وإياكم أخي الفاضل
صديقي المواطن , للأسف الشديد فإن هذا ما يسمى إلف المعصية كما قال بن القيم رحمه الله
وهي أن ينسلخ من القلب استقباح المعصية ، فتصير له عادة ، فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ، ولا كلامهم فيه .
وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتك وتمام اللذة ، حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ، ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها ، فيقول : يا فلان ، عملت كذا وكذا .
وهذا الضرب من الناس لا يعافون ، وتسد عليهم طريق التوبة ، وتغلق عنهم أبوابها في الغالب ، كما قال النبي - http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg : كل أمتي معافى إلا المجاهرون ،
وإن من الإجهار أن يستر الله على العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول : يا فلان عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا ، فهتك نفسه ، وقد بات يستره ربه .
والمعاصي مواريث ومنها أن كل معصية من المعاصي فهي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله عز وجل .
فاللوطية : ميراث عن قوم لوط .
وأخذ الحق بالزائد ودفعه بالناقص ، ميراث عن قوم شعيب .
والعلو في الأرض بالفساد ، ميراث عن قوم فرعون .
والتكبر والتجبر ميراث عن قوم هود .
فالعاصي لابس ثياب بعض هذه الأمم ، وهم أعداء الله .
وقد روى عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه عن مالك بن دينار قال :
أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك : لا يدخلوا مداخل أعدائي ، ولا يلبسوا ملابس أعدائي ولا يركبوا مراكب أعدائي ،
ولا يطعموا مطاعم أعدائي ، فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي .
وفي مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمر عن النبي - http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg - قال : بعثت بالسيف بين يدي الساعة ، حتى يعبد الله وحده لا شريك له ،
وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم .
وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلّم
كلام سليم
جزاك الله خيرا