ما أضر العزوبية على الشاب
منقول
الكتاب: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
المؤلف: جمال الدين أبو الفرج الجوزي (المتوفى: 597هـ)
أَنْبَأَنَا زَاهِرُ بْن طَاهِرٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بكر البَيْهَقيّ، أَخْبَرَنَا الحاكم أبو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عبد الله قَالَ: سمعت أبا الحسين بن أبي القاسم المذكر يقول: سمعت عمر بن أَحْمَد [بن علي] الجوهري [1] يقول: أخبرني أبو العباس أَحْمَد بن علي قَالَ:
قَالَ عبدة بن عبد الرحيم: خرجنا في سرية إلى أرض الروم، فصحبنا شاب لم يكن فينا أقرأ للقرآن منه، ولا أفقه ولا أفرض، صائم النهار، قائم الليل، فمررنا بحصن فمال عنه العسكر، ونزل بقرب الحصن، فظننا أنه يبول، فنظر إلى امرأة من النصارى تنظر من وراء الحصن، فعشقها فقال لها بالرومية: كيف السبيل إليك؟ قالت: حين تنصر ويفتح لك الباب وأنا لك. قَالَ: ففعل فأدخل الحصن، قَالَ: فقضينا غزاتنا في أشد ما يكون من الغم، كأن كل رجل منا يرى ذلك بولده من صلبه، ثم عدنا في سرية أخرى، فمررنا به ينظر من فوق الحصن مع النصارى، فقلنا: يا فلان، ما فعلت قراءتك؟ ما فعل علمك؟ ما فعلت صلواتك وصيامك قَالَ اعلموا أني نسيت القرآن كله ما اذكر منه إلا هذه الآية: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ. انتهى
..........................................
الكتاب: تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام
المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد الذهبي (المتوفى: 748هـ)
المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الناشر: دار الغرب الإسلامي الطبعة: الأولى، 2003 م الصفحة: (الجزء 5/ الصفحة 1176)
قال الحاكم: حدثنا أبو الحسين بن أبي القاسم المذكر، قال: سمعت عُمَر بْن أحمد بْن عليّ الجوهريّ ابن علك، قال: أخبرنا أبي قال: قال عَبْدة بْن عَبْد الرحيم: خرجنا فِي سَرِيّةٍ معنا شاب مقرئ صائم قوّام، فمررنا بحصن، فمال لينزل، فنظر إلى امْرَأَة من الحصن فعشقها، فقال لها: كيف السبيل إليك؟ قالت: هين؛ تتنصر وأنا لك. ففعل، فأدخلوه. فلمّا قَفَلْنا من غزْونا رأيناه ينظر من فوق الحصن، فقلنا: ما فعل قرآنك؟ ما فعلت صلاتك؟ قال: اعلموا أنّي نسيتُ القرآن كلّه، ما أذكر منه إلا قوله: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لو كانوا مسلمين} الآية. انتهى
.....................................
الكتاب: مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر
المؤلف: محمد بن مكرم بن على، جمال الدين ابن منظور (المتوفى: 711هـ)
المحقق: روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع
دار النشر: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، دمشق - سوريا
عبدة بن عبد الرحيم بن حسان أبو سعيد المروزي
قال عبدة بن عبد الرحيم: دخلنا بلاد الروم، وكان معنا شاب يقطع نهاره بقراءة القرآن، والصوم، وليله بالقيام، وكان من أعلم الناس بالفرائض والفقه. فمررنا بحصنٍ بم نؤمر أن نقف عليه، فمال إلى ناحية الحصن، ونزل عن فرسه يبول، فنظر إلى من ينظر فوق الحصن، فرأى امرأة "، فأعجبته، فقال لها بالرومية: كيف السبيل إليك؟ فقالت: هين؛ تنتصر، فنفتح لك الباب، وأنا لك، ففعل، ودخل الحصن. فنزل بكلٍ واحدٍ منا من الغم ما لو كان ولده من صلبه ما كان أشد عليه. فقضينا غزاتنا، فرجعنا، فلم نلبث إلا يسيراً حتى خرجنا إلى غزوةٍ أخرى، فمررنا بذلك الحصن، فإذا هو ينظر إلينا مع النصارى، فقلنا: يا فلان، ما فعل قرآنك؟ مافعل علمك؟ ما فعل صومك وصلاتك؟! فقال: أنسيت القرآن كله، حتى لا أحفظ منه إلا قوله: " ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين، ذرهم يأكلوا ويتمتعوا، ويلههم الأمل فسوف يعلمون "