الموضوع: كل سنة وأنتوا طيبين

وأسعموا قصة
عنكبوت الغار
أنا عنكبوت الغار ..

أنا التى قمت بدور متواضع لكنه هام فى الهجرة المباركة ..

هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة ...

أنا أحد الجنود الخفية التى أسهمت فى حماية النبي صلي الله عليه وسلم و صاحبه فى حادث الهجرة ...

قبل الهجرة كنت أعيش فى غار خارج مكة هو غار ثور ثم صدرت إلى الأوامر الإلهية بأن أغادر الغار ..

أخليه و أخرج منه ..

خرجت مسرعة من الغار ألبى أمر ربي ..

ثم جاءنى الأمر الإلهى بأن أرابط على باب الغار و أن أنسج خيوطى الحريرية عليه ..



رأيت النبي صلي الله عليه وسلم و صاحبه قادمين نحو باب الغار
و علمت أنهما فى طريقهما من مكة إلى المدينة فى رحلة الهجرة و أن الكفار يبحثون عنهما لقتلهما و أن الرسول صلي الله عليه وسلم و صاحبه سيختفيان فى الغار عدة أيام حتى يهدأ بحث الكفار عنهما ...

دخل الرسول صلي الله عليه وسلم و صاحبه الغار و اختفيا بداخله فبدأت العمل على الفور فى نسج خيوطى الحريرية الرقيقة على باب الغار لأسده و استمر العمل ساعات متواصلة ..
و في نهاية الأمر أنجزت العمل و انتهيت من نسج خيوطى على باب الغار ثم تعلقت بها و انتظرت لأرى ما يحدث ..
كان المنظر يبدو و كأننى أعيش على باب الغار منذ سنوات و أن أحدا لم يدخل الغار ..

وبعد قليل حضر الكفار ..
كفار مكة الذين كانوا يقصون آثار أقدام الرسول صلي الله عليه وسلم و صاحبه ..

و كانت آثار الأقدام تتجه إلى باب الغار فصاح الكفار فرحين :
- محمد يختبئ داخل هذا الغار ...

و صاح صوت آخر و صاحبه يشهر سيفه :
- فلندخل إلى الغار و نقتله ..

و فى داخل الغار كان أبو بكر - رضى الله عنه - خائفا على الرسول صلي الله عليه وسلم ...

كان أبو بكر يقول للرسول صلي الله عليه وسلم :
- لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا ..

و كان الرسول صلي الله عليه وسلم يطمئنه بقوله :
- لا تحزن إن الله معنا ..

و هم الكفار باقتحام باب الغار و دخوله لكن أحدهم رآنى و رأى شبكة خيوطى الحريرية على باب الغار فصاح فى رفاقه الذين كانوا يشهرون سيوفهم لدخول الغار استعدادا لقتل الرسول صلي الله عليه وسلم بقوله :
- ألا ترون هذه العنكبوت ؟ ألا ترون خيوطها على باب الغار ؟ كيف يدخل شخص إلى هنا و لا تتمزق خيوط العنكبوت ؟

و نظر القوم مذهولين .. ثم قالوا لصاحبهم :
- معك حق .. لا يمكن أن يكون محمد قد دخل الغار دون أن تتمزق خيوط العنكبوت ..

و قال رئيس القوم :
- إذن هيا بنا نبحث عن محمد فى مكان آخر ..

و عندما انصرف الكفار فرحت كثيرا .. فرحت لأن الله أعمى عيونهم و قلوبهم عن رؤية الرسول صلي الله عليه وسلم و صاحبه داخل الغار ..

و فرحت لأن الله سخرنى أنا لنسج خيوطى على باب الغار فكنت السبب في انصرافهم عنه ..

مكث الرسول صلي الله عليه وسلم و صاحبه فى الغار مدة ثلاثة أيام متوالية ، كانت أسماء بنت أبي بكر تحضر لهما الطعام خلالها و تأتى لهما بأخبار كفار مكة الذين يجدون فى البحث عنهما ...

و فى اليوم الرابع هدأ بحث الكفار عن النبي صلي الله عليه وسلم فى هذه الناحية فخرج الرسول صلي الله عليه وسلم و صاحبه يستأنفان رحلة الهجرة المباركة إلى المدينة و حزنت لفراقهما حزنا شديدا فقد كانت هذه الأيام الثلاثة هى أسعد أيام حياتى ..

لكننى كنت سعيدة غاية السعادة لأن الله قد نصر رسوله و نصر نبية و لأننى كنت واحدا ممن أسهموا فى نصر دين الله ..

و قد وردت قصة الغار فى هذه الآيات القرآنية الكريمة بسورة التوبة :

" إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) "

منقول
المصدر
قصص الحيوانات في القرآن الكريم بقلم عبد الحميد عبد المقصود

واسمعوا دى
يارب تعجبكوا