الاخوة و الاخوات الكرام أسعد الله مسائكم بكل الخير ...
ووقاكم ووقانا من شر الطريق و شر انفسنا ....
----------------------------
منذ قليل عدت من رحلة عمل الي مدينة بورسعيد و أنا في قمة الضيق و الكأبة من هول ما رأيت من حوادث متعددة اليوم و كانت المفاجأة و أنا أشاهد تقريرا أخباريا عن مقتل أكثر من 60 شخص خلال ال 48 ساعة الماضية فقط في حوادث طرق شاهدت أحداها اليوم بنفسي
و بالبحث و متابعة الاخبار أندهشت عندما عرفت ان مصر تحتل المركز الاول عالميا , بالظبط كده الاولي عالميا و لكن ليس في أنتاج السيارات أو طول شبكات الطرق أو أنخفاض معدلات الحوادث
:dontudear:
مصر الاولي عالميا في حوادث الطرق وفق أحدث تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية ليصل عدد القتلي علي الطرق المصرية العام الماضي نحو 13,000 و المصابين زهاء ال 60,000 بأجمالي خسائر مادية بلغت 25 مليار جنيه و بمعدل 36 قتيل يوميا
هذا العدد يفوق بكثير عدد قتلي المصريين في حرب أكتوبر
فما هي أسباب حوادث الطرق في مصر و أرتفاع معدلات الضحايا بهذا الشكل
---------------------------------------
أولا.. العنصر البشري :
تفيد العديد من الدراسات بأن العنصر البشري يتحمل العبء الاكبر من مسببات حوادث الطرق حتي و أن أنتفت باقي العوامل المسببة للحوادث من طرق و طقس و خلافه و علي هذا أستطيع أن أخطاء العنصر البشري في مصر تتسبب في الحوادث بقدر كبير للأسباب التالية :
1- عدم الوعي و الالمام بقواعد القيادة و المرور في مصر و الكثيرين يحصلون علي رخصة القيادة بدون وعي أو أختبار حقيقي
2- الاهمال و التسرع و القيادة المتهورة
3- الاجهاد و التعب أثناء القيادة و فقدان التركيز
4- عدم الالتزام بتعليمات المرور مثل القيادة أثناء التحدث في التليفون المحمول و عدم الالتزام بالسرعات المقررة و السير عكس الاتجاه و الحمولات الزائدة
ثانيا.. السيارات :
تدخل السيارة كعنصر اخر مسبب للحوادث خاصة عندما تكون السيارات غير مطابقة للمواصفات الفنية أو بها عيوب فنية تتسبب في وقوع الحوادث و مثال علي ذلك :
1- سيارات النقل و المقطورات المصنعة محليا بدون مراعاة لمواصفات الامان و السلامة
2- السيارات التي يتم أستيرادها من الخارج بدون مراعاة لوجود وسائل الامان
3- أستخدام قطع الغيار المقلدة بدون مراعاة للمواصفات الفنية السليمة
4- الاهمال في الكشف علي السيارة قبل التحرك و عدم أجراء الصيانات الدورية بشكل صحيح
ثالثا.. الطرق :
من الشائع من ضمن ما كان يتردد و يتباهي به أنصار النظام السابق هو البنية الاساسية و تحديدا شبكة الطرق التي هي من أهم بل أكاد أجزم أنها السبب الرئيسي لهذا الكم من الحوادث و أزهاق أرواح ألاف الابرياء
فالطرق المصرية في معظمها في حالة سيئة و متردية و مصممة بدون وعي هندسي أو طبقا للمواصفات العالمية و دون مراعاة للأمان و السلامة
فمثلا تجد المنحنيات بشكل خاطئ مما يتسبب في أنقلاب السيارات و خاصة الشاحنات كما تجد ظاهرة هبوط طبقات الطريق مما يعرض السيارات لخطر الانحراف و فقدان السيطرة عليها بالاضافة لعدم وجود اللوحات الارشادية و التحذيرية و الاضائة المناسبة للطريق
