<<< يـا بُـنَيّ أَرَدْتُـك أَسـَـداً لا ثـَعْـلـَبـَاً >>>
[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]
[mark=#ffff00]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg[/mark] [mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png قيل أنه كان لأحد التجار ولد وحيد ، فلما بلغ أشده أعد له أحمالاً من البضائع النفيسة ، و أرسله يتاجر بها ،
فبينما هو سائر بأحماله ، و قد توسط البرية ، رأى ثعلباً قد شاخ و كبر حتى عجز عن المشي ولم يعد يستطيع أن يخرج من جحره إلا زاحفاً ,
فقال في نفسه : ما يصنع هذا الثعلب في حياته ؟ وكيف يقدر أن يعيش في هذه الصحراء المقفرة , وهو لا يقدر أن يصيد ؟
وبينما هو كذلك إذ بأسد قد أقبل وفي فمه كبش , فوضعه على مقربة من الثعلب وأكل حاجته, ثم تركه ؛ وانصرف ,
فأقبل الثعلب يجر نفسه إلى أن أكل ما تبقى عن الأسد , وكان ابن التاجر ينظر إليه.
فقال : سبحان الله , يرسل الرزق للثعلب وهو في مكانه لا يستطيع المشي و أنا أتعب و أسافر لأرتزق وعاد وأخبر والده بالأمر,
فقال الأب : إني أرسلتك تتجر وتتعب كي تكون أسداً تطعم الناس ,لا أن تكون ثعلباً تنتظر أن يطعمك سواك .
[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]
رغم طرافة هذه الحكاية و ربما عدم وقوعها لكن أحببت أن أجعلها مدخلا لمفاهيم ومعان بودي أن نقف عندها نتأملها جيدا
لتكون واضحة في أذهاننا فنستفيد منها و نؤصلها في أنفسنا و في الآخرين.
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png الأولى : لا تكن عالة على غيرك و اسع في الأرض
لأن ابن التاجر اعتاد أن يعيش عالة على والده، يصرف عليه و يعطيه فكان أول ما تبادر إلى ذهنه أن يصنع كما يصنع الثعلب لا الأسد
فرجع لوالده يحمل مفهوم التواكل لا التوكل و فرق بينها
ففي الأول اعتماد على الله سبحانه وتعالى لكن بدون بذل سبب إنما مجرد تمني
وفي الثانية اعتماد عليه سبحانه مع بذل الأسباب.
و هذا المفهوم يجدر بنا أن نؤصله في أنفسنا واقعيا بعيدا عن النظريات
و أن نسترشد فيه بهدي المصطفى http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg " احرص على ما ينفعك ، و استعن بالله و لا تعجز "
و أن نحذر من القعود سواء كان عن عمل الآخرة أو عن عمل الدنيا
و لقد عاب الله على الذين تخلفوا عن الغزو مع الرسول http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg " إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين "
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png الثانية : علينا أن نهجر عالم الأماني و الأحلام
وأن نخوض غمار الحياة ، لأن المطالب العالية لا تأتي بالأمنيات بل بالتضحيات
و رحم الله شوقي إذ يقول : و ما نيل المطالب بالتمني و لكن تؤخذ الدنيا غلابا
فمن كان يتوقع أن يحصل على ما يريد بمجرد أنه يعرف ما يريد أو أن يتمناه فقد أخطأ، لا بد من السعي و الطلب ،
يذكر أنتوني روبنز في كتابه قدرات بلا حدود أنه درس الأسباب التي بذلها الكثير من القادة و المؤثرين في حياة شعوبهم أيان كانت مبادئهم
سواء مبادئ اصلاحية أو تدميرية فوجد أنها وضوح الهدف و السعي الدؤوب لتحقيقه . لم يعرف أن مزرعة أثمرت بمجرد أمنيات المزارع ،
و هذا المبدأ ليس بجديد علينا أمة الإسلام لننتظر أنتوني ليخبرنا به بل هو أصيل في شريعتنا الغراء كثيرا ما أمرنا الشارع به
و من ذلك قوله سبحانه و تعالى "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ.... ،
كذلك قوله جل في علاه " وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَاكُنتُمْ تَعْمَلُونَ ....
