منع نقل المصابين بسيارات الإسعاف.. الأمن يعتدي على تلاميذ مدرسة "الجزيرة" بالعصى الكهربائية ويعتقل أولياء الأمور وصحفيين وينزع أحجبة السيدات

الإسكندرية - أحمد حسن بكر (المصريون): : بتاريخ 24 - 9 - 2008 اعتدى جنود الأمن المركزي بالضرب على تلاميذ مدرسة "الجزيرة"، أثناء احتجاجهم صباح أمس على إغلاقها، وقاموا باستخدام العصي الكهربائية الذين لا تتعدى أعمارهم 8 سنوات بالعصي المكهربة المحرمة دوليا.

كما أطلقت الغازات المسيلة للدموع على العشرات من التلاميذ وأولياء أمورهم، ما أدى إلى إصابة إلى إصابة عدد كبير من أولياء الأمور بجروح خطيرة نقل بعضهم للعلاج بمستشفيات العجمي الخاصة، بعد أن رفضت قوات الأمن المركزي السماح لسيارات الإسعاف نقل المصابين.

كما قامت قوات الأمن بتعرية العديد من أمهات التلاميذ من ملابسهن، ونزع أغطية الرأس والحجاب من فوق رأسهن وتركهن بالشارع عاريات أمام المارة، كما نزعت ملابس العديد من أولياء الأمور، وأبقتهم بملابسهم الداخلية بعد القبض عليهم وتقييد أيديهم.
وبلغت الحصيلة الأولية للمعتقلين من أولياء الأمور والصحفيين 12 شخصا، تم احتجازهم بقسم شرطة الدخيلة، تمهيدا لعرضهم على النيابة العامة بعدة تهم من بينها التظاهر والتحريض علية، وتعطيل حركة المرور، والاعتداء على رجال الشرطة.

ومن بين أسماء المعتقلين حسام منير ناظر المدرسة، وشقيقة هشام منير، وحسام الوكيل الصحفي بجريدة "الدستور"، ومحمد داوود الصحفي بموقع "أمل الأمة"، وحمادة عبد اللطيف، محمد عبد الصمد، محمد عبد الغفار، ماهر عبد الغفار، حسين عز الدين، كما تم اعتقال الصحفية سميرة فراحي من جريدة "وطني" لعدة ساعات، بعد مصادرة كارت الكاميرا المحمل عليه الصور الخاصة بالاعتداءات.

كما استولت قوات الأمن على العشرات من التليفونات المحمولة غالية الثمن من أولياء الأمور بحجة منعهم من التصوير، وسلموها للضباط الذين احتفظوا بها لأنفسهم.
وكان أولياء الأمور قد تجمعوا أمس بأولادهم أمام مبنى المدرسة المغلق بمنطقة العجمي والمحاصر بقوات الأمن المركزي للاحتجاج السلمي، وإقامة قاعات درس للتلاميذ في الشارع أمام المدرسة المغلقة للتعبير عن مدى الظلم الذي وقع عليهم.

وعلمت "المصريون" أن مباحث امن الدولة أعدت قائمة تضم عددا من الأسماء التي سيتم اعتقالها، تنوى تنفيذها خلال إجازة العيد أو حتى قبيل عيد الفطر، وقد شملت طلعت فهمي رئيس مجلس إدارة المدرسة، بهدف إحباط احتجاجات أطفال المدرسة وأولياء أمورهم على غلق مدرستهم الأسبوع الماضي بقرار من محافظ الإسكندرية غير مسبب، وبدون سند من القانون.

وكشف فهمي لـ "المصريون" في اتصال هاتفي صباح أمس عن استدعاء أمن الدولة له أمس الأول وتحريضه على إقامة دعوى قضائية ضد محافظ الإسكندرية للمطالبة بحبسه وعزله من وظيفته لعدم تنفيذه حكم محكمة القضاء الإداري الأسبوع الماضي في الدعوى رقم 15553 لسنة 62 قضائية، والتي قضت بإلغاء قرار محافظ الإسكندرية رقم 534 لسنة 2008 الخاص بإلغاء مدرسة "الجزيرة".

وقال إنه شعر أن ضباط مباحث أمن الدولة يريدون توريط المحافظ اللواء عادل لبيب وحده في قضية غلق المدرسة، مؤكدين له أن استصدار حكم قضائي بحبسه هو السبيل الوحيد لإعادة فتح المدرسة.

وكانت قوات الأمن المركزي أغلقت المدرسة المذكورة وشمعتها بالشمع الأحمر الثلاثاء قبل الماضي بناء على قرار محافظ الإسكندرية المشار إليه.

وسبق أن قامت قوات الأمن المركزي المدعومة بالجرافات، يرافقها عدد من ضباط مباحث امن الدولة ورئيس حي العامرية وقتها اللواء محمد المنيسى بهدم مبنى مدرسة "الجزيرة" الذي كان يقع على مساحة 6 آلاف متر في الكيلو 26.5 قبلي طريق إسكندرية – مطروح، حيث تم تسويتها بالأرض قبيل بدء العام الدراسي عام 2005.

وتعللت أجهزة الأمن وقتها بأن المدرسة بنيت بدون الحصول على التراخيص اللازمة، إلا أن صاحب المدرسة قدم للقضاء الإداري كافة الموافقات على إنشائها، والتي تمثلت في خطاب من هيئة التخطيط العمراني بتاريخ 25 أغسطس 1999 بأن المنطقة مخططة، وكذا موافقة محافظ الإسكندرية على إنشاء المدرسة الصادرة في 18 يناير 2002، وموافقة جهاز حماية أملاك الدولة على إصدار ترخيص البناء في 25 فبراير 2004.

كما تضمنت حافظة الموافقات التي قمتها إدارة المدرسة للمحكمة موافقة اللجنة العسكرية للقوات المسلحة بالمنطقة الشمالية على السير في إجراءات الترخيص، وأيضا موافقة هيئة الأبنية التعليمية على الترخيص المبدئي للمدرسة بتاريخ 3سبتمبر 2002.
فضلا عن قرار تنفيذي رقم 50 لسنة 2004 لوكيل أول وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية بتشغيل المدرسة، وإخطار كافة الجهات المعنية بذلك، كما صدق اللواء محمد عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية على التشغيل بتاريخ 12 مايو 2005، وانتظمت المدرسة بعد ذلك في العمل لعام دراسي كامل، وكذا أعمال التنسيق للعام الدراسي 2005/ 2006.

وكانت معلومات قد تسربت وقتها تؤكد أن جمعية أهلية لرعاية المعاقين بمنطقة برج العرب هي التي أبلغت السفارة الأمريكية بالقاهرة بأن هناك مدرسة دينية أقيمت بمنطقة نائية قبلي طريق إسكندرية مطروح على غرار المدارس الدينية الباكستانية، وأن الدراسة تعطل فيها وقت الصلاة.