| تسجيل عضوية جديدة | استرجاع كلمة المرور ؟
Follow us on Twitter Follow us on Facebook Watch us on YouTube
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قصة العنزة

  1. #1

    الصورة الرمزية أبو عبد الله***

    رقم العضوية : 372

    تاريخ التسجيل : 30Apr2007

    المشاركات : 179

    النوع : ذكر

    الاقامة : الأسكندرية

    السيارة: لا

    السيارة[2]: كروز

    دراجة بخارية: لا

    الحالة : أبو عبد الله*** غير متواجد حالياً

    افتراضي قصة العنزة - Facebook Twitter whatsapp انشر الموضوع فى :

    hasad">

    قصة العنزة ـ محمد يوسف عدس


    محمد يوسف عدس (المصريون) : بتاريخ 8 - 2 - 2009
    نشأتُ فى قرية بالدقهلية تسمى بُهُوتْ (تردد إسمها مُجدّدًا فى الصحف ضمْن قضية مواجهة بين الفلاحين وبين الشرطة عندما حاولت قوات الشرطة إخراج الفلاحين بالقوة من أرض تملّكوها من الإصلاح الزراعى بعقود رسمية وظلوا يزرعونها منذ أكثر من نصف قرن .. وكنت أود أن أكتب فى هذا الموضوع كشاهد عيان ، لولا أن داهمتنا اخبار الحرب الإسرائيلية على غزة فشغلنا بها [ لاحظ أن الذين حاولوا إخراج الفلاحين بالقوة من أرضهم لصالح طبقة استغلالية جديدة فى المجتمع الريفى هم أنفسهم الذين يحاصرون غزة ويغلقون المعبر]...
    أعرف تاريخ بهوت منذ نشأتها من مخطوط أحتفظ به ميراثا من خالى (رحمه الله) فقد كان مؤرّخا معنيّا بالتاريخ المحلّى .. وقد نُشر له عدد قليل جدا من هذه المخطوطات فى هذا الباب .. عرفت من هذا المخطوط أن إسم هذه القرية أُشتُقّ من إسم قبيلة عربية ولكن حُرّف آخر حرف فيه من( الدال إلى التاء)لسهولة النطق .. أما أنا فقد عاصرت أحداثا كثيرة ومثيرة للدهشة فى هذه القرية العجيبة التى كان تعداد سكانها فى ثلاثينات القرن الماضى لا يزيد عن أربعة عشر ألف نسمة..وقد بلغ الآن فيما سمعت اكثر من مائة وعشرين ألف نسمة ، من هذه الأحداث المثيرة للدهشة والتى شاهدتها طفلا.. (وربما مما لا يعرفه كثيرمن سكان بهوت أنفسهم الآن) أن الملك فاروق قام بزيارة هذه القرية (على ماأذكر فى سنة 1945) .. ولم يكن هناك تلفاز يسجّل هذه الزيارة الملكية وإنما سجلته الإذاعة المصرية .. التى سمعتُ مذيعها الذى كان يغطى الزيارة يقول (هنا بهوت بدلا من هنا القاهرة) ، حضر الملك فاروق إلى بهوت بناءً على دعوة من أسرة محمد بدراوى عاشور بمناسبة حصول ثلاثة أخوة منهم على لقب الباشوية هم : عبد المجيد وسامى ومحيى الدين .. وفى سنة 1949 زار القرية فؤاد سراج الدين .. سكرتيرعام حزب الوفد.. فى هذه المرة كانت الدعوة موجّهة من أهالى بهوت، ( وكان أبى عضوا مؤسّسا لفرع حزب الوفد فى القرية) .. فى تحدّ سافر لتوجّهات فرع آخر من أسرة بدراوى عاشور التى كان عميدها سيد بدراوى.. الذى كان ينتمى للحزب السعدي .. وكان البهوتيون يكرهون سيد بدراوى لغلظته فى معاملة الفلاحين معاملة العبيد .. كما كانوا يكرهون الحزب السعديّ لسياسته الموالية للإنجليز .. وفى صيف 1951 قامت ثورة عارمة فى بهوت ضد القصر الحاكم .. وكانت هذه أول إنتفاضة دموية ضد الإقطاع فى مصر وكانت لقضيتها فى المحاكم دويا كبيرا لدى الرأى العام ..إجتذبت اهتمام الصحافة المصرية الحرّة وكانت الصحافة المصرية كلّها حرّة فى ذلك الوقت .. كان لهذه الانتفاضة أكبر الأثر فى قيام الإنقلاب العسكرى على الملك فى صيف العام التالى( 1952) .. هذا على الأقل مافهمته من قراءاتى اللاحقة بعد فترة من الزمن خصوصا للكتابات الأجنبة .. ربما من أبرزها ماكتبه المستشرق الفرنسى جاك بيرك .. أعرف أن صديقى الفنان ورسّام الكاريكاتير المبدع محمد حجى فسّر هذه الثورة بأن لها خلفية ماركسية (شيوعية ) وربما كان هذا هو سر اهتمامه بها وحرصه على الإتصال بقيادات إنتفاضة الفلاحين فى بهوت .. وقد أطلعنى على رسوماته لأشخاص هذه القيادات ممن كنت أعرفهم معرفة شخصية مثل محمد حامد البهوتى ومحمود مجاهد مشعل وحسين البسيونى الذى استقرت فى فخذه رصاصتان ...
