دبي مديونة.. وتواجه أوقاتا صعبة مع اشتداد الأزمة العالمية
بدأت تبعات الازمة المالية العالمية في الظهور على عدد من مناحي الاقتصاد بامارة دبي وهو ما حدا بالحكومة الى التدخل لأول مرة وفي تحول كبير لسياستها لانقاذ ودمج بنوك تواجه صعوبات ولتحد من موجة البناء إذ بدأت الامارة التي كانت مزدهرة حتى وقت قريب في خفض الانفاق الحكومي في مواجهة الازمة المالية العالمية.
وصُدم كثيرون ممن يحلمون بالحياة المرفهة في دبي باعلان محمد العبار رئيس االمجلس الاستشاري لحكومة الامارة بأن الديون السيادية على دبي تبلغ نحو 10 مليارات دولار فيما تبلغ ديون الشركات المرتبطة بالحكومة 70 ملياراً.
واعتبر الحديث عن ضخ سيولة مالية من جانب الحكومة الاتحادية في أبوظبي لانقاذ بنوك كبرى في امارة دبي التي تعاني من تداعيات الازمة المالية العالمية خطوة كبيرة.
وأعلنت السلطات دمج شركتي أملاك وتمويل في البنك العقاري المملوك للدولة واستعدادها لدعمها، وكذلك أعلنت اندماج البنك العقاري مع بنك الامارات الصناعي لتكوين بنك التنمية الذي سيتلقى تمويلا من الحكومة الاتحادية التي ستملك حصة الاغلبية فيه.
وأعلن محمد العَبار عضو المجلس الحاكم بامارة دبي انه يجري العمل على التفاصيل لكن الكيان الجديد سيدعم برأسمال وتمويل.
وتأتي عملية الانقاذ في الامارات في أعقاب عمليات انقاذ لبنوك أمريكية وأوروبية وظهر أهمها الاثنين عندما اعلنت السلطات الامريكية انقاذ سيتي جروب.
وأظهر مسح للشركات العاملة في الشرق الاوسط أن دبي ومصر والأردن الأشد تضررا في منطقة الشرق الأوسط جراء الأزمة المالية، وفي المقابل قد تخلق الأزمة فرصا استثمارية للمنطقة التي تعتمد أغلب اقتصاداتها على النفط.
بدأت شركات البناء الخليجية في مجالات مثل الحوائط سابقة التجهيز وأعمال السباكة تجمد خططها وتتوقع أوقاتا عصيبة مُستقبلا في إمارة دبي مع إقبال شركات التطوير العقاري على مُراجعة مشروعاتها وتقليصها بسبب أزمة الائتمان العالمية.
والى قطاع العقار، تراجعت عمليات القطاع تحت وطأة تراجع أسعار العقارات والاستغناء عن وظائف بالقطاع.
وساق توبي كوك مدير شركة جلف وول التي تورد أنظمة صب الحوائط سابقة التجهيز، مثالا من شركته قائلا انها جمدت مشروعات لبناء فندق ومنتجع في دبي.
وأضاف مشيرا الى اللجنة التي شكلتها دبي خلال نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 لتوصي بسبل معالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد بما في ذلك قطاعي العقارات والبنوك أن التحكم في العرض هو سبيل اللجنة لتقليص أثار الازمة على الاقتصاد المحلي.
وفي سياق متصل، تتوقع شركة المشاريع الالمانية الخليجية المحدودة للتجارة والهندسة انخفاض المبيعات بما يصل الى 50% لمضخات صب الخرسانة ووحدات الخلط خلال عام 2009 وسط توقعات بتراجع الطلب من شركات الخرسانة.
وهو نا أكده باريش اشار المدير بالشركة، قائلا ان الشركات التي كانت اوشكت على تسليم شحنات بدأت تؤجل الخطط بسبب تراجع حركة العمل نتيجة لأزمة الائتمان.
ولفت الى ان عددا أكبر من الشركات يحاول توفير المال من خلال استئجار معدلات بدلا من شرائها.
وحتى الشركات التي لم تتأثر بالازمة حتى الآن يساورها القلق، كما جاء على لسان اندرياس بنكامب رئيس تسويق تكنولوجيا البناء بشركة ريهاو، الذي قال انه بالرغم من عدم تأثر مبيعات شركته بالأزمة المالية فان عدد العملاء الذين يبحثون عن جودة أقل وأنابيب أرخص قد ارتفع.
وأبدى راني عامر مدير التطوير بشركة جلف دورا الصناعية التي تتخصص في الأنابيب ومستلزماتها ومن المنتظر ان تبدأ نشاطها في دبي أوائل عام 2009 تشاؤما بشأن توقعات أداء الشركة، خاصة في ظل تعثر المشروعات الكبرى.
وفي الأسبوع الثالث من نوفمبر 2008 اعلنت شركة سما دبي الذراع العالمية للاستثمار العقاري التابعة لشركة دبي القابضة انها تراجع المشروعات قيد التنفيذ وتدرس الاستغناء عن موظفين.
وفي مثال آخر قالت شركة نخيل انها تشهد تباطؤا في معدل المبيعات العقارية وأعلنت تقليص أعمال الردم في مشروع نخلة الجميرة.
وارجع جلال نوفل مدير المبيعات والتسويق بالشركة التباطؤ الى تراجع الطلب الى النصف خلال 2009.
(رويترز)
2008/11/24