بحاجه الي الماء.
لم يكن نهر الخير مجرد مشروع خيري فحسب لكنه محاولة لاستعادة كرامة أولئك الذين سلبت منهم كل معاني الإنسانية و هم يروون معاناتهم قبل أن تصل إليهم مياه صالحة للشرب , مابين عجوز تستغرق زوجة ابنها في رحلة البحث عن المياه ساعة كاملة تعود بعدها مثقلة بجراكن المياه و أما ينخلع قلبها خوفا علي ابنتها من ذلك الطريق البعيد التي تخوضه يوميا للفوز بالمياه متسائلة ' من يأمن علي مثل هذه العروسة في هذا الطريق ؟! , و ربة منزل تقسم أنها كانت تعيش في ضنك اذ انه كان عليها لتغسل ملابسها أن تقطع حوالي كيلومترا لتحضر المياه و تخزنها في براميل , و لم يكن الأطفال عن هذه المعاناة ببعيد فإذ ماسألتهم عن أحلامهم فستجد كل أحلامهم تدور حول الماء , فبينما تعب أحدهم من حمل جراكن المياة و يريد أن يرتاح من هذا العناء , يتمني أحدهم أن يجد مياه نقية يشربها أثناء اللعب مع أصدقائه حيث يشعر بالعطش الشديد و لايجد مايروي ظمأه, و يحلم أخرهم بأن يجد ماء ليتوضأ به عند استيقاظه من دون أن يضطر للسير لمسافات بعيدة , حتي تدفق ' نهر الخير' كما تعبرعجوز من القرية عن فرحتها قائلة لأهل الخير الذين أدخلوا المياه لمنزلها قبل انصرافهم بعد أن سألوها عما اذا كانت تريد منهم شيئا قبل أن يرحلوا فجاءت كلماتها لتجري معها دموعهم جميعا ' انتم خليتوا عندي مايه و حمام , الواحد هيحتاج ايه تاني من الدنيا '. بقلم : مي الخولي
جريدة الأهرام : 2013/06/08 لعمل شير للموضوع على الفيس بوك من فضلك أضغط على اللينك القادم للوصول الى المشاركة https://www.facebook.com/photo.php?fbid=558389144207896&set=a.4378493795952 07.97955.437847592928719&type=1&theater