تسبب رعبًا في إسرائيل رغم تأثيرها المحدود: صواريخ القسام.. بمب الأطفال أم أقوي الأسلح
تسبب رعبًا في إسرائيل رغم تأثيرها المحدود: صواريخ القسام.. بمب الأطفال أم أقوي الأسلحة؟!
محمد عطية
تعد صواريخ القسام إحدي وسائل المقاومة التي استخدمتها وتستخدمها الفصائل الفلسطينية وعلي رأسها حماس في الرد علي مذابح تل أبيب الجماعية بقطاع غزة والتي زادت خلال الأيام الخمسة الماضية بسبب الغارات الجوية المستمرة في قصف المدنيين بالقطاع مخلفة وراءها حتي الآن 390 شهيدا وأكثر من 2000 جريح وهي ذاتها التي تحججت تل أبيب بها للقيام بمجازرها وهي الصواريخ التي يصفها خصوم حماس بأنها «بمب أطفال» وهي الصواريخ ذاتها التي تراها حماس «أقوي الأسلحة».
وإذا ما تتبعنا تاريخ هذه الصواريخ سنجد أن المقاومة الفلسطينية بدأت أول تجربة لإنتاج صواريخ محلية تهدد المستوطنات داخل قطاع غزة خلال العام الأول لانتفاضة الأقصي وتحديدا أواخر عام 2001 وذلك من خلال مواد بدائية وعادية وحرص مهندسوها علي تطويرها باستمرار، حيث تم إنتاج أكثر من جيل منها، وسميت الصواريخ بالقسام تيمنا بالشهيد عز الدين القسام قائد ثورة 1936 ضد الاحتلال الإنجليزي وعصابات الصهاينة.
وحسب بيانات كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية فإن أول صاروخ أنتجه مهندسوها بلغ طوله 70 سم، وقطره 8 سم، وتراوح مداه بين 2 و3 كم، وحمل في مقدمته رأساً متفجراً يحوي 600 جرام من مادة الـ«tnt» شديدة الانفجار، ويتم إطلاقه بواسطة قاذف، وفي البدايات الأولي لتصنيعه افتقد الصاروخ دقة التصويب نحو الأهداف.
لكن لم يمضِ وقت طويل حتي أعلنت كتائب القسام تطويره وإنتاج طراز جديد منه هو «قسام 2»، بعد تعديلات جذرية أهمها المدي الذي يمكنه من الوصول إلي داخل التجمعات الإسرائيلية،وبلغ طوله 180 سم، وزاد مداه ليبلغ بين 9 و12 كم، وازدادت حمولة رأسه من المتفجرات لتصل 6 كجم من المواد شديدة الانفجار، فيما بلغ قطره 12 سم ثم تبع ذلك نوع جديد من القسام هو صاروخ القسام 3 الذي يصل طوله إلي ما يزيد علي سبعة أمتار ويفوق مداه 16 كيلومترًا ويحمل رأسًا متفجرًا مكوّنًا مما يزيد علي 10 كيلوجرامات من مادة الـ«tnt».
ووفقا لتقارير الجيش الإسرائيلي فإن الفصائل الفلسطينية أطلقت منذ بدء العمليات الإسرائيلية في القطاع حتي الآن مئات من صواريخ القسام بلغت حصيلة أمس منها 45 صاروخا تم إطلاقها علي عدد من بلدات الجنوب الإسرائيلي مخلفة وراءها أربعة قتلي وعشرات المصابين وهي سديروت، كيبوتس يئيري، كفار سعد، كفار عزة، نحال عوز، عليت، كيسوفيم، نتيف عتسرا، معبر كارني، فيكيم، نير عام، كيرم شالوم، نتيفوت وعسقلان والتي تقع كلها في جنوب تل أبيب، وفي سابقة أولي من نوعها أطلقت كتائب القسام أول صاروخ علي بلدة بئر سبع الإسرائيلية جنوب تل أبيب القسام كإعلان من حركة حماس بوصول صواريخها إلي أبعاد جديدة.
وهو الأمر الذي أثر فعلاً في الجانب الإسرائيلي حيث أبدي الخبراء العسكريون الإسرائيليون تشاؤماً كبيراً حيال مستقبل التعامل مع هذه الصواريخ المصنعة يدوياً، مبدين تخوفاتهم منها ففي تصريحات صحفية أكد آفي ديختر - رئيس جهاز الأمن «الشاباك» السابق ووزير الأمن الداخلي الحالي - في تقرير أمني أمس قدمه للحكومة الإسرائيلية إن «نظام إطلاق صواريخ القسام مرتب علي نحو يثير الإعجاب»، فيما أكد رئيس قسم الأبحاث بهيئة الاستخبارات العسكرية بتل أبيب «يوسي كوبرفاسر» أن حركة حماس من خلال هذه الصواريخ تواصل محاولاتها لارتكاب هجمات إستراتيجية ضد إسرائيل، ومقاتلوها مازالوا يواصلون إنتاج الوسائل القتالية بما فيها القذائف الصاروخية بشكل مذهل.
تجدر الإشارة إلي أنه فور سقوط أحد صواريخ القسام علي المدن الإسرائيلية تسود حالة من الهلع تشمل «الدخول الدوري للملاجئ تحت الأرض وتعطل الدراسة في جميع المدارس والمؤسسات التعليمية»، علاوة علي خلو الشوارع من المارة وكأن المستوطنات تخضع لنظام حظر التجول بالإضافة إلي ارتفاع معدل الفرار من المستوطنات والتجمعات المستهدفة مع إرسال المزيد من الأطباء النفسيين لمعالجة السكان من حالات الهلع والصدمة التي يعانونها.
