و انا بتصفح كتاب (كابتن مصر) عجبني الجزء ده وبرغم طوله .. قولت اكتبه هنا ونعلق عليه -----------------------------------------------------
بلاش اكل في الشارع !!
وصية امي اللي اكل بيها دماغي .. واللي هتبطل تقولها لو قدرت اقنعها ان اكل الشارع احلى من أكل البيت ...
بالمناسبه ليه اكل الشارع احلى من اكل البيت ؟؟
في البيت قائمة الطعام اجباريه ...
انا : عامله ايه النهارده يا ماما ؟
ماما: عامله كوسه
انا(بوقاحة كلب البحر ) : بس انا مابحبش الكوسه
ماما : حرام ماتقولش مابحبش الكوسه علشان ديه نعمة ربنا
انا : امال اقول ايه ؟
ماما : قول الكوسه مابتحبنيش
انا : طيب بما ان الكوسه مابتحبنيش .. هاكل ايه انجزي ؟
ماما : فيه باميه من امبارح
انا : بس انا مش متأكد اذا كانت الباميه بتحبني ولا لأ
في الشارع قائمة الطعام اختياريه .. وهي قائمه تشبه مصباح علاء الدين الذي يقدم لك (كل اللي نفسك فيه ) ...
في البيت .. كنت اعتقد حتى وقت قريب ان الميزه الوحيده في أكل البيت انه ببلاش
وكنت اعتقد ان مجانية الطعام هي حق دستوري مكفول للمواطن الأبن ..
ولم أسأل نفسي يوما من الذي يكفل بثمن الوجبات الرئيسيه بكل ما فيها من لحوم و طيور وباشميل وسمن بلدي
الى ان صرت اعيش بمفردي و اكتشفت ان نصف ميزانيتي يضيع على الطعام فدعوت لأبي كثيرا
ربما المجانيه هي التي جعلت اكل المنزل بلا طعم ... بينما اكل الشارع ( اللي بدفع فيه فلوس ) له جاذبيه خاصه .. حيث يمنحك شعورا قويا بالأستقلال و بانك بقيت بني أدم كبير و مسئول عن نفسه وحر في قراراته ويقدر يعمل اللي هوه عايزه (بفلوسي يا كلاب ) :D ... هذا بالاضافه اللحظه الي تشعر فيها برجولتك مشرقه و انت بتدفع ال Tips
في البيت هناك الكثير من الممنوعات على السفره ... ممنوع عمل صوت و انت بتاكل .. ممنوع الملح الكتير علشان ماتتعودش عليه ... كفايه رز علشان ما تتخنش ..بلاش المايونيز و الكاتشب و الكلام الفاضي ده ... ممنوع مايه على الأكل علشان بتعمل كرش ... (والكرش هايخليك كلب البحر بجد ) ... ممنوع البيبسي علشان بيبوظ القيمه الغذائيه ...
في المطعم مستحيل ان تجد الويتر يطلب منك الا تأكل بصوت عالي و من رابع المستحيلات انه يقولك مافيش بيبسي على الأكل ..
في البيت .. من الوارد ان تسمع كلمة (خلص ) .. الفراخ البانيه خلصت ... او مافيش مسقعه تاني دول كانوا اخر شويه .. او الكنافه خلصت ( ما انت رايح جاي طول النهار عليها .. أو هو فيه حد داقها غيرك ؟؟ )
في المطعم مافيش حاجه اسمها الاكل خلص طول ما المطعم مفتوح
كل الفروق اللي فاتت ليها حل ... لكن اللي مالوش حل فرق الطعم .. وهو الفرق الذي يثير جنوني دائما ... تقضي امي يوما كاملا في اعداد الكشري داخل البيت .. انه نفس كشري الشارع بكل ما فيه من ارز و مكرونه وصلصه ( مش اختراع يعني ) ...
ولكن سبحان الله طبق الكشري بتاع (كشري حماده ) به من النكهه والطعم و التحبيش ما يجعله يتفوق على كشري امي تفوق برشلونه بكامل نجومه على الأهلي بكامل محترفيه ..
والكلام نفسه يطبق على الطعميه و المكرونه بالباشميل .. حتى ساندويتشات البيض بالبسطرمه ...
