الموضوع: تخيلوا معايا كده لو كان برنامج باسم يوسف لسه شغال

العلماء لهم هيبة في نفوس البسطاء. زي التماثيل الضخمة في الميادين لها هيبة ورمزية في نفوس اصحاب فكرة "الدولة الحديثة" أمريكا لما دخلت العراق هدمت تمثال صدّام حسين لأنه رمز لدولة صدّام حسين. وبالمثل في كل الحروب تجد هدم الرموز والنصب التذكارية مهم جدا لأنها تؤثر في النفوس. تمثال صدام حسين مش هو صدام حسين نفسه, وتمثال الحرية مش هو أمريكا, وسجن الباستيل مش هو الملك لويس السادس عشر لكن لهم رمزية اكبر بكثير.

بالضبط نفس الفكرة. كانت السخرية من السمت الأزهري في السينما في الخمسينيات وما تلاها, كان كل فيلم لازم فيه لقطة لمعمم أزهري بيتم السخرية منه, أو ملتحي يتم التندر عليه او إظهاره في هيئة مزرية لترسيخ الصورة الذهنية دي في نفوس السفهاء من المتابعين.

الباسم يوسف كان له دور مشابه, سواء بعلمه أو عن جهل -وأنا أشك في جهله- باسم كان الوسيلة اللي ادخلت الايحاءات الجنسية الفاضحة لبيوت ملايين البسطاء, لما تلاقي أب يسمح لبنته أو زوجته أو أخ يسمح لأخته انها تبقى بجواره وتسمع للايحاءات الفاضحة دي و يسمع ضحكها وهي بجواره ولا يبالي, دا أب - او زوج او اخ- لا يمكن وصفه الا بوصف الرجل الذي لا يدخل الجنة.

ناهيك عن الفكرة الرئيسة وهي هدم الدين. أمثلة (هدم الدين) كمثال السخرية من رجل أزهري والتشنيع عليه بفعلة قوم لوط دا اسمه هدم للدين مش هدم لرموز الدين, اقتطاع أقوال العلماء ونسبها للدين زورا وبهتانا دا اسمه هدم للدين مش هدم لرموز أو أصنام. وغير كدا كثير جدا.

لما سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قولا في المهور , وقامت امراة فخطأته, وقال قولته الشهيرة, أصابت امرأة واخطأ عمر. المرأة قالت قولتها بدليل من القرآن, يعني الانتقاد يبقى بدليل, وقتها الأمور تستقيم.

لكن غير ذلك خذلان عظيم, وأعظم الخذلان ان الرجل دا لم يستطع دفن أبيه وأمه, ولم يحضر جنازة أبيه برغم أن ابيه -كما يقول هو- كان يحضر جميع حلقات برنامجه -بئس الأب-. في الوقت اللي كان لما ذهب للنائب العام سابقا في تهمة اهانة مرسي كان في جمع من الناس يؤيدوه ويشدوا من ازره امام قاضي الدنيا. لكن الآن سبحان الله لا يستطيع ان يذهب ليواري أباه التراب ويدعو له هو وجمع من الناس يباهي به. خذلان عظيم في الدنيا وإن لم يتب عمّا فعل فالخذلان الأكبر في الدار الآخرة له ولمن رضى بفعله بعد لما يتبين له الحق.