رسالة حب ، موضوع جميل جداً .. أدخل ومش هتندم ؟!!!
http://www3.0zz0.com/2013/11/12/12/883854313.jpg
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب)
صدقت يا رسول الله ، وصدق من قال أنك لا تنطق عن الهوا .. أن هذه الكلمات البسيطة تحمل معانى كثيرة وذات قيمة بداخلها . حتى ان أجدادنا الفراعنة انفسهم رأوا بأن دخول الانسان إلى جنة الفردوس أو كما أطلقوا عليها ببردياتهم حقول الايارو ، أو حتى دخوله للنار والعذاب . فإن كل ذلك يتم بعد عملية وزن القلب وليس أى عضو أخر بالجسد ، فمن علمهم هذا ، ولماذا بالاخص القلب ؟!
الحقيقة أن القلب هو المكان الوحيد بالجسد الذى يوجد به الضغائن والاحقاد ، وهو أيضاً منبع الحب والخير والرحمة والايمان .. والقلوب داخل الصدور لها نور يضيء كضوء النجوم بالسماء فى الظلام ، فمنا من هو قلبه متوهج متلألىء بالنور كالقمر ليلة البدر ، ..ومنا من هو قلبه معتم مسود مثل ظلمة القبر فى الليل من كثرة الاحقاد وحب الدنيا واللهفة عليها
أليس الله عز وجل من قالفى سورة الملك ( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )(الاية رقم 13 ) .. وأليس أيضاً هو من رؤى عنه النبى صلى الله عليه وسلم :
( إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ، ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )
رواه مسلم
هذا الحديث يدل على
قول الله تعالى: { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم }
الحجرات 13
فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى العباد لأجسامهم هل هي كبيرة أو صغيرة أو صحيحة أو سقيمة ولا ينظر إلى الصور هل هي جميلة أو ذميمة .
كل هذا ليس بشيء عند الله ، وكذلك لا ينظر إلى الأنساب هل هي رفيعة أو دنيئة ، ولا ينظر إلى الأموال ولا ينظر إلى شيء من هذا أبداً .
ليس بين الله وبين خلقه صلة إلا بالتقوى ، فمن كان لله أتقى كان من الله أقرب وكان عند الله أكرم
إذن لا تفخر بمالك ولا بجمالك ولا ببدنك ولا بأولادك ولا بقصورك ولا بسيارتك ولا بشيء من هذه الدنيا أبداً ،
إنما إذا وفقك الله للتقوى فهذا من فضل الله عليك فاحمد الله عليه . واعلم أن الأعمال بالنيات ،
كم من إنسان ظاهر عمله أنه صحيح وجيد وصالح
لكن النية هي الأصل ،
تجد رجلين يصليان في صف واحد مقتدين بإمام واحد يكون بين صلاتيهما كما بين المشرق والمغرب ، لأن القلب مختلف أحدهما قلبه غافل ، وربما يكون مرائياً في صلاته والعياذ بالله يريد بها الدنيا
و الآخر قلبه يريد بصلاته وجه الله واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبينهما فرق عظيم ، ،
وعلى ما في القلب يكون الجزاء يوم القيامة
كما قال سبحانه:
{ إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر } طارق الآية 8-9
أي تختبر السرائر لا الظواهر في الدنيا
الحكم بين الناس على الظاهر نسأل الله أن يطهر سرائرنا وإياكم .
فإذا كانت السريرة جيدة صحيحة فأبشر بالخير وإن كانت الأخرى فقدت الخير كله
وقال الله عز وجل :
{ أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور ، وحصل ما في الصدور }
سورة العاديات الآية 8-9
فالعلم على ما في القلب .