    إلتقيت بمحمد حجى فى تونس فى ثمانينات القرن العشرين.. كنت فى تونس ممثلا لجامعة قطر فى مؤتمر للجامعة العربية عن ميكنة المكتبات الجامعية وإنشاء شبكة معلومات بين الجامعات العربية .. دعانى محمد حجى لتناول الغداء فى منزله حيث كان فى ذلك الوقت رئيسا لقسم النشر بالجامعة العربية .. أطلعنى على الرسومات البارعة التى عبّرت أصدق تعبير عن ملامح شباب من بهوت كنت أعرفهم معرفة جيدة .. ولم أحاول الجدل معه كثيرا حول الإنتماء الأيديولوجى لأولئك الشباب فقد كنت أعرف شدّة حساسية محمد للنقد الشخصي وربما أدى إنفعاله إلى تراجعه عن إستضافتى للغداء .. !! فعلّقت ببعض تعليقات فكهة على ميل الماركسيين فى مصر لنسبة كل ثائر أوناقد لظلم الإقطاع من الكتاب والشعراء إلى مذهبهم الماركسي بدون تحرٍّ للحقيقة .. والمهم أننى عندما حاولت تفسير أحداث بهوت بعد ذلك تبيّن لى أن هذه القرية بحكم تركيبتها التاريخية والنفسية تتميز بروح التمرد على الظلم .. شديدة الأعتزاز بكرامتها (رغم فقر غالبيتها السكانية) .. ولعل هذا يفسر لنا تقلّب إنتماءاتها السياسية .. فقد تخلّت عن ولائها لحزب الوفد لأن فؤاد سراج الدين إتخذ جانب أنسبائه من عائلة البدراوى عاشور وكان فى ذلك الوقت وزيرا للداخلية فأرسل إليهم عباس عسكر حكمدار الغربية وكان مشهورا بشدّته وميوله الإستعراضية فى قمع المظاهرات والأهالى ...
    جلب فرقة الهجانة بكرابيجهم وفرض على القرية الحصار والإقامة الجبرية فى بيوتهم من بعد المغرب إلى الساعة السابعة صباحا .. كنت أنا شخصيا لا مصلحة لى فى الخروج لآ صباحا ولا مساء ولكنى شعرت بالإهانة والحرمان من الحرّية مثل بقية الأهالى .. وهذا الشعور فى حد ذاته جعل الأهالى يكرهون حزب الوفد وينصرفون عنه .. و قد عبر البهوتيون عن غضبهم فى خلال عامين حيث دعوا المستشار حسن الهضيبى المرشد العام للإخوان المسلمين لزيارة بهوت واستقبلوه إستقبالا حافلا .. متحدّين كل القوى السياسية الأخرى .. هذه إذن قرية متمرّدة وثائرة أو هكذا كانت قبل أن أرحل عنها وأرحل عن مصر بأثرها...
    الآن قد يسأل أحد القراء إذا كان لا يزال يتذكر ما ورد فى آخر عبارة بمقالتى السابقة (التبعية والهوان إلى متى..؟ إذ سألتُ: لماذا رضينا بالعيش أذلاء مُهمَّشين.. وهل هذا إختيار إخترناه ..أم قُُهِرنا عليه قهرا ..؟ ثم وعدت بأن الإجابة على هذا السؤال تأتى فى قصة العنزة ...
    أنا لم أنس وعدى .. وكل كلام ذكرته فى قصة بهوت (وهى قصة حقيقية تماما لا نصيب للخيال فيها) لا يبعد عن قصة العنزة بل هو فى الصميم منها .. و أعتقد أن قصة العنزة لا يمكن فهمها فهما صحيحا إلا فى إطارها السياسي والتاريخي والنفسي الإجتماعي الذى تمثّله بهوت .. هذه القرية المتمردة العاشقة للحرية التى تمرّدت على ظلم الإقطاع وبالأخص على المعاملة المهينة التى تعرّض لها فريق من أبنائها عندما ذهبوا يعرضون على العمدة المسئول وجهة نظرهم فى خلاف طرأ بينهم وبين ناظر العزبة الذى تطاول عليهم بالسباب وأظهر لهم كِبْره وعدم رغبته فى الإنصات إليهم .. فقذفوا به وبحنطوره فى الترعة .. وصمموا ألا يبقى بعد اليوم فى بهوت .. وعندما ذهبوا يشكونه إلى العمدة (محي الدين بدراوى وكان رجلا عاقلا وليّن الجانب فلم يجدوه فى السلاملك ..ووجدوا بدلا منه أخوه عبد العزيز وكان مشهوربصلفه وقسوته .. ولا يعرف من أساليب الحوار إلا الخيرزانة والبندقية.. فلما ضرب مندوب الفلاحين محمد حامد البهوتي وكان شابا قوي البنية سامق القامة معتزّا بكرامته خطف الخيرزانة من يده وانهال بها عليه ضربا فهرب عبد العزيز بدراوى أمام هجوم الفلاحين وتحصّن فى داخل القصر ...