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...anax7ivp3dmuxw رابعا.. غياب الرقابة و القانون:
التجاوزات في سلامة الطرق و صيانتها و تجاوزات العنصر البشري و الاهمال في السيارات تأتي جميعها كنتيجة لغياب القانون و عدم الرقابة و المحاسبة
فرجال المرور للأسف يغضون الطرف عن تجاوزات سائقي النقل من القيادة بسرعات فوق السرعات المقررة و السير بحمولات زائدة كما أنهم يتغاضون عن مخالفات سائقي الميكروباص من سير بسرعات جنونية و سير عكس الاتجاه و التوقف في غير المواقف المخصصة لهم و القائمة طويلة
كما تشمل عدم الرقابة عدم فحص السيارات عند تجديد تراخيصها و السماح لسيارات غير مطابقة للمواصفات بالسير دون أدني عقوبة
بالاضافة لعدم تطبيق القوانين ضد المخالفين بل و عدم ألتزام القائمين علي تنفيذ القانون أنفسهم من رجال شرطة و قضاء بالمخالفات الصريحة و الفجة
ثم يأتي غياب الدولة من أنعدام الرقابة علي الطرق و عدم الاهتمام بصيانة الطرق بل عدم وجود قوانين أو تشريعات تنص علي وجود مواصفات قياسية للطرق و السيارات و قطع الغيار
-----------------------------------------------------
بعد معرفة و تحليل أسباب ظاهرة الحوادث التي تتسبب في خسائر مادية تقدر بحوالي 25 مليار جنيه و هو مبلغ ضخم جدا لو أهتمت الدولة بانفاق نصفه بشكل صحيح علي شبكة الطرق و تحسين وسائل النقل لتبدل الحال تماما
فكيف يمكن حل تلك المشكلة المزمنة و تحويل قطاع النقل و المواصلات الي قطاع منتج علي أسس سليمة و أمنة تسهم في التنمية و دفع عجلة الانتاج :
1- اسناد تصميم الطرق و تخطيطها الي المتخصصين من أساتذة الجامعات بل طرح مشروعات الطرق كمشروعات تخرج لطلبة كليات الهندسة ليتم أعداد التصميمات و الدراسات وفق أحدث النظم و القواعد الدولية
2- فرض رسوم علي الطرق بهدف توفير الصيانة و الخدمات لتلك الطرق
3- وجود مواصفات للطرق يتم الاستلام علي أساسها من الشركات المنفذة
4- تطبيق عقوبات رادعة علي المخالفين من المقاولين و الشركات المنفذة و القائمين علي الاستلام من طرف الجهات الحكومية
5- نشر الوعي المروري بين المستخدمين من خلال وسائل الاعلام و الدورات التثقيفية
6- مراجعة القوانين و التشريعات الخاصة بالمرور و تطبيقها بمنتهي الحزم و تغليظ العقوبة علي القائمين علي تنفيذ القانون في حالة مخالفتهم
7- مراجعة رخص القيادة الصادرة و أعادة أختبار كل قادة السيارات علي أسس سليمة
8- أصدار مواصفات خاصة بالسيارات المسموح بأستيرادها بحيث يتوافر الحد الادني من عوامل الامان و السلامة بها
9- الاهتمام بتحسين وسائل النقل العامة بحيث تصبح بديلا للسيارات الخاصة
10- الاهتمام بالنقل النهري لنقل البضائع و الركاب ليكون بديلا منخفض التكلفة عن النقل البري و لتخفيف الضغط علي شبكات الطرق
تلك بعض الافكار و المقترحات في ظل تلك الدراسة المصغرة للمشكلة و في أنتظار أرائكم و أفكاركم علي أمل أن يتبني منتدي نايل موتورز بوصفه المنتدي الرائد في مجال السيارات بمصر مبادرة للقضاء علي ظاهرة نزيف الاسفلت تلك
مع خالص تحياتي
م/ سمير الشهاوي