و قول المصطفى – http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg " اعملوا فكل ميسر لما خلق له " . و هنا يجب التذكير بأنه لا بد مع العمل من الاستمرار لأن الأمور بعواقبها و خواتيمها.
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png الثالثة : الإنسان قيمته بقدر عطائه و بقدر ما يعمل
إن قيمة بما يقدمه لنفسه و للآخرين و اليد العليا خير من اليد السفلى.
اعرف أخوة كان أبوهم نجما بارزا من نجوم السياسة في الكويت و كانوا زمن حياته يجاورونه تحت الأضواء لكن بمجرد وفاته فقدوا الأضواء
و لأنهم لم يسيروا على نهج والدهم فقد أضاعوا المجد الذي بناه لهم ولأنهم لم يقدموا لأنفسهم وللناس كما قدم أبيهم
فإن الناس ابتعدوا عنهم و هذه عادة الدنيا فأخذوا يصرخون نحن أبناء فلان أين من كان يأتينا من قبل و لا مجيب .
إن قيمة الإنسان يجب أن تنطلق منه و أن يكون هو من يرسم مجد نفسه لا أن ينتظر أن يرسمه له الآخرون و لو كان أقرب قريب.
فكن يا أخي عصاميا لا عظاميا تبني مجدك بيديك ولا تجتر من الأموات أمجاد أبائك.
و لم أجد الإنسان إلا ابن سعيه ..................... فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا
و بالهمة العلياء ترقى إلى العلى ..................... فمن كان أعلى همة كان أظهرا
ابحث عن العمل الذي يناسبك و لا تتهرب من المسئوليات
فيكون حالك كحال النعامة التي قيل لها : احملي و انقلي ، فقالت : أنا طائر . فقيل لها : طيري و امرحي ، فقالت : أنا بعير.
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png الرابعة: العزيمة...الهمة العالية...الإرادة كلمات يجب أن يكون لها مساحة كبيرة في قاموس حياتنا، قال طاغور : سأل الممكن المستحيل : أين تقيم فقال في أحلام العاجز.
مع العزيمة تتصاغر العظائم و تتحقق المعجزات و تضيق دائرة الغير ممكن، بالعزيمة شيدت الحضارات و قامت الدول
و بالعزيمة انتشرت الديانات و الملل و بالعزيمة افترق الناس إلى رفيع و وضيع و بالعزيمة سيطر الإنسان المخلوق الضعيف على الدنيا و اقام بها حضارته، إذا ما طمحت إلى غاية.......................لبست المنى و نسيت الحذر
و من لا يحب صعود الجبال ....................يعش أبد الدهر بين الحفر
من فقد العزيمة فقد إكسير الحياة ،من فقد الإرادة فقد الوقود الذي يسير حياته ، من فقد الهمة العالية فقد حياته.
يجب على الواحد منا أن يشحذ همته و يجددها دائما،
فإذا عزمت فتوكل على الله
[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]
بقلم / عبدالله بن عيد العتيبي
[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]
قلت :
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png كان شيخي رحمه الله يقول لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله ........................لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.pngويقول تعالى ,
ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فالآية تشتمل على الغاية وهي الآخرة (الجنة ) , وتشتمل على أسباب الوصول إليها الإرادة -
السعي -
الإيمان
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.pngوقال http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg أَلا هَلْ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ لا خَطَرَ لَهَا ، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ تَلأْلأُ ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ ، وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ ،
وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ ، فِي مَقَامٍ أَبَدٍ ، فِي حِبَرَةٍ وَنَضْرَةٌ وَنَعْمَةٌ ، دَارٌ عَالِيَةٌ سَلِيمَةٌ بَهِيَّةٌ " ،
قَالُوا : نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : " قُولُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ
http://i35.tinypic.com/i375uh_th.png وقال http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg لمن سأله مرافقته في الجنة قال له فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ
[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]
[mark=#ffff00]اللهم صلّ على محمد وعلى ءاله وصحبه وسلّم [/mark]
[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]