[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]

[mark=#ffff00]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله[/mark]

[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]

الإخوة والأخوات الأفاضل , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تعوذ الحبيب من عذاب القبر، وجعل ذلك سنة وذكر في كل صلاة؛

روى الإمامان البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله كان يدعوا بعد التشهد وقبل التسليم من كل صلاة

اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال

فلئن كان الرسول يستعيذ من عذاب القبر، فنحن من باب أولى.
لقد تعوذ الرسول من هذه الأربع وجعلها ذكرا بعد التشهد الأخير من كل صلاة؛

تعليماً لأمته وبيانا لشدتها،
وإلا فهو
حفظ من كل الفتن وليس له إلا أعلى درجات النعيم في القبر والحشر وفي الجنة

[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]

وضمَّةُ القبرِ أوَّلُ ما يلاقيه الميتُ في عالم البرزخ ،
وقد جاءت بإثباتها نصوص صريحة صحيحة عن النبي
،
1 - عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال

( إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ )

رواه الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة "

2 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله

قال عن سعد بن معاذ رضي الله عنه حين توفي


( هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ

لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ
)


صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح النسائي ".

[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]

والأدلة على إثبات عذاب القبر ونعيمه كثيرة نذكر منها:
1- ما في الصحيحين ومسند أحمد وأبي داود والنسائي من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي قال

: " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه يسمع قرع نعالهم

أتاه ملكان، فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ -لمحمد-

فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله،

فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما،

ويفسح له في قبره سبعون ذراعاً،

ويملأ عليه خضراً إلى يوم يبعثون. وأما الكافر أو المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل ؟

فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطارق من حديد ضربة

بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه".
فقوله
: (يسمع قرع نعالهم - فيقعدانه - ضربة بين أذنيه - فيصيح صيحة - حتى تختلف أضلاعه )

كل ذلك دليل واضح على شمول الأمر للروح والجسد.
2 - وروى الترمذي رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بسند حسن أن النبي

قال: " إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، فيقولان:

ما كنت تقول في هذا الرجل، فيقول: ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله

وأن محمداً عبده ورسوله،

فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين، ثم ينور له فيه،

ثم يقال: نم. فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم . فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب

أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقاً قال: سمعت الناس يقولون قولاً

فقلت مثله ، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه،

فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذباً، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك
".

فقوله: "فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه " صريح في ذلك.

3 - وعند أحمد من حديث عائشة بسند حسن :" فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع،

وإذا كان الرجل السوء أجلس في قبره فزعاً"


4 - وفي حديث البراء بن عازب الطويل

الذي رواه أحمد وأبو داود وابن خزيمة والحاكم وغيرهم رحمهم الله بسند صحيح

وأوله: "إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة،

نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه
"

وفيه: " يحملونها (الروح) في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط… ويصعدون بها...

فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في علين، وأعيدوا عبدي إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم

ومنها أخرجهم تارة أخرى، فتعاد روحه، فيأتيه ملكان فيجلسانه
…… وفيه: " فيفسح له في قبره مد بصره "

. وفيه عند الحديث عن العبد الكافر وأن الملائكة تصعد بروحه فلا تفتح له أبواب السماء "

فيقول الله: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحاً،

فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه
……" وفيه:

" ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه" ، وهذا صريح في أن الروح مع الجسد يلحقها النعيم أو العذاب.

وأما الدليل على أن النعيم قد يلحق الروح منفردة عن البدن

فهو في ما سبق من كون الروح تصعد إلى السماء

وتفتح لها أبواب السماء ، وأيضاً: روى أحمد والنسائي وابن ماجه من حديث كعب بن مالك

أن النبي
قال:"إنما نسمة المؤمن طائر معلق في شجر الجنة، حتى يبعثه الله إلى جسده يوم يبعثه".

فمجموع النصوص يدل على أن الروح تنعم مع البدن الذي في القبر، أو تعذب، وأنها تنعم في الجنة وحدها.

ومما ينبغي التنبيه عليه أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ،

فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه

إن لم يتجاوز الله عنه، قبر أم لم يقبر ، فلو أكلته السباع،

أو حرق حتى صار رماداً، أو نسف في الهواء،

أو أغرق في البحر وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل من المقبور،

قاله ابن القيم رحمه الله

والله أعلى وأعلم.


[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]



[mark=#55ff00]<><><><><><><><><><><>[/mark]