قبل الكلام عن قضايا الشرق الأوسط فان فوز اوباما يشكل تغير ساحق فى توجه فكر المواطن الامريكى ، الذى كان حتى خمسين سنة مضت يؤمن بان الانسان ذو البشرة الداكنة اقل منه فى سلم التطور ، ثم ياتى انتخاب اول رئيس امريكى اسود فى ضربة ساحقة للعنصرية فى العالم فى وقت يمر فيه العالم بقترة عصيبة من التطرف العنصرى اليمينى والذى اشعله وصول كتلة بوش اليمينية الى الحكم واحداث 11 سبتمبر والتى ادت الى تفاعل انشطارى متسلسل ولد العديد من التوجهات العنصرية اليمينية المتطرفة فى اوروبا والدول العربية وايران وتركيا وافغانستان واسرائيل وفلسطين واسفرت موجة التطرف والعنصرية عن حروب دامية فى افغانستان والعراق وفلسطين ناهيك عن خسائر امريكا فى حادث برجى التجارة وخسائر اوروبا فى حوادث التفجير ، وخسائرنا فى حوادث الارهاب التى عادت تطل بوجهها القبيح فى سيناء
والآن فانه كما ادى وصول المحافظين الجدد ذوى الميول اليمينية المتطرفة الى سده الحكم فى اكبر دولة فى العالم منذ ثمانية سنوات الى تولد موجة يمينية غطت العالم كله،فان الاختيار المتعقل الحالى للشعب الأمريكى والذى اعلن صراحة انه يرفض اليمينية من خلال رفضه لمرشح الحزب الجمهورى، ويرفض العنصرية من خلال ترشيحه لأول رئيس داكن البشرة، ليس فقط لأكبر دولة فى العالم ولكن اول رئيس داكن البشرة لدولة ذات اغلبية عددية بيضاء (فى جنوب افريقيا الغالبية العددية سوادء برغم تحكم الأقلية البيضاء فى معظم مصادر الدخل)، يعد سابقة اخلاقية ستدخل بيها امريكا التاريخ الانسانى، نأمل ان يودى هذا التوجه الليبرالى الى انحسار موجة العنصرية فى العالم وانتشار فكر التسامح وقبول الآخر
المفضلات