<<< أي ربِّ !!! أمّـي وصـلاتـي !! ؟؟ >>>
[mark=#55ff00]
<><><><><><><><><><><>[/mark]
[mark=#ffff00]
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله[/mark]
[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة والأخوات الأفاضل , موضوع خطبة الجمعة أول أمس تناولت فيه حديثا للنبي http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg والفوائد المستخلصة منه وهذا الحديث يتناول قصة من أنباء من قد سبق على لسان رسولنا http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg ، لما فيها من العظة والعبرة
روى البخاري ومسلم وأحمد رحمهم الله، عن أبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg : ( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم، وصاحب جريج ،
وكان جريج رجلاً عابداً، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي، فقالت: يا جريج ! فقال: يا رب! أمي وصلاتي -أيهما أقدم؟- فأقبل على صلاته، فانصرفت
-أي: أمه- فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج ! فقال: أي ربِّ، أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي
فقالت: يا جريج ! فقال: أي ربِّ! أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات.
فتذاكر بنو إسرائيل جريجاً وعبادته، وكانت امرأة بغي يُتَمَثَّل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفْتِنَنَّه، فتعرضت له، فلم يلتفت إليها،
فأتت راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها، فوقع عليها -الراعي- فحملت. فلما ولدت قالت: هو من جريج -الولد ولد الزنا من جريج -
فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيتَ بهذه البغي، فولدت منك، قال: أين الصبي؟ فجاءوا به،
فقال: دعوني حتى أصلي، فصلى فلما انصرف أتى الصبيَّ فطعن في بطنه وقال: يا غلام! من أبوك؟ قال: فلان الراعي،
فأقبلوا على جريج يقبِّلونه ويتمسحون به وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب، قال: لا.أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا) .
[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]
إخوة الإيمان هذا الحديث النبوي يحتوي على الكثير من الفوائد نذكر منها
الفوائد من هذا الحديث ( بشيء من الإختصار )
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png - إيثار إجابة الأم على صلاة التطوع إذا نادته أمه: الواحد منا إذا نادته أمه أو ناداه أبوه، وهو يصلي صلاة نافلة،
فإن كان يعلم أن أمه ستغضب إذا لم يجبها فإنه يقطع الصلاة ويجيبها، وإذا علم أنها تتحمل لو أتمها خفيفة، أتم النافلة خفيفة وأجاب أمه وأباه..
وإذا كانت صلاةَ فريضة خَفِّفْ الفريضة، قَصِّر القراءة والركوع والسجود ثم سلم وأجب أمك أو أباك.
إذاً يؤخذ من هذا الحديث: - تقديم إجابة الأم على صلاة النافلة، وإذا أمكن التخفيف فليخفف ثم يُجب. - الفرض يخففه ويجيب أمه.
[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png أن الأم لا ينبغي أن تدعو على ولدها بشر: لأن دعاء الأم مستجاب، ولو دعت عليه بشر ربما وقع ذلك فتتأسف وتقول: يا ليتني لم أدعُ عليه
من رحمة الله أنه لا يستجيب لنا كل دعاء دعونا به على أنفسنا أو على أولادنا، ولو أن الله يستجيب لنا كل دعاء ندعو به على أنفسنا أو أولادنا لهلكنا وهلك أولادنا منذ زمن بعيد،
ولكن قد توافِق الدعوة وقت استجابةٍ وسماءٍ مفتوحةٍ فيقع المكروه بسبب الغضب والاستعجال. ولذلك فإنه لا ينبغي للأب أو الأم الدعاء على الولد،
إنما يدعو للولد بالهداية والصلاح.
[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png أن دعوة الوالدة مستجابة: يقول النبي http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg : (دعوة الوالد لولده ودعوة الوالد على ولده كلاهما مستجاب)
[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png سد الذرائع: يستفاد من القصة: غض البصر، وأن الدفع أسهل من الرفع، يعني: إذا دفعتَ عنك المنكر من أوله، فقد قطعت الطريق من أوله،
وذلك أسهل من أن تتمادى فيه ثم تريد أن تخرج، ولذلك كلما قوي الإيمان كان حجز النفس عن المعصية أقوى، ولذلك جريج لم يلتفت إليها أصلاً.
[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png قوة اليقين والرجاء بالله تعالى، وأن الإنسان إذا كان يقينه بالله قوياً خرق الله له العادة: وقد انخرقت العادة من قوة يقين جريج
هو أقبل عليه وقال: ( يا غلام! من أبوك؟ ) بكامل اليقين بالله والتوكل على الله، فأنطق الله الولد، وانخرقت العادة بقوة إيمان جريج ويقينه بالله تعالى،
ولولا صحة رجاء جريج بالله وتعلقه به ورجائه من الله أن ينقذه ما نطق الغلام، ولكن لصحة رجاء جريج نطق الغلام.
