[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]

[mark=#ffff00]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله [/mark]


[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]

[mark=#fcfc32]<<<الـخـُـشـُوعُ فيِ الـصَّـلاةِ >>>[/mark]




[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوة الإيمان والإسلام , بناء على طلب بعض الزملاء الأفاضل , بعمل موضوع منفصل عن الخشوع في الصلاة


فسيكون حديثنا إن شاء الله عن فضل الخشوع - والأمور التي تعين عليه - والأمور التي تمنعه

فضل الخشوع في الصلاة

[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><><><><><><><><><>[/mark]

قال تعالى قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ

قال ابن القيم: "علَّق الله فلاحَ المُصَلِّين بالخشوع في صلاتهم، فدلَّ على أنَّ مَن لم يَخْشَعْ فليس من أهل الفلاح

قال ابن القيم - رحمه الله -: "صلاةٌ بلا خشوعٍ ولا حضورٍ؛ كبدنٍ ميِّتٍ لا رُوحَ فيهِ،

أفلا يَسْتَحْيِي العَبْدُ أنْ يُهديَ إلى مخلوق مثلِه عبدًا ميِّتًا، أو جاريةً ميتة؟

فما ظنُّ هذا العبد أن تَقَعَ تلك الهَديَّةُ مِمَّن قَصَدَهُ بها مِن مَلِكٍ، أو أميرٍ، أو غيرِه؟!


فهكذا سواء الصلاة الخالية عن الخشوع والحضور،

وجمع الهِمَّة على الله - تعالى - فيها بمنزلة هذا العبد - أو الأَمَة - الميت، الذي يريد إهداءه إلى بعضِ الملوك؛ ولهذا لا يَقبَلها الله - تعالى - منه

قال بعضُهم: إنَّ الرجُلَيْنِ لَيكونانِ في الصَّلاةِ، وإنَّ ما بَيْنَهُما كما بين السماء والأرض

وعن عمَّار بن ياسر - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

((وإن الرجل لَينصرف وما كُتِبَ له إلا عُشْرُ صلاتِه، تُسعُها، ثُمنُها، سُبعُها، سُدسُها، خُمسُها، رُبعُها، ثُلثُها، نِصفُها))


الأمور التي تعين على الخشوع في الصلاة

[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><><><><><><><><><>[/mark]

1 - أنْ يَسْتَحْضِرَ المُسْلِمُ عَظَمَةَ البارِي - سبحانه وتعالى - وأنه واقف بين يدي جبار السموات والأرض، قال - تعالى -:

{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}

2 - أن ينظرَ المسلم إلى موضع السجود، ولا يَلتفتَ في صلاته؛ عن أبي ذر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

((لا يزال الله مُقبِلاً على العبد في صلاته، ما لم يلتفت، فإذا صَرَفَ وَجْهَهُ، انصرف عنه))


3 -
تدبُّر القُرْآنِ الكريم والأذكار التي يقولها في صلاته؛ قال - تعالى -: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}

فإذا تدبَّر المسلمُ أذكارَ الركوع والسجود، وغيرها منَ الأذكار، كان ذلك أوعى للقلب، وأقربَ للخُشُوع.


4 - ذكر الموت في الصلاة؛ عن أبي أيوب - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم

- قال: ((إذا قمتَ في صلاتكَ، فصلِّ صلاةَ مُوَدِّع))

5 - أن يهيئ المصلِّي نفسَه، فلا يصلي وهو حاقن، ولا بحضرة طعام، قال - صلى الله عليه وسلم

-: ((لا صلاةَ بحضْرَةِ الطَّعامِ، ولا وهو يدافعه الأَخْبَثَانِ))،

وأن يُزيل كلَّ ما يَشغله في صلاته منَ الزخارف والصور ونحوها؛ عن عائشة - رضي الله عنها -

قالت: قام رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي في خَمِيصَةٍ ذاتِ أعلامٍ،

فنظر إلى عَلَمِها، فلما قضى صلاته قال: ((اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جَهْمِ بنِ حذيفةَ، وائتوني بأَنْبِجَانِيِّه؛ فإنها أَلْهَتْنِي آنفًا في صَلاتي))

6 - مُجَاهَدَة النفس في الخُشُوع، فالخُشُوع ليس بالأمر السَّهْل، فلا بد منَ الصبر والمجاهدة؛

قال - تعالى -: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}

ومع الاستمرار والمجاهدة يَسهل الخُشُوعُ في الصلاة


7 - استحضار الثواب المُتَرَتِّب على الخشوع؛ عن عثمان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم

- قال: ((ما مِن امرئٍ مسلم تَحضره صلاةٌ مكتوبة،

فيُحسن وضوءها، وخشوعَها، وركوعَها، إلا كانتْ كفَّارةً لما قبلها منَ الذنوب، ما لم يُؤتِ كبيرةً، وذلك الدهرَ كلَّه
))


وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - من أكثر الناس خشوعًا في الصلاة؛ قال عبدالله بن الشِّخِّير:رضي الله عنه

"رأيتُ النبي -
صلى الله عليه وسلم - يصلي، وفي صدره أزيز كأزيز الرَّحى من البكاء"

وأبو بكر رضي الله عنه كان رجلاً بكَّاءً، لا يُسْمِع الناسَ من البكاء إذا صلَّى بهم

وعمر - رضي الله عنه - صلى بالناس وقرأ سورة يوسف، فسُمِع نشيجُه من آخر الصفوف وهو يقرأ:

{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}



موانع الخشوع في الصلاة

[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><><><><><><><><><>[/mark]

1 - رفع البصر في الصلاة عن موضع السجود :

قال رسول الله
" لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم في الصلاة أو لا ترجع إليهم أبصارهم ."

