انني ابكي ابكي ابكي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ما هذااااااااااا
محاضرة للشيخ محمد حسان بعنوان .. رفقا بشبابنا وفتياتنا
الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وما كان معه من اله , الذي لا اله إلا هو فلا خالق غيره ولا رب سواه , المستحق لجميع أنواع العبادة ولذا قضى ألا نعبد إلا إياه , ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير , واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له هو الأول فلا شيء قبله وهو الأخر فلا شيء بعده, وهو الظاهر فلا شيء فوقه وهو الباطن فلا شيء دونه وهو على كل شيء قدير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه و خليله أدى الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح الأمه وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته , وصلي الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه وأستنَ بسنته واقتفى أثره إلي يوم الدين.
أما بعد فمرحبا مرحبا بكم أحبتي في الله عز وجل
وبعد وقفه طويلة توقفناها مع الآم امتنا وجراحاتها وكان لا بد من هذه الوقفة تألما لألام المسلمين وتبصره للمسلمين بما يدبر لهم في الليل والنهار وتذكره للمسلمين بواجبهم تجاه إخوانهم الذين يذبّحون ذبح الخراف هنا وهناك على مرأى ومسمع من الدنيا ,وكان لا بد من هذه الوقفة تأدباً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري , في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قال :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد , إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى ". وبعد هذه الوقفة الطويلة نسال الله جل وعلى أن يضمد جراحات ألامه وان يردها إلى إسلامها ردا جميلا وان يقر أعيننا وإياكم بنصرة الإسلام وعز المسلمين انه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير, بعد هذه الوقفة الطويلة تعالوا بنا أحبتي في الله لندخل مرة أخرى إلى رحاب سورة الستر والعفاف إلي رحاب سورة النور, فنحن اليوم على موعد مع الدرس السابع من دروس هذه السورة المباركة ولا زال حديثنا بتوفيق الله جل وعلى عن الضمانات الوقائية التي وضعها الإسلام سياجا واقيا لأفراده رجالا ونساءا من الوقوع في الفاحشة والعياذ بالله , وقلنا بان الإسلام منهج حياه متكامل شامل لا يقوم أصلا ولا يقوم أساسا على العقوبة إنما يقوم على توفير الأسباب الحياة النظيفة, يقوم على توفير أسباب الحياة النظيفة الطاهرة ثم يعاقب بعد ذلك من ترك هذه الأسباب الطاهرة النظيفة وذهب ليتمرغ في الوحل والطين طائعا مختارا غير مضطر , ومن بين هذه الضمانات الوقائية التي تحدثنا عنها والتي وضعها الإسلام سياجا واقيا لأفراده من التردي والانحلال والوقوع في الفاحشة :
أولا : تحريم النظر إلى المحرمات .
ثانيا : تحريم التبرج وفرض الحجاب.
ثالثا : تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية والاختلاط المستهتر.
