الموضوع: حكايات البشر

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور القمر

حقيقي انتي انسانه رائعه وسعيدة بوجودك معانا في المنتدى
متابعه بانسجام .. على رأي شيكو

ايه ده نور:k20:.....

أنا ماستهالش الكلام الجميل ده..

و ليكى منى أحلى بوكيه ورد يا ست الستات....

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة H.ibrahim

جزاك الله خيرا يادكتورة
و كملى الموضوع علشان انا متابع للحكايات الانسانية بشدة

شكراً على مرورك.

بجد بجد من اجمل المواضيع الموجوده فى الاجتماعى متابع باهتمام

:wacko:الحكاية الرابعة:wacko:

بما انى مش جايلى نوم بالرغم انى مفروض أصحى بدرى قلت أقولكم الحكاية الرابعة اللى كان ليها تأثير كبير فى حياتى.

كانت فيه حالة لسيدة فى الأربعينات كنت أجهزها لأن هناك دكتور سيقوم بعمل عملية جراحية لها فى الفم فى امتحان الدكتوراة الخاص به.

كانت دوماً تأتى هذه السيدة بصحبة ابنتها و كانت دوماً ما تستند الابنة على يد أمها أثناء الرحيل و لكننى لم أُعر لهذا الأمر انتباهاً.

فى يوم كنت أعمل على هذه السيدة و ابنتها تجلس معنا فى العيادة و كنت أريد أن أرمى قطعة من القطن فى سلة المهملات فقلت للفتاة: لو سمحتى قربيلى السلة.
فلقيت البنت عمالة تدور حواليها فقلتها :أهى قدامك.
المهم انها قربتهالى

بعد أن انتهيت من العمل اذا بالأم تقول لى:دكتورة بنتى عامية مابتشوفش.
ذُهلت لهذا الأمر لأن هذه الشابة الواقفة أمامى لا يُرى عليها أى أثر من فقدان البصر فعينيها لا تدور دون هدف أو انها لا ترتدى نظارة تخفي عينيها أو أشياء من هذا القبيل
ثم استطردت الأم قائلة:بنتى يا دكتورة كانت من الأوائل على المحافظة فى الثانوية العامة و كان حلم حياتها تدخل كلية الطب ، بس بعد النتيجة كنا مسافرين و عملنا حادثة و حصلها اللى حصل و اضطرت تدخل كلية التربية.

و الله تأثرت من هذا الموقف كثيرا ، فعندما كانت تروى فانها كانت تروى بحسرة أى أم على ما ألم بابنتها من مُصيبة و ابتلاء شديد و لكننى رأيت فى عين هذه الفتاة ما لم أراه فى عين امها ، رأيت القوة و العزيمة و الارادة.

فاذا بى أنظر لهذه الشابة الواقفة أمامى و أقول لها:حبيبتى اعلمى أن هذا ابتلاء من عند الله ، و ليس هذا نهاية المطاف و لكنه بداية الطريق الى حياة أخرى ، ممكن أن يكون قد أخذ الله منكى البصر و لكنكى لو صبرتى و احتسبتى لأعطاكى البصيرة.....و أخذت أُصبرها بكلمات بسيطة.

أصبحت تأتى مع أمها فى كل جلسة و أصبحت أُصبرها بما تجود به الكلمات من معانى ، فاذا بوالدتها فى يوم من الأيام تأينى بصورة لابنتها وهى مخطوبة و تقول لى:شفتى يا دكتورة ديه صورتها ، كانت مخطوبة قبل الحادثة بس بعد اللى حصل خطيبها سابها.
قلت:لاحول و لا قوة الا بالله.

حكاية هذه الفتاة قد أثرت فى كثيرا و نظرت اليها من نظرة أخرى ان الاعاقة الحقيقية ليست الاعاقة البدنية أو الذهنية و لكنها الاعاقة الروحية ، هذه التى تُعيق الروح عن الانطلاق و التقدم هذه التى تقول لك"مش هتقدر ، مش هتنجح ، مش هتنفع" هذه هى الاعاقة الحقة و للأسف يُعانى منها الكثير من الأصحاء.

فكم من أعمى و هو مُبصر
و كم من أصم و هو يسمع
و كم من قعيد و هو يسير
هذه هى الاعاقة الحقيقية.

رحلت الأم و رحلت معها ابنتها الشابة و لكنها تركت فى نفسى أثراً و عُمقا غريباً لن تمحوه السنين ما حييت.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AHMEDCAR

بجد بجد من اجمل المواضيع الموجوده فى الاجتماعى متابع باهتمام

شكراً على مرورك.

:wacko:الحكاية الخامسة:wacko:

أنا عمالة أهرب من كتابة رسالة الماجستير بتاعتى و أدخل على المنتدى علشان أحاول أريح دماغى شوية.:k41:

نبدأ بالحكاية الخامسة و ديه حكاية " حاج محمد"

حاج محمد هو رجل يبلغ من العمر الخامسة و السبعين تعلو وجهه تجاعيد السنين ويُنير وجهه لحيةُ بيضاءُ كثة اذا مشى رأيته يعتمد على عُكازه كى يُساعده على السير و يمشى بمشية بطيئة من ارهاق ما خلفته السنين على صحته ، جاء الى العيادة كى يخلع ماتبقى من أسنانه كى يقوم بعمل طقم أسنان.

استقبلته و بدأت العمل عليه فكنت دوماَ ما أتأمل اثر السنين على وجهه و على طبيعته الفطرية الجميلة من الطيبة و الكلام الطيب الذى يُذكرك بهذه الأيام التى كان يحترم فيها الصغير الكبير و يُوقره أو كما نقول أيام الزمن الجميل.

فى يوم كنت أعطى الحاج محمد ميعاد فقلت له:ميعادنا الأسبوع القادم يا حاج
قال لى بطيبته المعهودة : الأسبوع الجاى، مين يعيش يا دكتورة ، ممكن أكون لحقت بالحاجة.

خرج من العيادة بخطواته البطيئة و أخذت أنظر اليه و قلت لها:كيف سيكون حالى اذا وصلت الى هذا العمر و كيف سيكون فعل السنين فى وجهى و صحتى و هيئتى و مشيتى و هل سيكون معى رفيق درب يشد من أزرى و نُصبر بعضنا البعض على طول العمر و المرض أم سأكون وحيدة مثل حاج محمد الذى أرهقته السنين فى دروبها.

فسبحان الله يُرد الانسان بعد سن الفتوة و الشباب الى الكبر و الضعف ، فهلا اغتنمنا هذه السنين الذهبية من عمرنا و حفظناها كى يحفظ الله لنا حالنا أثناء الكبر و الضعف.

و أختم بقول الله تعالى:
و منكم من يرد الى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا
(سورة الحج 5)

متابعين و لانايمين

متابعيين جدا جدا جدا جدا جدا
بلاش تاخير و كملى بسرعة يادكتورة