صحيح أنه من السهل جدا ان تفقد الوزن عندما تصوم، ولكنه امر غير صحي ابدا ، وسيأتي بنتائج عكسية تماما. لايحتاج الأمر الى ذكاء لتعرف ان تجويع نفسك سينقص من وزنك..تأمل صور الناس في المجاعات وستعرف بنفسك. ولكن يجب عليك ايضا ان تعرف مالذي تفعله بنفسك اثناء قيامك بفريضة الصيام؟
عندما تجوع نفسك ( تصوم رمضان) فانت تحول دون قدرة جسمك على حرق الدهون. تذكر اننا بحاجة الى السعرات الحراريه لأنها وحدات الطاقه التي يستعملها جسمنا والطاقه هي مانحتاجه لنبقى على قيد الحياه.فعندما لاتأكل ( او لاتأكلين) فان جسمك المبرمج بالتطور يتحول الى سياسة هدفها محاولة البقاء على قيد الحياه. فيطلق سلسلة من عمليات مصممه لأبطاء استهلاك الطاقه لديك- فيقل استهلاكك للسعرات الحراريه. جسمك في الوضع المعتاد يريد ان تكون السعرات الحراريه المكتسبه مساويه لتلك التي استهلكت فيبدأ دماغك بأرسال اشارات الى الغده الدرقيه ان تبطء أكثر
يجب ان تعرف ان الدهون في الجسم هي مصدر تخزين الطاقه للمستقبل( ليس الأن) ، فهي أحتياط مخزون للطاقه، فجسمك سيقاوم بشده حرق هذه الدهون الأن في محاولة لأبقائك حيا من خطر الموت جوعا بقدر الأمكان ..فجسم يظن أن حالة صيام رمضان هي حالة مجاعيه. طبعا هذا ليس ماتحب أن يكون و لكن ، هو ما الذي سيحدث.
اجهزة جسمك الحيويه هي الدماغ والقلب والكبد وهي لاتستهلك الشحوم كطاقه، بل تحتاج الى الجلوكوز والذي يأتيها من استهلاك الكاربوهيدرات والتي تأتي نتيجة العمليه الهضميه ، فأذا –كما قال د. شعر الغزال استراح الجهاز الهضمي، فستتوقف تغذية هذه الأعضاء المهمه بهذا الجلوكوز..وهو خطرشديد لبقائك حياً ، فمالذي سيفعله جسمك مقابل هذا التحدي؟
سيقوم جسمك بأنتاج جلوكوز خاص به من داخله. ولكن للاسف ليحصل جسمك على هذا الجلوكوز يجب ان يبدأ بتحطيم الكتل العضليه لديك ويحولها الى أحماض أمينيه وبأستخراجها من بروتين عضلاتك حتى أن يتسنى أن يحول هذه الأحماض الأمينيه الى جلوكوز يغذي به دماغك..وهكذا تبدأ بفقدان كتلتك العضليه مع الصيام.
المصيبه الأكبر هي ان عضلاتك هي المحرك الحقيقي لجسمك. فهي التي تحرق الدهون لكسب الطاقه. فلديك الأن عضلات اقل مما كان..كما أن لديك سعرات حراريه اقل كل يوم بسبب الصيام.. فيبطيء جسمك في أحراق السعرات أكثر ..واكثر.
وطبعا لايستطيع ان يبقى الأنسان جائعا للأبد فسيأتي وقت الأفطار وستبدأ بأكل الطعام. ولكن لاتنس بأن قدرتك على حرق السعرات اصبحت اقل الأن، فتبدأ بأكتساب الوزن الذي خسرته بسرعه..ولكن السييء في الأمر انك تكتسبه بشكل شحوم الأن ، ولا يعوض ماخسرته من عضلاتك.هذا يفسر سر الكسل والخمول الذي يصيب الصائم أثناء الصيام و بعد الافطار.. فتخيل عزيزي وعزيزتي مع أكل رمضان الدسم والحلاوه وتلك التمُيرات..كلها ستتجه الى مخزن الشحم في أجسامكم.
(من الايميل) و الله اعلم