    بدات الواقعة تتطور من ملاسنة كلامية إلى ضرب باليد ثم بالرصاص فخرج أهل القرية جميعا واشتعلت الثورة .. حيث دمّرالفلاحون السلاملك مقر السلطة وأحرقوا مخازن الوسية فتفجرت براميل السولار .. كانت تتطاير فى السماء وتحدث أصواتا كصوت انفجار القنابل .. اشتعلت النيران فى مخازن السلطانم .. وخرج الناس من بيوتهم حتى لا تمتد النار إليها فيموتون حرقا .. وظلت النار مشتعلة طول الليل فى سماء القرية .. بينما الفلاحون يحاصرون القصر .. وقد اعتزموا الفتك بعبد العزيز بدراوى .. الذى تمكّن فى اليوم التالى من الهرب من القرية الغاضبة فى شنطة سيارة الحاكمدار كانت حادثة مروّعة إنتقشت فى ذاكرتى إلى اليوم وقد مرّ عليها الآن ثمانية وخمسون عاما ...
    قصة بهوت هى قصة مصر كلها وما حدث خلال الثمانية والخمسين سنة الماضية وخصوصا فى ربع القرن الأخير هو الذى أثمر هذا الفرق الهائل بين الصورتين صورة المصري الحرّ الذى ّ يثور لكرامته ولا ينحنى لجلاديه وصورته الحالية المنهزمة التى نعرفها جميعا دون ذكر للتفاصيل ... كنت فى طفولتى أعشق أشياء أخرى أهم من السياسة وأكثر متعة وإثارة للخيال .. وكنت متمردا أيضا ، فلا تنسى أننى بهوتي من نسل متمردين.. وكان مظهر تمرّدى فى ذلك الزمن أننى لم أكن أعبأ بنصائح أمى التى كانت تخشى عليّ من السيرفى شوارع القرية وأزقّتها ساعات طويلة تحت أشعة الشمس فى الصيف فقد كانت تعرف أننى ضعيف البنية لا أتحمّل قسوة الحرّ وضربة الشمس .. كنت إذا هبط فى القرية القرداتى العجيب ورأيته يسحب حماره والقرد والعنزة على ظهره أتبعه طول اليوم فى كل مكان يذهب إليه وأنا مفتون بألعاب القرد الذى يطيعه فى كل كلمة أو إشارة .. و فى يوم من الأيام جاء القرداتى وليس معه القرد العجيب .. فلم يكن على ظهر الحمار إلا العنزة .. ومع ذلك لم أستطع مقاومة الإغراء وحب الإستطلاع فخرجت رغم التحذيرات .. معتمدا على موقف أبى الذى كان لا يقبل أن يمسّنى أحد بسوء أو ينهرنى .. فقد كان (رحمه الله) رجلا بالغ الرحمة بالأطفال والشفقة على الضعفاء .. وكنت أعرف أن أمى تهدّد فقط خوفا على حياتى.. ولكنها لم تكن لتقدر على إيذاء نملة .. خرجت لأرى ماذا سيفعل القرداتى هذه المرة بدون قرد .. جلس القرداتى وتحلّق الناس حوله .. الكبار والأطفال .. فمد يده فى (خُرجٍٍ) على ظهر الحمار فأخرج عصًى خشبية غليظة لا يزيد طولها عن أربعين سنتيمترا، وثبّتها على الأرض بيده اليمنى ثم أشار بيده اليسرىنحو العنزة فقفزت من فوق الحمار إلى الأرض و أسرعت إليه ووقفت أمام العصى مشرئبّة بعنقها فى تحفّز واستعداد لتلقّى أوامره .. فربت على ساقها اليمنى الأمامية ثم وضع إصبعه على قمة العصى فرفعت ساقها ووضعت قدمهافوق العصى حيث أشار .. فربت على ساقها اليسرى الأمامية وأشار إلى العصى مرة ثانية فوضعت قدمها اليسرى ملاصقة للقدم الأخرى .. فى هذه اللحظة قلت لنفسى هذا يكفى لعنزة مجتهدة .. ولكن الرجل واصل أوامره وإشاراته حتى إرتفعت العنزة بكل جسمها مرتكزة بحوافر اقدامها الأربعة جميعا فوق العصى على مساحة لا تزيد عن ثمانية سنتيمترات مربعة .. فى توازن مذهل .. وبدأت تمأمئ رافعة رأسها فى سعادة والناس يصفقون لها إعجابا .. حتى وضع الرجل يده على الأرض .. فقفزت العنزة هابطة إلى الأرض حيث أشار وهى ماتزال تمأمئ وكأنها تتوسل إليه أن يمنحها جائزتها على الطاعة وحسن الأداء .. فأخرج الرجل شيئا من جيبه ووضعه فى فمها فقفزت قفزة رشيقة لتستقر على ظهر الحمار وهى تمضغ الطعام الذى حصلت عليها جزاء ما أبدته من مهارة وامتثال للأوامر ...
    إنتهت قصة العنزة... وعدت إلى البيت أفكر فى هذا السر العجيب الذى جعل العنزة تخرج من طبيعتها التى فطرها الله عليها: من عشق للحرية والإنطلاق فى الأرض حيث الماء والكلأ الأخضر إلى الرضا بالحبس والمسخ لتصبح أضحوكة وتسلية للعالم الذى لا يرحم .. كنت وأنا أدرس وأقرأ فى كل مراحل حياتى أحاول أن أفهم سر هذا التحول الهائل من حالة الفطرة والسواء إلى حالة المسخ والشذوذ .. خلال مايقرب من خمسة وستين عاما لم أنقطع فيها عن الدرس والقراءة يوما من الأيام إلا فى حالة المرض الشديد .. قرأت آلاف الكتب.. و درست الفلسفة وعلم النفس وعلم الإجتماع .. ودرست علم المكتبات وعلم المعلومات .. ودرست الإقتصاد والسياسة والإدارة .. فى محاولة دائبة للفهم .. ولم أدرك إلا متاخرا جدا أن الإجابة على أسئلتى كانت موجودة بوضوح مذهل فى الكتاب الذى كنت أقرأ فيه كل يوم بحكم العادة (كتاب الله ) .. وهذه قصة أخرى تستحق وقفة تأمّلية فى مقال مستقل ...