أرادوا أن حضوا على الزواج لمن استطاع إليه سبيله , وأن حضوا على الصوم لمن لا يستطيع الزواج وأن حضوا على عدم المغالاة في المهور, ونحن اليوم بفضل الله جل وعلى على موعد مع هذا الضمان الرابع الذي يعد من وجه نظري من اخطر الضمانات الوقائية التي وضعها الإسلام حماية وتأمينا للعلاقة بين الرجل والمرأة ,لان الليل الفطري أيها ألأحبه بين الرجل والمرأة ليل عميق في التكوين البشري لان الله تعالى قد أماط به امتداد الحياة على ظهر الأرض
محاضرة للشيخ محمد حسان بعنوان .. رفقا بشبابنا وفتياتنا
لذا فهو ميل دائم لا ينقطع ولا ينتهي الميل بين الرجل والمرأة, ميل دائم لا ينقطع ولا ينتهي من اجل ذلك أيها الأحباب شرع الإسلام الزواج وحث عليه وجعل الله الزواج من سنن المرسلين وجعله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من سنته وقال من رغب عن سنتي فليس مني كما سنرى بل وأمتن الله علينا بنعمة الزواج وقال سبحانه "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (21-- الروم)
عبد الله أيها الحبيب أيتها الأخت الكريمة الفاضلة هل سمعتم يا عباد الله إلي هذا الأسلوب الرقيق العذب اللطيف الذي يمتن علينا به القرآن بصدد حديثه عن الزواج كنعمه من أعظم النعم التي امتن الله بها على الرجال والنساء على حد سواء إنها صله السكن للنفس والقلب إنها صله الراحة للجسد والقلب إنها صله الاستقرار للمعاش وللحياة ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لماذا ؟ لتسكنوا إليها سكن راحة , راحة قلب وراحة نفس راحة بال وراحة ضمير استقرار حياة واستقرار معاش وشتان شتان بين علاقة بين رجل وامرأة في الحلال, وبين علاقة بين رجل وامرأة في الحرام انظروا إلي رجل يعاشر زوجته في عش الزوجية وبينما هو في هذه العبادة وهذه الطاعة إن صحت النية ليأجره الله جل وعلى على ذلك بينما هو على هذا الحال يطرق ويقرع عليه بابه فما الذي يحدث وما الذي يتم يقوم بمنتهى الأمن والأمان والطمأنينة ليغتسل أو ليرتدي ثيابه ثم يذهب ليرى من يطرق عليه بابه, وبين رجل مع امرأة في علاقة محرمه في الزنا والعياذ بالله في مكان أيّن كان يطرق عليه الباب أو يسمع صوتاً آنسا في الشارع أو يسمع حركه بخارج الدار مستحيل أن يتم هذا اللقاء وان يستمر هذا الوضع بل تراه قائما مضطرا خائفا وجلا , وهذا هو الفرق بين العلاقة في الحلال كما أرادها الله وكما شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين علاقة حرمها الإسلام وجرمها رسول الله عليه الصلاة والسلام "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (21-- الروم)
واسمعوا مني هذه الكلمات واحفظوها أقول ولذا فان العلاقة الزوجية إن خلت من المودة والمحبة والرحمة أصبحت كالجسد الميت, إن لم يدفن فاح عفنه ونتنه احفظوا هذه الكلمات إن العلاقة الزوجية بين الزوج وزوجته إن خلت من المودة والمحبة والرحمة أصبحت كالجسد الميت إن لم يدفن فاح عفنه ونتنه , ودفنه هو الطلاق ودفنه هو الطلاق الذي أثار عليه المستشرقون شبها طوالا عراضاً وهي رحمه من أعظم رحمات الله جل وعلا لا بد للحياة الزوجية من أن تبنى على الحب وعلى المودة وعلى الرحمة على الحب الذي دنس واستغل ووضع في غير موضعه وأصبح يعبر عن الحب في أقبح العلاقات الجنسية القذرة التي أصبح يعلمها لأبنائنا وفتياتنا الإعلام العميل للشيوعية والعلمانية وغيرهما, إن العلاقة الزوجية لا بد أن تبنى على المحبة , ولا بد أن تبنى على الرحمة ولا بد أن تبنى على المودة هذه العلاقة هي التي أمر الإسلام بها وحض الإسلام عليها وحث النبي صلى الله عليه وسلم عليها ونهى عن التبتل والرهبانية وجعل هذا الزواج بهذه الأصول وتلك الضوابط من سنته ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث انس بن مالك رضي الله عنه قال :"جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسالون عن عبادته (أي عن عبادة رسول الله ) فلما أخبروا عنها كأنهم تقالوها (أي كأنهم تقالوا عبادة النبي عليه الصلاة والسلام ) وقالوا :" وأين نحن من رسول الله ؟ وقد غفر الله له ما تقدم له من ذنبه وما تأخر" فقال احدهم: أما أنا فاني أصلي الليل أبدا وقال: أخر وأنا أصوم الدهر ولا افطر وقال آخر: فانا اعتزل النساء فلا أتزوج أبدا , فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم
محاضرة للشيخ محمد حسان بعنوان .. رفقا بشبابنا وفتياتنا
قال :" انتم الذين قلتم كذا وكذا وفي رواية الإمام مسلم فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قام وقال:" ما بال أقوام يقولون كذا وكذا صاحب الأخلاق عليه الصلاة والسلام انتم الذين قلت كذا وكذا (أي انتم الذين قلتم أنا أصلي الليل أبدا وأنا أصوم الدهر أبدا وأنا اعتزل النساء فلا أتزوج) انتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله واتقاكم له عليه الصلاة والسلام أما والله إني لأخشاكم لله واتقاكم له ولكني أصوم وافطر واصلي وارقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني.. ولكني أصوم وافطر واصلي وارقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني". وهو الذي حث الشباب المسلم على أن يعف بصره وعلى أن يحصن فرجه بهذه النعمة العظيمة بنعمه الزواج وحث الغير القادر على الصيام فانه خير سياج وخير وقاية وأعظم ضمان ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قال :"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء". أي وقايه من الوقوع في الفاحشة والمعصية إذا ما راقب الله جل وعلا واتقى الله عز وجل وعلم أن الله يعلم سره ونجواه إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب وصدق الله جل وعلى إذا يقول:" مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا " (7 -المجادلة )
معهم بعلمه معهم بقدرته معهم بإحاطته معهم بارداته جل وعلى ,ولا تجعلوا معيّة الله في الأماكن معيّة الذات حتى لا تقعوا فيما وقع فيه أهل الحلول والاتحاد وأهل التشبيه تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير, إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, فمن لم يستطع أي فمن لم يستطع باءة الزواج ومعونة الزواج فعليه بالصوم فانه له وجاء, وحض الإسلام أيها الأحباب تيسيراً للزواج على عدم المغالاة في المهور والحق أقول إن المشكلة أضحت ضخمة كبيرا بصورة لا ينبغي أن نغمض عنها أعيننا والجريمة احّمل الآباء والأمهات مسؤوليتها كاملة احمّل جريمة هذه الكثرة الكاثرة لشباب الأمة الذي لا يستطيع الزواج وهذه الكثرة الكاثرة لفتيات ألامه الاء فآتهن ركب الزواج , احمّل هذه الجريمة برمتها إلي الآباء والأمهات إلي الآباء الذين وقفوا وقفة تعلق وتشدد أمام مغالتهم في المهور وأمام اسرافهم في النفقات والتكاليف وكأنهم يريدون لعش الزوجية أن يتحول في أول أيامه إلي معرض تعرض فيه ارقي واحدث ما تنتجه المصانع الايطالية والاميركيه من أثاث. ما هذا يا عباد الله؟ اتقوا الله أيها الآباء واتقين الله أيتها الأمهات اتقوا الله في شباب الأمة الذي فُتح عليه باب شر مستطير وباب فتنة خطير كبير, إن الشاب في هذه الأيام يقضي زهرة عمره وأحلى أيام شبابه في الجمع لتكاليف الزواج وإذا ما منَّ الله عليه بجمعٍِ قليل ليتقدم به ليحَّصن نفسه ويعف فرجه , يكون قد تجاوز الخامسة والثلاثين من عمره وانا لله وان إليه راجعون, نرجع إلى الإحصائيات فأقرءوها لتبكوا دما بدل الدمع على حال شباب امتنا وعلى حال فتياتنا آلائي يصرخن في الليل والنهار ويقضين الليل يشتكين إلى الله ظلم العادات القبيحة الذي حالت بينهن وبين ما تتمناه كل فتاه وما تسعد به كل أنثى ووالله الذي لا اله غيره لو وصلت المرأة إلى أرقى الدرجات وبلغ أبوها من الغنى ما بلغ لن يغني عنها شيئا لن يغني عنها شيئا, إن الفتاه لا تريد الغنى ولا تريد الجاه عند أبيها بقدر ما تريد زوجاً تقيا نقيا يصون عرضها ويحصِّن فرجها
محاضرة للشيخ محمد حسان بعنوان .. رفقا بشبابنا وفتياتنا
ويستر عورتها ويتقي الله فيها, فاتقوا الله ايها الآباء اتقوا الله أيها الآباء وارحموا شباب الأمة المسكين ارحموا عجزه وارحموا ضعفه وارحموا فقره وان منَّ الله عليك بالمال ورأيت شابا تقيا نقيا, فما الذي يحول بينك وبين أن تذهب إليه لتعرض عليه ابنتك؟
هل أنت أكثر حياء من أمير المؤمنين عمر ؟ هل أنت اشد حياء من فاروق الأمة عمر؟ الذي ذهب يعرض ابنته حفصة رضي الله عنها على عمالقة الصحابه وأتقيائهم رضي الله عنهم. إذا منَّ الله عليك بالمال ورأيت شابا صالحا يتقي الكبير المتعال اذهب إليه لا تستحي اذهب إليه وقل له يا بني هل لك في فتاه تتقي الله هل لك في فتاه تحافظ على فرض الله هل لك في فتاه تصون عرضك وتصون شرفك واعرض عليه ابنتك, فلا تستحي أيها الأب الكريم لا تستحي فأنت لست مخلدا إنما الذي سيبقى لابنتك هو زوجها إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه , أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث رواه الإمام الترمذي ورواه الإمام ابن ماجه ورواه الحاكم في المستدرك وصححه الإمام السيوطي في الجامع الصغير :"إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنه في الأرض وفساد عريض " والله لقد وقعت الفتنه ووقع الفساد العريض يوم أن وقف الأب أمام المتقدم لابنته , ما ثمنك ما قيمتك يا من أنت ما حالك مع القران؟ ما حالك مع الصلاة ؟ماحالك مع الله؟ ما؟
أصبحت هذه الاسئله لا وجود لها بل يتقدم الشاب ليقال له كم أنت ؟ وما سعرك ؟ وما ثمنك؟ وما قيمتك ؟ وما قدرك بالمال بعرض الدنيا الزائل بحطام الدنيا الفاني , أصبح لا يُسأل عن الدين ووالله إن من تقدم بماله لفتاتك أيها الأب ولابنتك أيتها الأم والله الذي لا اله غيره واقسم بالله انه سيعامل ابنتك كما ينظر إلى الريال و الدولار , وإذا ما قضى منها نهمته وإذا ما قضى شهوته ستتحول عنده إلى سلعه والى أثاث لا تختلف شيئا عن أي قطعه أثاث اشتراها من ماله وربما أمتن عليها بهما في يوم من الأيام .
يا حسن إن لي ابنه ترى إلي من أزوجها قال زوج ابنتك لمن يتق الله فان أحبها أكرمها وان ابغضها لم يظلمها. أيها الآباء أيها الأخيار أيها الأحباب هذه نصيحة شاب من أبناءكم ونصيحة ابن من أبناءكم إذا جاءك من ترضى عن خلقه ودينه فقدم إليه ابنتك واعرض عليه ابنتك ولا تستحي أن يقال إن فلانا قد باع ابنته لفلان ,هذا كلام العادات القبيحة الجاهلة ورحم الله الإمام ابن القيم حيث قال رحمه الله :"ما عادى الرسل إلا العادات" ( أي ما وقف حجر عثرة في طريق الرسل إلا العادات ) إن وجدنا إباءنا على أمه هكذا خرجنا فوجدنا إباءنا هكذا يفعلون هذه تنظر إلى ابنة فلان , ابنه فلان قدم لها من المهر كذا وكذا وقدم لها من الأثاث كذا وكذا, فانا لا اقل عنها في شيء وهذا ينظر إلى فلان وهذه الأم تنظر إلى ابنه فلانة .