سألت نفسي كثيرا ... ماالذي يجعل طعم الوجبه الواحده مختلف في الشارع عن البيت ؟
و ما الذي يمنح الوجبه الشوارعي الطعم الأجمل ؟؟
قال لي البعض انه رزق بائعي طعام الشارع .. ولم اقتنع .. و اخرون قالو لي انه سر الخلطه فهناك محلات للطعام تستخدم خلطه مركبه من بعض التوابل تمنح الاكل هذا الطعم المتميز
وقد اقتنعت بهذا التفسير .. وزاد شوقي لمعرفة سر هذه الخلطه .. وهو سر لايمكن الوصول اليه الا بأختراق المطبخ وظلت هذه الامنيه معلقه الى ان تحقق الحلم
أحد اصدقاء خالي يعمل مديرا لمطعم متخصص في الساندويتشات ... قابلته يوما ما و طلبت منه ان يحقق لي امنية دخول المطبخ .. تردد في البدايه و لكنه عاد ووافق
فدخلت المطبخ و اخذت ركنا منزويا فيه .. ثم اخذت نفسا عميقا وقررت التركيز فيما يصنعه الطباخون لمعرفة سر الخلطه ...
خلال الدقائق الأولى لم المح شيئا مختلفا لكن بعد قليل لفت نظري ان الشخص الذي يقف على الجريل يتصبب عرقا بفعل الحراره ولاحظت بعض قطرات العرق تتساقط فوق قطعة الهامبورجر الموضوعه على الجريل وبعض القطرات سقطت على الجريل نفسه (وعملت تش ) وتصاعد من هذه ( التش ) بخار ابيض اللون ( اكاد اجزم انه مالح الطعم ) .... بمناسبة ( التش ) بيقولك مره انبوبه انفجرت في قهوه عملت ( بُن )
:D
ثم راقبت الرجل الذي يقطع حبة الطماطم ليضعها وساده لقطعة الهامبورجر التي تشبعت بالعرق .. كان يقطع بمهاره ونزع عنها الجزء العلوي و القاها في سلة القمامه القريبه منه .. لكنه اخطأ الهدف فقام بالتقاطها من الارض بيده و القاها في سلة القمامه بعد ما عدل وضعية السله بحيث ( الحاجات تيجي فيها علطول ) .. ثم عاد الى شرائح الطماطم دون ان يغسل يده طبعا و استكمل مهمة التقطيع ...
على الناحيه الاخرى كان الشخص المسئول عن قلي البطاطس ( واضح ان الطلب كان كومبو) .. كان هذا الشخص يقوم بصب الزيت في القلايه من جركن ضخم عديم الملامح
عندما دققت في بقايا الكتابه الموجوده استطعت ان اميز شعار (Mobil 1 ) :D
عدت بنظري الى الشخص المسئول عن حشو الساندويتش فوجدته يسحب ملعقه ملقاه على الرخام ويستخدمها في دهان قلب رغيف الخبر بالمايونيز ثم القاها على الرخام مره اخرى .. ثم قام برص شرائح الطماطم بيده .. ثم رش فوقها بعض الملح و الفلفل .. ولكن يبدو انه افرط في استخدام الفلفل الاسود الامر الذي جعله (يعطس ) بقوه في الساندويتش :D
على مقربه منه لاحظت الرجل الذي يقوم بتقفيل الساندويتش ولفه في ورقه عليها شعار المطعم و اعجبت بسرعته في انجاز المهمه ... لكنني لم افهم لماذا كانت اظافره طويله ومتسخه بهذا الشكل ؟؟
بعدها خرجت ومعدتي تؤلمني ... و بالمصادفه وجدت الشخص اللي طالب الساندويتش اللي كان بيتعمل و بيستلمه وبدأ في التهامه بنهم شديد وسعاده بالغه ( لدرجة اني حسيت انه هيلطم على خدوده من كتر جمال الساندويتش ) ... :D
شكرت صديق خالي و عدت الى المنزل و انا افكر في سر الخلطه ...
الحقيقه انني لم اشاهد خلطه سريه من اي نوع .. كل ما شاهدته هو تنويعات على فكرة القذاره
وهنا لمعت في رأسي فكره انه ( ربما ان تكون القذاره هي الخلطه السريه التي تمنح أكل الشارع هذا الطعم الشهي ) .... وهنا هاجمني سؤال أهم
هل للقذاره كل هذا الطعم الجميل الذي نعشقه ... وفي مقابل ذلك نرفض اكل البيت النظيف ؟؟؟؟؟
المفضلات