جزاك الله خيرا
اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان
رقم العضوية : 22268
تاريخ التسجيل : 15Oct2008
المشاركات : 4,169
النوع : ذكر
الاقامة : ح حلوان / المعادي
السيارة: It Was Matrix
السيارة[2]: Kia Carens 2012 M/T
الحالة :
[mark=#55ff00]<><><><><><><><><>[/mark]
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إخوة الإيمان والإسلام
اعلم حبيبي في الله أن رفع الأعمال إلى رب العالمين على ثلاثة أنواع: ( يوميا , وأسبوعيا , وسنويا ).
النوع الأول : تُرفع الأعمال إلى الله تعالى يوميا
1. فيرفع إليه عمل النهار في أول الليل ( صلاة العصر).
2. ويرفع إليه عمل الليل في أول النهار ( صلاة الفجر ).
كما في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
:"يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر,
ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم -وهو أعلم بهم-؟ كيف تركتم عبادي؟
فيقولون: تركناهم وهم يُصلُّون وأتيناهم وهو يُصلُّون"
وأخرج الإمام مسلم عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال:
"قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، فقال:
''إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام, يخفض القسط ويرفعه، يرفع الله عمل الليل قبل النهار,
وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهي إليه بصره من خلقه"
النوع الثاني : ترفع أعمال الأسبوع إلى الله تعالى يوم الاثنين والخميس،
ـ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يصوم الاثنين والخميس لأن الأعمال ترفع فيهما
فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس،
فقيل له(أي سُئل عن ذلك): قال:
إن الأعمال تُعرض كل اثنين وخميس فيُغْفَر لكل مسلم ـ أو لكل مؤمن ـ إلا المتهاجرين، فيقول أَخِّرهما"
وعند الترمذي بلفظ:"تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحبُّ أن يُعْرض عملي وأنا صائم"
وكان إبراهيم النخعي يبكى على امرأته يوم الخميس وتبكي إليه، ويقول: اليوم تُعْرَض أعمالنا على الله عز وجل
النوع الثالث: ترفع أعمال العام إلى الله تعالى في شعبان
ففي الحديث: يا رسول الله ! لم ارك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ ! قال : ذلك شهر يغفل الناس عنه ، بين رجب ورمضان ،
وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي ، وأنا صائم
الراوي: أسامة بن زيد - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي -
وفي رواية أخرى عند البيهقي في شعب الإيمان من حديث أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما
ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" شعبان بين رجب وشهر رمضان، تغفل الناس عنه، تُرْفع فيه أعمال العباد،
فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم" (صحيح الجامع:3711) ، (الصحيحة:1898)
فحيث إن رجب من الأشهر المحرمة، ورمضان من الشهور المعظمة، فإن الناس يجتهدون فيها،
فإذا ما جاء شعبان ترك الناس العبادة، وفتح الشيطان لهم باب التسويف،
فيُحدِّث أحدهما نفسه فيقول: سأجتهد في رمضان، وسأفعل... وسأفعل,
فيفتح لهم الشيطان باب التمنِّي والأمل، حتى يقعدهم عن العمل في شعبان،
ويَدْخُلُ عليهم رمضان وهم خائبون، وينصرف عنهم وهم خاسرون،
ويُمنِّيهم الشيطان أنهم في العام القادم سيُعوِّضون.
وصدق الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال كما عند ابن النجار:
"أخسر الناس صفقة: رجل أخلق يده في أمانيه، ولم تساعده الأيام على تحقيق أمنيته،
فخرج من الدنيا بغير زاد، وقدم على الله بغير حجة"
وكأن ابن أدم من كثرة ما أمدّ له الشيطان في الأمل، وأنساه بغتة الأجل, وأنساه قرب الموت والرحيل،
وكأنه بمأمن أن ينتقل إلى الرب الجليل، و
أنه راحل إليه، وأنه واقف بين يديه سبحانه وتعالى
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:"وهو شهر تُرْفَع الأعمال فيه إلى رب العالمين, فأحبُّ أن يرفع عملي
وأنا صائم" فهذا أدعى لقبول العمل.