ما هذا يا عباد الله ؟ووقف الشاب المسكين تائها حائرا بين هذه التيارات القبيحة من العادات ووقفت البنت مسكينة حائرة تشكي أمرها إلى الله وتشكي حالها إلى الله, ووالله لولا حياء فتياتنا ولولا حياء أخواتنا ولولا حياء بناتنا لصرخنا في وجوهنا في الليل والنهار وقالوا ارحموا عجزنا وارحموا ضعفنا واستروا عوراتنا ماذا تصنع البنت بغنى أبيها ؟ ماذا تصنع البنت بغنى أمها ؟ هل تريد لابنتك أن تقضي عمرها في بيتك ؟ هل تريد لابنتك أن تقضي عمرها في فراشك ؟ والله ما لهذا خلقت ولا لهذا وجدت بل ما وجدت إلا لتكون في بيت زوجها وإلا لتكون في عش الزوجية لتباهي الأمم ولتباهي الدنيا بنسلها الذي تربيه على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
محاضرة للشيخ محمد حسان بعنوان .. رفقا بشبابنا وفتياتنا
وفي الحديث الذي رواه الإمام احمد في مسنده وللحق إن في إسناد هذا الحديث عيسى ابن ميمون قال عنه الإمام البخاري منكر الحديث وبقيه رجال الإسناد ثقات وروى الحديث من طريق أخر الإمام ابن حبان وقال حديثه حسن من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن أعظم النكاح بركه أيسره مؤنة" (خفف لا تسرف) يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا والحديث رواه البخاري ومسلم يسروا على عباد الله ارحموا شباب الأمة ليرحمكم الله ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ارحموا الشباب والفتيات يسروا لهم أمر الزواج, وخففوا عليهم عبأ الزواج , يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ألا تعلمون أن رسولكم صلى الله عليه وسلم قد زوج رجلا بما معه من القرآن, إيه والله زوج رجل بما معه من القرآن ولذلك بوَّب الإمام البخاري بابا في كتاب النكاح في صحيحه بعنوان باب التزويج بالقرآن وبغير صداق انظروا إلى فقه البخاري ورحم الله من قال فقه البخاري في تراجمه يترجم للباب بهذا العنوان باب التزويج على القرآن وبغير صداق وروى في هذا الباب حديث سهم ابن سعد رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني وهبت نفسي لك (جاءت المرأة واهبه نفسها لرسول الله وهذا أمر خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وحده دون غيره من سائر الأمة) يا رسول الله إني وهبت نفسي لك فقامت المرأة قياما طويلا فقال رجل :يا رسول الله زوجنيها إن لم تكن لك بها حاجه (انظروا إلى الأدب) زوجنيها إن لم تكن لك بها حاجه فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل معك شيء ؟ تَصدُقها إياه (أي تقدمه لها صداقه ) قال :لا , ليس معي إلا إزاري .( سبحان الله) فقال النبي عليه الصلاة والسلام :"لو أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك التمس شيئا (أي ابحث عن شيء آخر تقدمه لها) فذهب الرجل فلم يجد شيئا فرجع إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال له النبي التمس ولو خاتم من حديد فقال الرجل: لم أجد شيئا (لم يجد حتى خاتما من حديد يقدمه صداقا لامرأته أو لزوجته أو لهذه المرأة لكي يتزوجها ) التمس ولو خاتما من حديد فلم يجد فقال له النبي عليه الصلاة والسلام :" هل معك شيء من القرآن ؟ قال:"نعم معي سورة كذا وكذا من سور يسميها "(اتدرون ماذا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟) قال :" قد زوجتكها بما معك من القرآن " نعم هذا هو إسلامنا هذا هو ديننا وهذه هي أخلاق نبينا عليه الصلاة والسلام قد زوجتكها بما معك من القرآن انه التيسير يا عباد الله إنه التخفيف ,إن المرأة ليس لها في هذا الوجود إلا أن تجلس وان تعيش مع زوج يتقي الله ويعينها على طاعة الله ويأخذ بيدها وتأخذ بيده إلى مرضاة الله جل وعلا, لا أن تجلس مع أبيها ولا أن تجلس مع أمها إذا ما جاءها سن زواجها وسن إحصانها وسن إعفافها, ولا ينبغي أن ننسى هذا المشهد المهيب هذا المشهد الكريم أزفه إلى الآباء والأمهات ,انه مشهد زواج بنت سيد التابعين سعيد ابن المسيب سيد التابعين عاصر كثيراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعترف معظم علماء الحديث بمراسيل أكثر من اعترافهم بمراسيل سعيد ابن المسيب كما قال احمد وغيره .