[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png الفزع إلى الصلاة عند حدوث المكروه: فإن جريجاً لما ضربوه وسبوه وشتموه واتهموه بأنه هو الذي زنى بالمرأة قال: (دعوني أصلي)
فصلى حتى تقوى الصلة بالله، ويكون الدعاء أحرى بالإجابة، ثم دعا الله. وهذا فيه تأكيد وإعادة لما سبق استخراجه من أحاديث متقدمة وقصص:
أن الفزع إلى الصلاة عند الملمات من الأمور المهمة، http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:153] ، (كان إذا حزبه أمر صلى)
[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png أن الله يجعل لأوليائه عند الابتلاء مخارج :- ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فُرِجت وكنت أظنها لا تُفْرَجُ
ولرُبَّ نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
فإذا استحكمت حلقاتها وضاقت يأتي الفرج، متى يأتي الفرج؟ حين يظن الشخص أنه لا حيلة، http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifحَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif
فيأتي الفرج عندما تضيق الأمور وتصل إلى القمة في الشدة، وعند ذلك يأتي الفرج، ضربوه وشتموه وسبوه وكسروا صومعته واتهموه وبعدها جاء الفرج.
[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png إذا تعارض أمران بُدِئ بأهمهما: إذا تعارض عندك أمران ولا تستطيع أن توفق بينهما، تبدأ بالأهم. تؤخذ هذه القاعدة من قول جريج في الحديث: (أمي أو الصلاة) .
الإنسان إذا كان في فريضة خففها. وإذا كان في نافلة: فإن كان تخفيفها لا يغضب أمه خففها وأتمها وأجاب. وإن كانت تغضب أمه قطعها.
فإذا علم تأذي الوالد وجب عليه الترك وإجابة الوالد، وإلا فالأصل إتمام الصلاة،
فالإنسان لا يقطع الصلاة لأي سبب ويمشي، وإنما إذا وُجِد سبب قوي قطع الصلاة،
وإذا لم يجد سبباً أقوى من الصلاة فيستمر في الصلاة، ولا يبطل عمله؛ لأن الصلاة تلزم بالشروع، يعني: إذا كبرت تكبيرة الإحرام وجب عليك إتمامها،
مثال آخر: إذا شرعت في نافلة اللحظة وأقيمت صلاة الفرض: هذا تعارض ولا يمكن أن تتم الفرض وتتم النافلة وقد أقيمت الفريضة،
فعند ذلك ماذا تفعل؟ تقطع النافلة بالنية، بدون تسليم، وتدخل مع الإمام في الفريضة؟
مثال آخر: حلول الدين والحج: فإذا صار الإنسان مطالباً بالدين يقدم الدين على الحج؛ لأن الحج يجب عند الاستطاعة، وحيث أنه مطالبٌ فلا استطاعة.
وإذا تعارض الزواج والحج فأيهما يقدم؟ فيها تفصيل: إذا كان يخشى العنت، ويخشى الوقوع في الإثم، أو في الحرام، ففي هذه الحالة يقدم الزواج.
أما إذا علم من نفسه أنه يستطيع أن يصبر فيقدم الحج.
مثال آخر على التقديم إذا تعارض أمران: الجهاد وبر الوالدين : يقدم بر الوالدين، ولا يذهب للجهاد إلا بإذنهما،
لكن إذا دهم العدو بَلَدَه وجب عليه الخروج للجهاد ولو ما أذن الوالدان؛ لأن هذا أهم، في الحالة الأولى كان بر الوالدين أهم، وفي الحالة الثانية أصبح الجهاد أهم.
مثالٌ آخر! الصلاة ومدافعة الأخبثين، وكذلك إذا حضر العِشاء والعَشاء: إذا حضر العِشاء والعَشاء فيقدم العَشاء وليس هذا دليلاً على أن الأكل أهم من الصلاة،
لكن الخشوع أولى من عدم الخشوع. فإذاً: صلاة بخشوع مقدمة على صلاة بغير خشوع. وكذلك يقدم قضاء الحاجة على الصلاة.
مثال آخر: رجل اكْتُتِب في غزوة وامرأته قد ذهبت للحج بغير محرم فكيف يصنع؟ عليه أن يلحق بامرأته؛ لأن هذا أهم وأوجب وأولى من ذاك، وقد يغزو غيرُه؛
ولكن زوجته هو المحرم الوحيد لها.
[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png أن الإنسان المسلم يحتاج أن يدعو ربه بالتوفيق للصواب؛ لأن جريجاً قال: (أيْ ربِّ! أمي وصلاتي)
فالإنسان إذا تعارضت عنده مسألتان أو قولان أو رأيان ولم يدر أيهما أصوب، ماذا عليه أن يفعل بالإضافة إلى البحث والسؤال؟ أن يسأل الله أن يوفقه للقول الصواب،
(اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون،
اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) هذا الدعاء قاله النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل، يدعو الله عز وجل،
وهو النبي الذي يوحى إليه وهو أرجح الأمة عقلاً، وأعلمها بما علمه الله ومع ذلك يقول: ( اهدني لما اختلف فيه ) لاحظ! سبحان الله!
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك) نحن أولى؛ لأن الأمور تختلف علينا أكثر بكثير، فأولى أن نسأل الله إصابة الصواب.
[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]
[mark=#ffff00]و
صل اللهم على سيدنا محمد وبارك وسلم تسليما كثيرا[/mark]
[mark=#55ff00]
<><><><><><><><><><><>[/mark]