الاجتهاد في شعبان حتى لا تكتب فيه من الغافلين:
فقد بيَّن النبي الأمين صلى الله عليه وسلم أن شهر شعبان شهر يَغفلُ فيه الناس فقال كما عند الإمام أحمد
والنسائي من حديث أسامة بن زيد-رضي الله عنهما-:
"ذلك شهر يغفل الناس عنه"
وإذا غفل الناس عن شعبان، لم يكن للمؤمنين أن يغفلوا عنه، فإن المؤمنين مُقْبِلون دوماً على ربهم،
لا يغفلون عن ذكره، ولا ينقطعون عن عبادته، فهو سبحانه الذي يُدبِّر شئونهم،
ويصلح أحوالهم، ويأخذ بنواصيهم إليه أخذ الكرام عليه,
فالمؤمنون يعلمون أن البعد عن الله سبب الشقاء والخسران،
كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ
وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }
فلذلك هم دائماً وقوف ببابه، يلذون بجنابه, عزهم في الانكسار والتذلل له، لذَّتُهم في مناجاته,
حياتهم في طاعته وعبادته.
ويزدادون طاعة وعبادة في مواسم الطاعات، ويتعرضون للنفحات لعل الله أن يرزقهم الجنات، و
ينجيهم من اللفحات.
ويزدادون طاعة وعبادة كذلك في وقت الهرج,
وحين يغفل الناس ينبغي للمؤمنين أن يكونوا في شأن غير شأن الناس, الذين هم أهل الغفلة.
كما قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: "المؤمن في الدنيا كالغريب، لا يجزع من ذلها، ولا ينافس في عزِّها،
له شأن وللناس شأن".
فعلى المؤمنين في وقت الغفلة أن يزدادوا قرباً وطاعة لله تعالى،
وهذا ما كان يَحثُّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم
واعلم أخي الكريم أختي الفاضلة ... أن العمل وقت الغفلة محبوبٌ لله تعالى,
لذا حثَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
فاستحب النبي صلى الله عليه وسلم القيام وسط الليل وقت غفلة الناس فقد أخرج الترمذي أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال لبعض أصحابه:
"إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن"
فهذا الوقت هو وقت نوم الناس وغفلتهم, فإذا قام المؤمن لرب العالمين ليفوز بجنة النعيم,
فلا يستوي هو ومن آثر الوسادة على العبادة,
وكما قيل: "من أراد الراحة، تَرَكَ الراحة "
ولذلك جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد عن أبى ذررضي الله عنه
"ثلاثة يحبهم الله: قوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يُعْدَلُ به، نزلوا
فوضعوا رءوسهم , فقام أحدهم يتملقني (1) ويتلوا آياتي"
(1) يتملقني: يتضرع إليَّ بالثناء والدعاء.
ومعنى الحديث:أن هؤلاء القوم كان النوم لهم لا يعادله شيء فهو أحب شيء إليهم في هذا الوقت فناموا,
لكن قام أحدهم حال تعبه، وحال كون النوم أحب إليه مما سواه،
قام يدعو ربه ويتلو آياته ويتضرع إليه، فهذا هو نعيمه الذي لا يغنى، وقرة عينيه التي لا تنقضي،
وهي سعادته العظمى وغايته المنشودة.
وفى يوم أخَّر النبي صلى الله عليه وسلم العشاء إلى ثلث الليل فقال كما عند البخاري:
"ما ينتظرها- يعنى العشاء- أحد من أهل الأرض غيركم"
وكأنه صلى الله عليه وسلم يقول لصحابته: هذه الصلاة التي تُصلُّون إنما أنتم الذين تصلونها في الدنيا كلها،
حال غفلة الناس عن الله تعالى.
ففي هذا الشهر الذي يغفل فيه الناس، عليك أخي الكريم واختي الفاضلة أن تكون أنت المقبل حال فرار
الناس، والمتصدق حال بخلهم وإحجامهم وحرصهم...
وأن تكون القائم حال نومهم وغفلتهم... وتكون الذاكر لله تعالى حين إعراضهم، فإن هذا سبب لمحبة الله
تعالى لك.
وآخر عمل يرفع
. وإذا أنقضى الأجل رفع عمل العمر كله , وطويت صحيفة أعماله .
وصل اللهم وسلم على الحبيب محمد
ما معنى رفع اعمال السنة في شعبان مقطع مميز
‫ما معنى رفع اعمال السنة في شعبان مقطع مميز‬‎ - YouTube
[mark=#55ff00]<><><><><><><><><>[/mark]
Shikh_Khaled سابقا
رقم العضوية : 8617
تاريخ التسجيل : 08Apr2008
المشاركات : 2,841
النوع : ذكر
الاقامة : El-Haram
السيارة: ........