سعيد ابن المسيب كانت له فتاه أتدرون من خطبها لابنه ؟ خطبها أمير المؤمنين عبد الملك ابن مروان خطبها لولده الوليد أي نسب وأي شرف , أمير المؤمنين يخطب فتاة لولده إنها زيجة يحرص عليها كل الناس ولكن إن من ملأ الإيمان قلبه وملأ التقى جوانحه يريد أن يقدم ابنته لرجل صالح تقي نقي يراقب الله فيها ويتقي الله فيها ولو كان فقيرا, لا يملك من حطام الدنيا شيئا ورفض سعيد ابن المسيب أن يزوج ابنته للوليد بن عبد الملك بن مروان واحتال عليه عبد الملك
محاضرة للشيخ محمد حسان بعنوان .. رفقا بشبابنا وفتياتنا
ابن مروان في ذلك فلما أبى سعيد ابن المسيب جلده مائه سوط, ارجعوا إلى سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي في المجلد الرابع تحت عنوان تزويجه ابنته. ضربه مائه سوط في يوم بارد وأبى سعيد ابن المسيب أن يقدم فلذة كبده وثمرة فؤاده أن يقدمها للوليد ابن عبد الملك ابن مروان وقدمها لطالب علم في حلقته فقير متواضع إلا انه وجد فيه التقى ووجد فيه الصلاح والفلاح قدمها لكثير ابن أبي وداعه رحمه الله يقول كثير والقصة أوردها الإمام أبو نعيم في الحلية وأوردها الحافظ في البداية والنهاية وأوردها ابن خلفان في وفيات الأعيان وأوردها الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء من طريق احمد ابن عبد الرحمن ابن وهب وعلى الرغم من أن كثيراً من علماء الجرح والتعديل قد ضّعف احمد هذا إلا أن الإمام مسلم رحمه الله تعالى قد احتج به على ضعفه وقد وثقه بن أبي حاتم وغيره. انفرد بها احمد بن عبد الرحمن ابن وهب يقول كثير ابن أبي وداعه: كنت ممن يجلس مجلس سعيد بن المسيب ففقدني أياما فسألني أين كنت فقلت لقد توفيت أهلي ( أي ماتت زوجته ) كان متزوجاً ما قال لا لن أزوجها لرجل قد تزوج قبل ذلك لا لا قال : أين كنت؟ قال :" لقد توفيت أهلي فانشغلت بها (أي ماتت زوجتي فانشغلت بها) فقال سعيد هلا أخبرتنا فشهدناها معك ثم قال سعيد ابن النسيب على استحدثت امرأة أخرى (أي هل تزوجت غيرها ) فقال له كثير ابن أبي وداع يرحمك الله يا أبى محمد ومن يزوجني ولا املك من الدنيا إلا درهم أو درهمين وفي رواية إلا درهمين أو ثلاثة فقال له سعيد أنا أزوجك إن فعلت تفعل ؟ قال : اوتفعل ؟قال :نعم . يقول فقام سعيد فحمد الله عز وجل وأثنى عليه وصلى على رسول الله وزوجني ابنته على درهمين. يقول كثير:" فانطلقت وأنا لا اعلم ماذا اصنع من الفرح ودخلت إلى بيتي فصليت المغرب وعدت إلى داري وكنت صائما فقدمت العشاء وكان خبزا وزيتا وبينما أنا جالس أفكر فيمن أستدين منه وإذا ببابي يقرع فقلت من ؟ قال : سعيد . يقول ففكرت في كل واحد اسمه سعيد الا سعيد ابن المسيب فانه منذ أربعين سنة لم يرى إلا بين مسجده وبيته ففتحت الباب فإذا به سعيد ابن المسيب فقلت يا أبا محمد ظننت انه قد فكر في شي آخر وغير رأيه فقلت يا أبي محمد هلا أرسلت إلي فأتيك فقال سعيد ابن المسيب قال لا أنت أحق أن تؤتى ", ثم قال سعيد : " يا كثير لقد فكرت في أنك عزب أي لا زوج لك وقد زوجتك فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وإذا بابنته واقفة في طوله من خلفه فأخذها بيده ودفعها إلى دار كثير ابن أبي وداعه وأغلق الباب وانصرف, يقول كثير فسقطت المرأة من الحياء .