    غاب عن ذهنى أن العنزة تحت وطأة الحبس والجوع مع التدريب المكثّف لفترات طويلة متصلة .. وحافز الحصول على الطعام جزاء النجاح فى تنفيذ الأوامر هو السبب وراء سلوكها المبهر الذى يخالف فطرتها وطبيعتها.. وهذا مايحدث للبشر تحت أى نظام قمعى بوليسي .. وهو مايحدث للشعوب والدول التى تخضع لهيمنة وطغيان الدول الغنية الكبرى فى هذ1ا العالم .. وهذا ما حاولته إسرائيل دائما مع الشعب الفلسطيني وماتزال تمارسه بعنفوان أكبر مع أبناء غزة لإقتلاع روح المقاومة بالحصار والتجويع وإمتهان كرامة الإنسان بنسف بيته وتعريته ليعيش فى العراء بلا سقف فوق رأسه ولا فضاء خاص به يحفظ له خصوصيته وإنسانيته ...
    فى ضوء نظرية العنزة فهمت سر نجاح الطغاة المتجبرين فى تطويع شعوبهم والسيطرة عليها .. لقد إكتشفت أن دارون صاحب نظرية التطوّر والمشهور عند الناس بقوله: أن أصل الإنسان قرد .. إكتشفت أن دارون هذا كان مغفّلا كبيرا.. لأن أصل الإنسان كان إنسانا خلقه الله حرّا مختارا وقد حمّله الله أمانة إختياره وحريته، ولكن بعض البشرممّن طُبّقت عليهم نظرية دارون هم الذين حاولوا إخضاع الإنسان لنظرية العنزة .. حتى يبقى القرد دائما فى موقع السلطة والهيمنة ويبقى الماعز فى موضع العبودية والمسخ ...
    فى ضوء نظرية العنزة فهمت سر نجاح الطغاة فى تطويع شعوبهم والسيطرة عليها : بالتجويع والحصار والتعذيب والتدريب وغسل العقول .. ومصادرة الحريات والقمع .. حتى تضيق الدنيا أمام عيني الإنسان فلا يرى إلا يدا واحدة ممتدّة إليه بالطعام هى يد الطاغية المتألّه .. الذى يحتكرلنفسه الرزق والطعام وحق العتق من العبودية المطلقة إلى عبودية مشروطة .. الطاغية الذى يحتكر الصحافة والإعلام والثقافة .. الطاغية الذى يحشد حوله جيوشا من المنافقين يسبّحون بحمده ويمجدونه من دون الله صباح مساء .. يقبّحون للناس الحسن، ويحسّنون لهم القبيح ... منافقين ينسجون له الفتاوى الدينية التى تناسبه .. ومنافقين كبارمن ترزية القوانون، يفصلون له القوانين والدساتير وفق مزاجه ورغباته.. وتسأل كيف يمكن أن يغسل الطاغية عقول الناس ..؟ وأقول: يكفى أجهزة إعلام الدولة وصحافتها التى تضخ حملات كذب وافتراءات كل يوم دون ملل وبل هوادة .. حتى يصبح الذى يقاوم هذا النباح المتواصل كالقابض على الجمر ...
    بسبب إدراكى لهذه الحقيقة كتبت منذ بضع سنوات مقالا قلت فيه: أن الحكومات المستبدّة لكى تنجح فى تتطويع شعوبها لا تتورّع [متعمّدةً] عن تجويع شعوبها وإنهاكها بالمرض .. وسوء العلاج .. وبالتخويف والترويع المتواصل لتخلق كائنا مسحوقا حكمته العليا فى كل حيات [أنه يمشى جنب الحائط ].. وفى مقال آخر تابعت هذه الفكر فى تطويع الشعوب التى تتمتع بقدريركبير من الديمقراطية لا يمكن الرجوع فيه .. فوجدت أنها تستخدم أساليب أكثر ذكاء وأعمق أثرا لتصل إلى أغراضها وتنجح فى حمل الجماهير على مساندة سياساتها الخارجية وفى حملاتها العسكرية الإمبريالية .. كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية لإقناع الأمريكيين للتطوع فى القوات المسلحة فى حربها على أفغانستان والعراق .. لا لمصلحة شعبها وإنما لخدمة فئة قليلة من البشر يمثلون قمة الطبقة الرأسمالية الحاكمة فى العالم، الذين يتحكّمون فى المال والصناعة [ إقرأ مقالى الذى تسرّب إلى شبكة الإنترنت من مجلة شديدة التواضع كنت قد نشرته حصريّا فيها بعنوان "الفاشية الناعمة" .. إبحث فى جوجول تحت هذا العنوان تجده] ...