السيارة[2]: Gen 2 A/T 2010
دراجة بخارية: yareet
الحالة :
جزاك الله خيرا
اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان
[shr71=http://img230.imageshack.us/img230/7454/gen2mainext02.jpg]Gen Lovely 2[/shr71]
♥ Gen 2 Astonishingly Stylish
رقم العضوية : 1648
تاريخ التسجيل : 31Jul2007
المشاركات : 1,667
النوع : ذكر
الاقامة : ELHARM
السيارة: الحمد لله كدة رضا
السيارة[2]: Nissan sunny S.S.2012
دراجة بخارية: bajaj 200NS
الحالة :
جزاك الل خيرا .. اللهم بارك لنا فى شعبان وبلغنا شهر رمضان الكريم وتقبل منا أعمالنا الصالحة وأغفر لنا أنك أنت الغفور الرحيم
رقم العضوية : 144650
تاريخ التسجيل : 31May2013
المشاركات : 1,438
النوع : ذكر
الاقامة : مصري سابقاً
السيارة: .........
السيارة[2]: هيونداي الينترا
دراجة بخارية: حد الله بيني وبينهم بعد كده
الحالة :
بارك الله فيك وبلغنا اللهم رمضان ما تنسوش تدعوا لمصر وتدعوا على بشار في الايام المفترجه دي
رقم العضوية : 22268
تاريخ التسجيل : 15Oct2008
المشاركات : 4,169
النوع : ذكر
الاقامة : ح حلوان / المعادي
السيارة: It Was Matrix
السيارة[2]: Kia Carens 2012 M/T
الحالة :
وإياكم أخي الكريم , اللهم ءامين
وإياكم أخي الكريم ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
وبارك الله فيك أخي الكريم
اللهم اجعل مصر في أمنك وأمانك يا رب العالمين
اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك
Shikh_Khaled سابقا
رقم العضوية : 47229
تاريخ التسجيل : 15Sep2009
المشاركات : 800
النوع : ذكر
الاقامة : Egypt
السيارة: honda city
السيارة[2]: fiat shahin
دراجة بخارية: لا
الحالة :
فتح الله عليك يا شيخنا بجد عرض للموضوع بطريقة روعة كعادتك لكن لى سؤال كما بينت من الاحاديث يعنى رفع الاعمال يومي و اسبوعى و سنوى يا ترى ايه الفارق بين الثلاثة فى نوع الاعمال دى بمعنى اى الاعمال بترفع يومى و ايها اسبوعى و ايها سنوى ؟ و لك جزيل الشكر
[mshosh2]http://www.gtspirit.com/2012/02/24/official-bertone-nuccio-concept-revealed/?pid=45463&gallery=4010#tp[/mshosh2]
رقم العضوية : 41774
تاريخ التسجيل : 03Jun2009
المشاركات : 1,594
النوع : ذكر
الاقامة : egypt
السيارة: nassin
السيارة[2]: opel
دراجة بخارية: no
الحالة :
بارك الله فيك
وجزاك الله كل خيرا
رقم العضوية : 94693
تاريخ التسجيل : 14Apr2011
المشاركات : 1,834
النوع : ذكر
الاقامة : Alexandria
السيارة: لا يوجد
السيارة[2]: Brilliance V5
دراجة بخارية: لا يوجد
الحالة :
بارك الله فيك أخى العزيز و جزاك الله كل خير
رقم العضوية : 22268
تاريخ التسجيل : 15Oct2008
المشاركات : 4,169
النوع : ذكر
الاقامة : ح حلوان / المعادي
السيارة: It Was Matrix
السيارة[2]: Kia Carens 2012 M/T
الحالة :
وفتح الله عليك أخي الحبيب , وجزاك الله خيرا على سؤالك الرائع وأسأل الله أن يجعل في ميزانك كل من استفاد منه
أنا بحثت عن إجابة سؤال حضرتك , لأني بصراحة لم أفكر فيه قبل ذلك ,
ووجدت أن رفع الأعمال اليومي والأسبوعي والسنوي بمثابة التقرير اليومي والأسبوعي والسنوي
ويكتب فيه كل ما عمله العبد لا يغادر صغيرة ولا كبيرة
واقرأ أخي هذا الرد الجميل
تقارير يومية، وأسبوعية، وسنوية، وختامية، تُرفَع عن كل عبدٍ من عباد الله إلى ربه - تبارك وتعالى - كما دلَّت على ذلك نصوصُ الكتاب والسنة النبوية الصحيحة
وهذه التقارير ليستْ كتقاريرِ البشر، بل هي تقارير تختلف عنها في أمور عدة، منها:
1- أن كتَّاب هذه التقارير مهرة في الكتابة والإحصاء، فيكتبون القول والفعل والزمان والمكان؛ قال - تعالى -: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].