واتفق العلماء على أن رفع المصلى بصره إلى السماء منهي عنه .فهذا مما جاءت به الشريعة تكميلا للفطرة

لأن الداعي السائل الذي يؤمر بالخشوع - وهو الذل والسكون - لا يناسب حاله أن ينظر إلى ناحية من يدعوه ويسأله.

بل يناسب حاله الإطراق وغض بصره أمامه


2 - الإخلال بالركوع والسجود فمن نقر نقر الغراب لم يخشع في سجوده ، وكذلك من لم يرفع رأسه من الركوع ويستقر قبل أن ينخفض لم يسكن

لأن السكون هو الطمأنينة بعينها، فمن لم يطمئن لم يسكن ، ومن لم يسكن لم يخشع في ركوعه ولا في سجوده ، ومن لم يخشع كان آثما عاصيا .


3 - أن يكون في ثوبه أو مصلاه صوراً أو نقوشاً :

لأن ذلك يشغل بصره فيلهيه عن الذكر والتلاوة - وهو ينافي الأدب مع الله وبين يديه - فيفقد الخشوع وقد قال الله – جل وعلا – { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه }.

وقال صاحب المهذب : ويكره أن ينظر إلى ما يلهيه لما روت عائشة - رضي الله عنها - قالت : " كان رسول الله -
-

يصلي وعليه خميصة ذات أعلام . فلما فرغ قال : " ألهتني أعلام هذه اذهبوا بها إلى أبي الجهم وأتوني بأنبجانيتي "


4 - الصلاة حاقناً أو حاقباً أو حازقاً :
والصلاة حاقناً: بالنون أي بالبول . أو حاقباً : أي بالغائط . أو حازقا: أي بالريح .وذلك لنهي النبي -
- عن ذلك .

بل يستحب تجديد الوضوء لاغتنام الأجر وتحصيل الخشوع


5 - الصلاة بحضرة طعام : وللفقهاء في ذلك تفصيل متى يكره ومتى لا :

" .. توقان الطعام الحاضر أو القريب الحضور أي : اشتهائه بحيث يختل الخشوع لو قدم الصلاة عليه . و لأمره -
- : بتقديم العشاء على العشاء .

ويأكل ما يتوفر معه خشوعه . فإن لم يتوفر إلا بالشبع شبع . ومحل ذلك إن وسع الوقت أيضا وإلا صلى فورا وجوباً ".
6 - تجنب العبث ببدنه أو ثوبه أو غيره :

".. عبث بلحيته ، أو فكر بقلبه فكرا فاسدا ، أو أصلح ثوبا أو حمل صبيا أو ثقلا فهو على صلاته ،

ولا سجود للسهو عليه. ولو تجنب ذلك كله كان أخشع " .

7-
القيام على هيئة غير مشروعة :

فيحرم الاختصار – أي وضع الدين في الوسط - بل التزام السنة أدعى للخشوع لذلك قالوا :

" ويكره ... والقيام على رجل واحدة وتقديمها على الأخرى ولصقها بالأخرى حيث لا عذر لأنه تكلف

ينافي الخشوع ولا بأس بالاستراحة على إحداهما لطول القيام أو نحوه " .

8- ترك الورع والاشتغال بعلم الكلام :

كان سهل بن عبد الله يقول:" غفل في الناس أشياء، فنُزع منهم الخشوع بتركهم الورع ، ويذهب منهم العلم بإظهار الكلام ، ويضيعون الفرائض باجتهادهم في النوافل ،

ويصير نقض العهود وتضييع الأمانة وارتفاعها من بينهم علما، ويرفع من بين المنسوبين إلى الصلاح في آخر الزمان علم الخشية وعلم الورع

وعلم المراقبة، فيكون بدل علم الخشية وساوس الدنيا. وبدل علم الورع وساوس العدو. وبدل علم المراقبة حديث النفس ووساوسها.

قيل : ولم ذلك يا أبا محمد ؟ قال: يغفل في القراء دعوى التوكل والحب والمقامات ، ترى أحدهم يصوم ويصلي عشرين سنة ،

وهو يأكل الربا، ولا يحفظ لسانه من الغيبة ولا عينه وجوارحه مما نهى الله عنه "

[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]

[mark=#ffff00]اللهم صلّ على محمد وعلى ءاله وصحبه وسلّم [/mark]

[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]