فالواجب على الإنسان أن يصلح نيته ، يصلح قلبه ، ينظر ما في قلبه من الشك فيزيله إلى اليقين
قال الله عز وجل:
{ إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب }
سورة آل عمران الآية 190
وقال تعالى :
{ إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين }سورة الجاثية الآية 3
إذا ألقى الشيطان في قلبك الشك فانظر في آيات الله ،
انظر إلى هذا الكون من يدبره ، انظر كيف تتغير الأحوال كيف يداول الله الأيام بين الناس
حتى تعلم أن لهذا الكون مدبراً حكيماً
طهر قلبك من الشرك
بأن تقول لنفسك إن الناس لا ينفعوني إن عصيت الله ولا ينقذوني من العقاب
فالذي يجلب الثواب ويدفع العقاب هو الله ،
إذا كان الأمر كذلك فلماذا تشرك بالله عز وجل ، لماذا تنوي بعبادتك أن تتقرب إلى المخلوق
والبعد عن الله، لأن الله إذا رضي عنك أرضى الناس عليك وإذا سخط عليك أسخط عليك الناس
نعوذ بالله من سخطه ومن عقابه
أسأل الله أن يطهر قلبي وقلوبكم وأن يجعلنا له مخلصين ولرسوله متبعين
تذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم ( بأن الكلمة الطيبة صدقة وتبسمك فى وجه اخيك صدقة)
وقال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم
وقال – صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان
وعن جرير بن عبدالله رضى الله عنه قال : ( ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ) رواه البخاري
قال تعالى : ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ( 6 ) الذي خلقك فسواك فعدلك ( 7 ) في أي صورة ما شاء ركبك ( 8 ) )
لماذا الغرور والتفاخر بالنفس وزج الاحقاد بين الناس ، وأنت تعلم أن مصيرك للتراب .
كم من أناس عاشوا على وجه الارض وظنوا أنهم يحسنون صنعاً ثم ماتوا وكان مصيرهم للنار وجهنم وبئس المصير .. وكم من أناس أخرين عاثوا فى الارض فساداً وبغائاً وكنا نظنهم من اهل النار ثم دخلوا إلى الجنة برحمة الله.
قال تعالى :(قُل هل نُنَبِئكم بالأخسرين أعملاً , الذين ضل سعيهم فى الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً) 103 -سورة الكهف
ألأ تتذكر قصة تلك السيدة التى حبست هرة ولا منها اطعمتها ولا هى منها اطلقتها تأكل من خشاش الارض ، فدخلت فيها النار .. وتلك الاخرى من بغايا بنى اسرائيل التى أسقت كلب يلهث فى التراب ، فغفر الله لها وأدخلها الجنة .
أن هذه الدعوة والحملة هى لتطهير قلوبنا وصفائها وأرجاعها إلى الله ، . فأنت وأنا وهى ، كلنا عائدونا إلى الله ومدفنون فى التراب ، ليس لنا من هذه الدنيا سوى اعمالنا ، فكما دخلنا عرايه سنخرج عراية لانملك من الدنيا شىء سوى العمل الذى عملناه بها .
لا تتجبر فى الارض ولا تفترى على أحد . ولا تنظر إلى أحد نظرة أستعلاء وكبرياء لان الله اعطاك ولم يعطيه ، فأنه وحده قادر على أن يعزه ويذلك ، ويعطيه ويمنع عنك . ولا تقول لهذا أنك من أهل النار وأننى وقومى من أهل الجنة ،ولا تعيب خلق الله وتقول هذا أسود الوجه وهذا ذو أسنان كبيرة ومنخار عريض وفم كبير . لاتسب هذا وتفضح هذه . فانت مسير ولست مخير ، ومصيرك محتوم فى الارض من قبل خلقك . وأن ليس لك من الامر شىء فالامر كله لله وحده وأنت لا حول ولا قوة لك ألأ بأذن الله .!!!!
تاكد أنك صافى النية مع الله من داخلك وأطرد العداوة من قلبك ، وصل رحمك ، وخالق الناس بخلق نبيك وخلق الانبياء أجمعين . فقد كانوا يقابلون بالسيئة الحسنة . وأفعل ما عليك وأترك الامر كله لله ، ولا تستعجل العطاء جزاء ما قدمت من خير ، فأنت تتعامل مع الملك ، الغنى ، المعز ، المذل ، الذى بيده مقادير السموات والارض والذى هو عطائه لا حدود كله . فهو قادر على أن يغير حالك ويصلح لك الامور كلها فى أقل من طرفة عين
أقرء معى قول الشاعر : "مسفر بن مهلهل الينبغي".
