[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]

[mark=#ffff00]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله [/mark]


[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]

[mark=#fcfc32]<<< [/mark][mark=#fcfc32]تـأمـلات ....... خطورة الحزن والهم !! >>>[/mark]

[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]
من درر



رحمه الله
.
[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]

ولا تهنوا ولا تحزنوا
-
إهداء للمحزون المسلم : لا تبتأس أبداً


قال العلامة بن القيم رحمه الله :

إعلم أن الحزن من عوارض الطريق، ليس من مقامات الإيمان

ولا من منازل السائرين. ولهذا لم يأْمر الله به فى موضع قط ولا أَثنى عليه،

ولا رتب عليه جزاء ولا ثواباً، بل نهى عنه فى غير موضع

كقوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ}

وقال تعالى: {وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِى ضِيقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}

وقال تعالى: {فَلا تأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}

وقال: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعنَا}

فالحزن هو بلية من البلايا التى نسأَل الله دفعها وكشفها،

ولهذا يقول أهل الجنة: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحزَن}

فحمده على أن أذهب عنهم تلك البلية ونجاهم منها.

وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول فى دعائه:

((اللَّهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل،

والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال
)).

فاستعاذ صلى الله عليه وسلم من ثمانية أشياء كل شيئين منها قرينان:

فالهم والحزن قرينان، وهما الألم الوارد على القلب،

فإن كان على ما مضى فهو الحزن، وإن كان على ما يستقبل فهو الهم.

فالألم الوارد إن كان مصدره فوت الماضى أثر الحزن،

وإن كان مصدره خوف الآتى أثر الهم.

والعجز والكسل قرينان،

فإن تخلف مصلحة العبد وبعدها عنه إن كان من عدم القدرة فهو عجز،

وإن كان من عدم الإرادة فهو كسل

والجبن والبخل قرينان، فإن الإحسان يفرح القلب ويشرح الصدر ويجلب النعم ويدفع النقم،

وتركه يوجب الضيم والضيق ويمنع وصول النعم إليه،

فالجبن ترك الإحسان بالبدن،

والبخل ترك الإحسان بالمال،

[وضلع الدين وغلبة الرجال] قرينان،

فإن القهر والغلبة الحاصلة للعبد إما منه وإما من غيره،

وإن شئت قلت: إما بحق وإما بباطل من غيره.

والمقصود أن النبى صلى الله عليه وسلم جعل الحزن مما يستعاذ منه.

وذلك لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم، ويضر الإرادة،

ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن،

قال تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}

فالحزن مرض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره،

والثواب عليه ثواب المصائب التى يبتلى العبد بها بغير اختياره،

كالمرض والألم ونحوهما،


ففرق بين ما يثاب عليه العبد من المأمورات،

وما يثاب عليه من البليات.

وإن المؤمن إما أن يحزن.. على تفريطه وتقصيره خدمة ربه وعبوديته،

وأما أن يحزن على تورّطه فى مخالفته ومعصيه وضياع أيامه وأوقاته
.

وإنما الحزن كل الحزن لمن فاته الله، فمن حصل الله له فعلى أى شيء يحزن؟

ومن فاته الله فبأَى شيء يفرح؟

قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}

، فالفرح بفضله ورحمته تبع للفرح به سبحانه.

فالمؤمن يفرح بربه أعظم من فرح كل أحد بما يفرح به: من حبيب أو حياة،

أو مال، أو نعمة، أو ملك. يفرح المؤمن بربه أعظم من هذا كله،

ولا ينال القلب حقيقة الحياة حتى يجد طعم هذه الفرحة والبهجة،

فيظهر سرورها فى قلبه ومضرتها فى وجهه،

فيصير له حال من حال أهل الجنة حيث لقّاهم الله نضرة وسروراً.

والله أعلم

[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]

[mark=#ffff00]اللهم صلّ على محمد وعلى ءاله وصحبه وسلّم [/mark]

[mark=#40ff00]<><><><><><><><><><><><>[/mark]