مصر.. تصادم مروع على الطريق الدائري وأنباء عن وقوع ضحايا
محيط ـ عادل عبد الرحيم حادث تصادم على الدائري ـ أرشيف
وقع تصادم مروع على الطريق الدائري في اتجاه المعادي قرب كارفور ـ جنوب العاصمة المصرية القاهرة ـ وأصيبت حالة المرور على الطريق بالشلل التام بسبب وقوف كثير من أصحاب السيارات لمشاهدة الحادث مما أدى لتعطل جهود الإنقاذ ووصول سيارات الإسعاف التي لم تتمكن من اختراق الجزيرة الوسطى الفاصلة بين الاتجاهين، فيما تبرع عدد من المواطنين ـ بينهم أطباء ـ لمحاولة إجراء إسعافات أولية لحين وصول الإنقاذ.
وقع الحادث في حوالي الساعة التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء الموافق 4 نوفمبر 2008 حيث اختلت عجلة القيادة من سائق السيارة الأولى بسبب عطل في مكابح الأمان "الفرامل" مما أدى لعدم سيطرته عليها ليصطدم بالسيارة التي كانت تسير أمامه، وبسبب سرعة الطريق المفتوح وتدافع السيارات تصادم عدد آخر من المركبات المسرعة.
ويعتبر الطريق الدائري من أكبر الطرق التي تربط محافظات القاهرة الكبرى، فطوله يصل إلى 100 كيلومتر، ويمر عليه أكثر من 150 ألف سيارة يوميا في ظروف مرورية قاسية، فأعمدة الإنارة متهالكة، والإضاءة منعدمة ليلاً، والرقابة المرورية غير موجودة وسيارات الإسعاف و”أوناش” السحب مختفية تماما، وكل هذا كان وراء ارتفاع معدلات الحوادث على الطريق الدائري.
وتشير المعلومات إلى إن المشكلة الأكبر التي تواجه السيارات عند حدوث أي عطل هي السرعة الفائقة للسيارات المارة، ما يتسبب في وقوع حوادث كثيرة وبالتالي زيادة خسائر الصدمات، موضحا أن الطريق بلا إسعافات والمسافة بين المواقع السكنية كبيرة جدا، وأغلب الحوادث تكون بسبب تعطل السيارات في جهة اليسار والمفروض أن تنقل بسرعة إلى اليمين بواسطة “الونش”، لأن السيارات التي تأتي من اليسار تكون سرعتها جنونية. حوادث السيارات لا تنتهي
وتلعب المطبات العشوائية دورا مهما في زيادة أخطار الطريق الدائري فكثيرا ما تتسبب في وقوع حوادث، بالإضافة إلى السرعة الجنونية لسائقي السيارات الملاكي، ورغم ذلك فإنه لا غنى عن استخدام الطريق الدائري بسبب زحام الشوارع الخانق ، وذلك برغم خطورته حيث يطلق عليه الجميع طريق الموت لكثرة الحوادث اليومية.
وتشير احصاءات الإدارة العامة للمرور إلى أن تجاوز السرعة المحددة يكون دائماً من سائقي سيارات الملاكي، بالإضافة إلى أن سيارات النقل الثقيل تسير في الجانب الأيسر وهذا مخالف، حيث إنه لابد أن تسير في الحارة اليمنى هذا بخلاف كثرة المطبات المنتشرة على طول الطريق، كما أن هناك إهمال بالغ من قبل المسئولين بوزارة النقل ومحافظة القاهرة بسبب عدم صيانة الطريق الدائري من أعمال رصف وإنارة حتى الإسعافات الأولية غائبة.
ويوضح د. محمد يسري أستاذ هندسة تخطيط النقل والمرور بكلية الهندسة جامعة الأزهر في حديث لصحيفة "الخليج" الإماراتية: أن السبب وراء حوادث الطريق الدائري هو السلوكيات، وأكثر شيء منضبط في هذا الطريق هو التصميمات الإنشائية بالمشروع الهندسي، مؤكدا إن نسبة الخلل في تنفيذ الطريق لا تتعدى ال5% أما الأخطاء البشرية فتمثل 75% والمركبات 20% فالصيانة الرديئة تؤدي إلى خلل مفاجئ وهنا تقع المسؤولية الأكبر على عاتق مالك الطريق المتمثل في الدولة، ويجب عدم افتتاح أي طريق إلا بعد تنفيذه بشكل جيد.