كُنَّ على حياء فسقطت المرأة من حياءها, يقول فخشيت أن ترى الخبز والزيت فجلعتهم وراء الشعلة وراء الضوء حتى لا تصدم لأول مرة بعيشته, وصعدت إلى سطح منزلي فناديت على جيراني فجاءت زوجة من نساء الجيران فدخلت إليها لتؤنسها ولما علمت أمي بذلك جاءتني وقالت وجهك من وجهي حرام يا كثير إلا أن تمسها قبل ثلاثة أيام يقول كثير ابن أبي وداعه :" فتركتها ثلاثة أيام حتى جهزوها واعدوها فدخلت عليها فإذا بها من أجمل النساء ومن أعلمهم ومن أحفظهم بكتاب الله واعلمهم بسنه رسول الله واعرفهم بحق زوج ,فغبت معها ولم اخرج إلي مسجد سعيد ابن المسيب شهرا كاملا وبعد شهر خرجت إلى سعيد ولما انفض المجلس اقترب مني وقال: كيف حال هذا الإنسان قال :بخير حال بحال يسر الصديق ويسوء العدو, فقال لي سعيد خذ عشرين ألف درهم لتستعين به على حياتك أعطاه عشرين ألف درهم وعاد .
بالله عليكم بأي شيء نعلق فماذا نقول رحم الله من قال :" رغيف خبز واحد تأكله في زاوية وكوز ماء بارد تشربه من صافيه وغرفه نظيفة نفسك فيها هانيه وزوجه مطيعة عينك عنها
محاضرة للشيخ محمد حسان بعنوان .. رفقا بشبابنا وفتياتنا
راضيه وطفله جميله محفوفة بالعافية واختارك الله له حتى تكون داعية خير من الدنيا وما فيها وهي لعمري كافيه". ما هذا انه الإسلام يا عباد الله هذا هو ديننا يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا, اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد يا رب العالمين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب انه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه وعلى اله وصحبه وسلم .
أما بعد وأخيرا أيتها الأخت الفاضلة الكريمة ,أزف إليك هذه القدوة بعدما حدثنا الآباء وتحدثنا مع أمهاتنا الفضلوات الكريمات , أزف إليك هذه القدوة يا بنت الإسلام يا أصل العز ويا أصل الشرف, يا من اغظتي أعداء الإسلام بحجابك وتمسكك بدينك والتزامك يا درتنا المصونة ويا لؤلؤتنا المكنونة, أزف إليك هذه القدوة لتتحدثي بها بين أبيك وأمام أمك إذا ما تقدم إليك الزوج الصالح تكلمي وتحدثي بخلقك العذب وبلسانك الحلو ولا تستحي أن تعرضي قضيتك بين يدي أبيك وبين يدي أمك. هذه القدوة يزفها إلينا التاريخ إنها زوج شريح القاضي ومن شريح؟ انه شراحيل أو شرحبيل ابن حسنه, الذي ولاه عمر ابن الخطاب قضاء الكوفة فمكث فيه ستين سنه و ضرب في بعدله مثل , له ترجمه طويلة في صور أعلام النبلاء للإمام الذهبي في المجلد الرابع يمر عليه الشعبي يوما والشعبي هو عالم وإمام التابعين واعلم التابعين ,كما قال زيد عن مكحول اعلم التابعين الشعبي وله ترجمة طويلة أيضا في السير في المجلد الرابع.