دع المقادير تـجري في أعنتها ... ولا تبيتن إلا خالي البالِ
ما بين غمضة عين والتفاتتها/انتباهتها ... يغير الله من حالٍ إلى حالِ
فكن مع الناس كالميزانِ معتدلاً ... ولا تقولن ذا عمي وذا خالي
فالعم من أنت مغمورٌ بنعمتهِ ... والخالُ من أنت من أضرارهِ خالِ
ولا يفك الرأس إلا من يـركبه ... ولا ترد المنايا كثرة المالِ
ولا تشك بأن الله عز وجل لايسمعك أو لايستجيب لدعائك ، فأنت موصول معه بروحك التى فى جسدك ..فأذا أردت أن يستجاب لك الدعاء فصفى قلبك أولاً من الاحقاد والضغائن . املأ قلبك بالايمان وزينه بالرحمة ، صل رحمك وارحم أبوك وامك وعامل زوجتك برفق وأشعر أولادك بحبك . أنظر إلى المال الذى تجمعه من أين تكسبه وفيما تنفقه . أجتهد فى عملك وأديه كما ينبغى ولا تقول أن هذا لايفعل ما عليه ولكن الله يبارك له . لا تغتر بغيرك من الناس فأنت لاتعلم كيف ستكون نهاية من تنظر أليه ، ولا تكن كقوم موسى حين خرج عليهم قارون فى أبهى زينته :
قال تعالى (( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) سورة القصص
أرحم من فى الارض إذا أردت أن يرحمك من فى السماء . أفعل كل ما عليك من واجبات وألتزامات ، ثم بعدها أرفع يدك إلى السماء وأطلب وأنت واثق من الاجابة لانك نقيت نفسك من داخلك ، كن واثقاً تمام الثقة بأن الله عز وجل سيسجيب لك أن شاء الله ، أليس هو من قال وقوله الحق {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة : 186]
ولاتنسى أيضاً قول النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الأمر ، فى حديثه الشريف :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: تليت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: " يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا" البقرة، فقام سعد بن أبي وقاص فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعاء، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما، وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به" الطبراني.
وأعرف أن من تواضع لله رفعه ، وأن من أغتر بنفسه وماله ذله الله وجعله أية للناس أجمعين.
أليس الله عز وجل من قال فى كتابه عن فرعون وقومه أجمعين حين أمتلى قلب فرعون بالغل والحقد والغيظ وهو يتحدث عن بنى أسرائيل بكبرياء (( إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (أية 59) سورة الشعراء
وهو أيضاً من قال فى كتابه عن ذو القرنين (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (أيه 85) سورة الكهف
فلقد طوى الله عز وجل له الارض من مشرقها إلى مغربها وأتاه من العلم الكثير ، ألأ أنه لم ينسب هذه الانتصارات لنفسه ولم يتفاخر بعلمه بين الناس ولم يقل كما فعل قارون من قبل ( قال إنما أوتيته على علم عندي ) أيه 78 القصص،، بل أن ذو القرنين صفى قلبه من الطمع والكبرياء فى أنساب الامور له ، فكان الجزاء هو أن نال ثواب الدنيا والعلو فى الارض بفضل الله وحسن ثواب الاخرة
اللهمأجعل هذه الكلمات لمن قرئها ومررها لغيره لينشرها فى ميزان حسناتى وحسناته .. اللهم ان كنت قد وفقت فى كتابة هذه الكلمات ، فالفضل كله لك وحدك
قال تعالى (( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى)) الانفال 17
وأخيراً ، لاتبخل فى نشر هذه الكلمات وتمريرها لغيرك كى يستفاد بها ، فقد تكون سبباً لهداية أنسان أخر وسبباً لصفاء قلبه
الله يهدينا ويهديكم أجمعين ،
