حالة من عدم التفاؤل سيطرت على باحثين سياسيين من الولايات المتحدة الأمريكية ومصر حيث أكدوا أن الإدارة الأمريكية الجديدة، برئاسة الرئيس المنتخب باراك أوباما، لن تضيف جديداً إلى القضية الفلسطينية، وأن تلك الإدارة عليها عبء شديد لإعادة تحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية، التى وصلت إلى «الحضيض»، خلال السنوات الخمس الأخيرة فى إدارة بوش الابن، وتوقعوا أن تكون قضية دارفور على قمة اهتمامات القضايا المثارة فى المنطقة العربية من جانب الإدارة الجديدة.

قالت مارينا أوتاواى، مديرة برنامج الشرق الأوسط فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، خلال ورشة العمل التى نظمها مركز القاهرة، بعنوان: «تقييم السياسات الأمريكية تجاه حقوق الإنسان فى المنطقة العربية على ضوء موقفها من مذبحة غزة» إن هناك اختلافات كبيرة بين قائمة أولويات الرئيس المنتخب أوباما وبين الرئيس بوش الابن، خاصة تجاه القضية الفلسطينية،

وأضافت أنه فى الوقت الذى جاءت فيه القضية الفلسطينية فى آخر أولويات الرئيس أوباما، كانت العراق ثم إيران وأفغانستان فى أولويات الرئيس بوش.

وأضافت أوتاواى أنه يجب على العرب عدم توقع الكثير من الإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة تجاه عملية السلام فى المنطقة، قائلة: «يجب على الدول العربية المبادرة، لإجبار الإدارة الجديدة على التعامل مع قضية السلام، كما فعل الرئيس الراحل السادات».

أما توماس كاروثر، نائب رئيس وحدة دراسات السياسة الدولية فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، فقد توقع أن يكون تعزيز واشنطن للديمقراطية العربية متدنياً، بعد أن وصلت الديمقراطية الأمريكية إلى «الحضيض».

وتحدث الدكتور عمرو حمزاوى، كبير الباحثين بمؤسسة كارنيجى، عما سماه حدوث تغيير جزئى فى سياسة الرئيس الأمريكى الجديد، الخاصة بمفهوم الديمقراطية فى الشرق الأوسط، وليس تغييراً كلياً أو كبيراً كما يعتقد الكثيرون،

وأشار إلى وجود مجموعة من العوامل التى ستؤدى إلى ذلك التغيير الجزئى، منها الصراعات الإقليمية التى تشهدها المنطقة، كما حدث فى فلسطين، وقال إن الشعوب العربية عندما خرجت للتضامن مع غزة، خرجت من منطلق «الهم العربى» وليس من منطلق حقوقى.

وانتقد خليل عنانى، الكاتب والمحلل السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الإعلام الأمريكى خلال تغطيته أحداث غزة الأخيرة، قائلاً: «من الصعب التحدث عن دور أمريكى حقيقى فى حقوق الإنسان، وهناك الكثير من القطاعات الأمريكية التى تبرر ما يحدث فى غزة، بما فيها الإعلام الأمريكى الذى قام بعملية غسيل لأدمغة مشاهديه».

وأرجع الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية ورئيس حزب الجبهة الديمقراطية، عدم ثقة الشعوب العربية فى الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب صلتها الوثيقة بإسرائيل، مؤكداً أن هذه العلاقة «تشوه» كل تدخل أمريكى فى المنطقة.

وقال الغزالى إن مشكلة المنطقة العربية بما فيها مصر ليست «إسلامية»، كما تدعى الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما «اللاديمقراطية السلطوية المستبدة» الموجودة فى المنطقة.