وقال: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].
وقال: ﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ ﴾ [الزمر: 69].
وقال: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].
وقال: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7- 8].
2- أن كَتبَة هذه التقارير أُمناء، فلا يحابون ولا يجاملون؛ ﴿ كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 11- 12]، ﴿ مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].
3- أن هذه التقارير تكتب في سجلات كبيرة، ثم تنشر يوم البعث والنشور: ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ﴾ [التكوير: 10]، ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13- 14].
وقد جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاًّ، كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتُنكِر من هذا شيئًا، أظَلَمكَ كتبتِي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفَلَك عذرٌ؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة فيها: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله)، فيقول: احضُر وزنَكَ، فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال: فإنك لا تُظلَم، قال: فتوضع السجلات، وثَقُلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله - تعالى - شيء))؛ [رواه الترمذي، والنسائي، وحسَّنه الألباني].
4- أن هذه التقارير يُبنَى عليها المستقبل الحقيقي للشخص، فإن كانت تقاريرَ إيجابية، سعِد صاحبُها في الدنيا والآخرة، وإن كانت سلبية، فلا يلومنَّ إلا نفسه!
ومصداق ذلك ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - وفيه: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أهلَ الجنة، خلودٌ فلا موتَ، ويا أهل النار، خلودٌ فلا موتَ))؛ [رواه البخاري ومسلم].
5- أن الذي يطلع على هذه التقارير ليس رئيس مؤسسة، ولا وزيرًا، ولا رئيسًا، ولا ملِكًا؛ إنما هو مَلِك الملوك - جل في علاه -: ﴿ وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا ﴾ [الكهف: 48].
وقد جاء في حديث ابن عمر قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يُدنَى المؤمن من ربه - وقال هشام: يَدنُو المؤمن - حتى يضع عليه كَنَفه، فيقرره بذنوبه، تَعرِف ذنب كذا؟ يقول: أعرف، يقول: ربِّ أعرف مرتين، فيقول: سترتُها في الدنيا، وأغفرها لكَ اليوم، ثم تُطوَى صحيفةُ حسناتِه، وأما الآخرون - أو الكفار - فينادى على رؤوس الأشهاد: ﴿ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18]))؛ [رواه البخاري ومسلم].
فاللهم اعفُ عنا وسامحنا يا كريم!
ومع أن هذه التقارير تُكتَب وتُرفع إلى رب العباد، إلا أنه - تبارك وتعالى - توَّاب يحب التوَّابين؛ ولذلك فقد جعل للتوبة بابًا مفتوحًا إلى أن تطلع الشمس من مغربِها؛ كما جاء في حديثٍ عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله - عز وجل - يَبسُط يده بالليل؛ ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها))؛ [رواه مسلم]،وهذا من كرمه - عز وجل - أنه يقبل التوبة حتى وإن تأخَّرت، فإذا أذنب الإنسان ذنبًا في النهار، فإن الله - تعالى - يقبل توبته ولو تاب في الليل، وإذا أذنب وتاب في النهار، فإن الله - تعالى - يقبل توبته، بل إنه - تعالى - يبسط يده حتى يتلقى هذه التوبة التي تصدر من عبده المؤمن[2].
في هذا الحديث: أن الله - تعالى - يَقبَل التوبة من عباده ليلاً ونهارًا ما لم يُغَرْغِروا، أو تطلع الشمس من مغربها، قال الله - تعالى -: ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ﴾ [الأنعام: 158].
فإذا تاب العباد توبة صادقة، تاب الله عليهم، وبدَّل السيئات حسنات، كما أخبر بذلك في قوله: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].
فاللهم اجعلنا من التائبين الذين بُدِّلت سيئاتهم حسنات، يا رب العالمين!
Shikh_Khaled سابقا
رقم العضوية : 2303
تاريخ التسجيل : 24Sep2007
المشاركات : 929
النوع : ذكر
الاقامة : القاهرة
السيارة: لادا
السيارة[2]: أفيو
دراجة بخارية: no
الحالة :
اللهم بلغنا جميعا رمضان
اللهم تقبل منك صالح الأعمال أخى الفاضل الشيخ خالد
وجزاك الله خيرا على اسلوبك المتميز العذب دائما
المفضلات