    ملحوظة: إلى القارئ الكريم الذى سألنى :أين كتبى الأخرى أقول له أشكرك كثيرا على اهتمامك بكتبى .. لقد نفذت كل عناوينها ونسخها من السوق فيما عدا ثلاثة كتب لديّ منها بعض نسخ قليلة .. وهناك من الناشرين من يحاول إقناعى بإعادة النشرتحت عنوان سلسلة إقترحها هو .. فلما اعترضت على عنوانه قال: اقترح أنت ما يعجبك .. ومن ذلك اليوم وأنا أبحث فى رأسى عن عنوان مناسب .. فلا أجد فيه غير دويّ هائل .. وصوت من الغيب يقول: لم يعد أمامك إلا بعض صرخات إلى الناس قبل أن يُسدل الستار على خاتمة المسرحية ... فهل يصلح هذا يا صديقى عنوانا لسلسلة من الكتب أودعتها جهد العقل وحرارة القلب ولم أقصد بها غير وجه الله .. فلا تدفعنى يأخى إلى مزيد من البكاء على أمتى التى أراها تسير معصوبة العينين والأذنين إلى الإنتحار بخطى حثيثة .. فلا أنا قادر على إنقاذها وهى تقترب من الهاوية .. ولا هى قادرة على أن تسمع صرختى وندائي ... لا أملك إلا أن أدعو الله لعله أن يستجيب فادعُ معى: اللهم إنى أبرأ إليك مما يفعله السفهاء منا .. وأبرأ إليك من الذين يحاصرون هذه الأمة بالإستبداد والتجويع والإذلال.. وقهرها على أن تقبل بما لا تحبه أنت وترضاه لها ..آمين