يقول التقى شريح بالشعبي فقال الشعبي لشريح : كيف حالك يا شريح ؟ قال بخير حال. قال : كيف حال اهلك ؟ (أي كيف حال زوجك) فقال شريح: والله يا شعبي منذ عشرين سنة لم أرى من زوجي ما يغضبني قط ,قال الشعبي: سبحان الله وكيف ذلك ؟ قال شريح : يا شعبي منذ أول ليله دخلت فيها على زوجتي رأيت بها جمالا نادرا وحسنا باهرا فقلت أصلي ركعتين شكرا لله (يعترف لله بالفضل ما قال أقوم لابحث عن كاس خمر أو عن شريط قذر نجس أو عن فيلم اقضي الليلة معه فيلم داعر , لا بل قال أقوم أصلي ركعتين شكرا لله عز وجل ) يقول شريح : فلما صليت وسلمت رأيت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي (دخلت معه في الصلاة لله جل وعلى ) فلما انتهينا وانفض الأهل والأحباب مددت يدي نحوها فقالت علي رِسلك يا أبى اميّة اسمعوا ماذا تقول هذه المرأة وماذا تقول هذه الزوجة في ليله بناءها على رِسلك يا أبى أميه ثم قالت احمد الله واستعينه واستغفره واصلي واسلم على رسول الله وبعد أبى اميّه إني امرأة غريبة عنك لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فأتيه وما تكرهه فاتركه أبا اميّه لقد كان لك من نساء قومك من هي كفؤ لك ولقد كان لي من رجال قومي من هو كفؤ لي أما وقد قضى الله أمرا كان مفعولا وما نكفى فاصنع ما أمرك الله به فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولك (الله اكبر) يقول شريح فأحوجتني والله إلى الخطبة في ذلك يا شعبي فجلست وقلت : احمد الله واستعينه واستغفره واصلي واسلم على رسول الله وبعد فانك قلتي كلاما إن ثبتي عليه يكن حظك وان تدعيه يكن حجه عليك, أما إني أحب كذا وكذا واكره كذا وكذا قالت: فما تحب من زيارة أهلي قال: ما أحب أن يملني أصهاري قالت :فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك قال: بنو فلان قوم صالحون, وبنو فلان قوم سوء وما رأيت من حسنه فانشريها وما رأيت
محاضرة للشيخ محمد حسان بعنوان .. رفقا بشبابنا وفتياتنا
من سيئة فاستريها يقول: شريح فبت معها بأنعم ليله ومكثت معها عشرين سنه والله لم اعتب عليها في حياتي إلا مرة واحد واشهد الله إني كنت لها ظالما قلت يا لها من عيشه هانئة راضيه وهكذا تكون المرأة الصالحة التي تراقب الله جل وعلى في زوجها وتتقي الله تبارك وتعالى في بعلها هذا هو الزواج .
نداء للآباء ونداء للأمهات ونداء للفتيات ونداء للشباب, أسال الله جل وعلا أن يحصّن فروجنا أن يحصّن فروج شباب امتنا وفتياتنا وبناتنا انه ولي ذلك ومولاه
اللهم حصن فروجنا اللهم حصن فروجنا
اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء
اللهم يسر لشباب الأمة زواجا يعف به نفسه ويسر لفتيات الأمة زواج يعففن به أنفسهن أنت ولي ذلك والقادر عليه
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم أصلح شبابنا وأصلح نساءنا وأصلح فتياتنا وبناتنا أنت ولي ذلك ومولاه
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك
اللهم اعز الإسلام وانصر المسلمين وأعلي بفضلك كلمة الحق والدين وأذل الشرك والمشركين وارنا في أعداء الدين يوما كيوم عاد وثمود أنت ولي ذلك والقادر عليه يا رب العالمين
اللهم وفق ولاة الأمر لما تحبه وترضاه اللهم اعنهم للعمل بكتابك وللاقتداء بشرع نبيك صلي الله عليه وسلم اللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
أحبتي في الله هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطا أو سهو أو نسيان فذلك مني ومن الشيطان والله والرسول منه براء.