    و دمتـــــــــم سالمـــــــــــين ...


    يقــا د للسجــن من ســب الزعيـــــم و من سـب الإلـــــه فإن النــــاس أحـــــرارا !!!......


  2. #2

    الصورة الرمزية Ramy-Ahmed

    رقم العضوية : 23942

    تاريخ التسجيل : 02Nov2008

    المشاركات : 144

    النوع : ذكر

    الاقامة : Giza

    السيارة: optra 2009

    السيارة[2]: Grande Punto 2007 Dualogic

    الحالة : Ramy-Ahmed غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    hasad">

    [QUOTE=أبو عبد الله***;645810]قصة العنزة ـ محمد يوسف عدس


    بسبب إدراكى لهذه الحقيقة كتبت منذ بضع سنوات مقالا قلت فيه: أن الحكومات المستبدّة لكى تنجح فى تتطويع شعوبها لا تتورّع [متعمّدةً] عن تجويع شعوبها وإنهاكها بالمرض .. وسوء العلاج .. وبالتخويف والترويع المتواصل لتخلق كائنا مسحوقا حكمته العليا فى كل حيات [أنه يمشى جنب الحائط ]..





    واعتقد ان فعلا هو ده حال فى مصر(الحبيبه).سياسه منظمه لانهاك الشعب بكل الطرق الممكنه.

    حسبى الله ونعم الوكيل.



 

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2