فبراير يسجل أسوأ مبيعات السوق الأمريكية منذ ديسمبر 1981
إنه أسوأ شهر منذ ديسمبر 1981.. هكذا كان أداء المبيعات في السوق الأمريكية لشهر فبراير 2009. وكيف لا وصناعة السيارات تواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود بعد أن عزف العملاء عن شراء السيارات الجديدة لعدم شعورهم بالثقة بالاقتصاد ولتخوفهم من فقدان وظائفهم في أي لحظة ولانزعاجهم من تراجع أسعار بيوتهم وممتلكاتهم.
وبينما تواجه جنرال موتورز خطر الإفلاس وتقتات الآن على القروض الحكومية، فقد سجلت لـ فبراير أكبر انخفاض بين كافة مصانع السيارات بتراجع 53.1 بالمائة، وسجلت فورد ثاني أسوأ المبيعات بتراجع 49.5 بالمائة بينما انخفضت مبيعات كرايسلر 44 بالمائة بالمقارنة مع نفس الشهر لعام 2008.
حتى المصانع اليابانية الكبيرة سجلت تراجعا ملحوظا فانحسرت مبيعات تويوتا 39.8 بالمائة وهوندا 38 بالمائة، ونيسان 37.1 بالمائة. وتشير تقارير بأن تويوتا طلبت قروضا من الحكومة اليابانية بقيمة 2 بليون دولار لتتمكن من تمويل عمليات بيع سياراتها بالتقسيط في السوق الأمريكية.
وجاءت نتائج المبيعات أسوأ من توقعات الخبراء، حيث لم تزد مبيعات الشهر من السيارات الجديدة عن 689,794 سيارة، وهي الأقل مقارنة بأي شهر منذ ديسمبر 1981.
وبهذا الأداء انخفضت المبيعات المعدلة على أساس سنوي إلى 9.05 مليون سيارة بعد تراجع مبيعات قطاع سيارات الركاب 38.6 بالمائة ومبيعات قطاع الشاحنات الخفيفة 44 بالمائة.
جدير بالذكر أن مبيعات السيارات الشهرية في السوق الأمريكية لم تسجل أي ارتفاع منذ أكتوبر 2007، وللشهر الثالث على التوالي زادت نسبة التراجع عن 35 بالمائة.
ولم ينحصر التراجع في المصانع الرئيسية، بل شمل هيونداي وفولكسفاجن وأودي. ووحدها سوبارو سجلت ارتفاعا في مبيعاتها، وضاعف فورستر على نحو غير متوقع مبيعاتها لتصل إلى 5,978 وحدة.
وجاء التراجع في المبيعات برغم ارتفاع حوافز البيع بمتوسط عام 15.9 بالمائة بالمقارنة مع فبراير 2008 وبنسبة 8 بالمائة مقارنة بشهر يناير الماضي.
وساهمت مبيعات الجملة في تخفيف التراجع إلى مستويات أدنى مما هي عليه، فقد شكلت من 18 إلى 19 بالمائة من المجموع العام للمبيعات مقارنة بـ15 بالمائة في يناير الماضي. وقالت جنرال موتورز بأن مبيعاتها للجملة انخفضت 75 بالمائة.
وعانت فورد من تراجع حاد في مبيعات شاحنة البيك أب F150 بلغ 55.1 بالمائة إلى 23,614 وحدة فقط. وقالت بأن العملاء الذين يحتاجون استخدامات البيك أب يشترونها فيما كان جزء كبير من العملاء في السابق يشتريها كمركبة نقل مميزة ورياضية ويكادون لا يستخدمون صندوقها الخلفي.
وتتوقع فورد أن تتحسن مبيعات البيك أب عندما يبدأ صرف الأموال التي أقرتها الحكومة الأمريكية لحفز الاقتصاد والشركات المالية، ولكن هذه الأموال لن تبدأ بتحقيق تحسن ملموس إلا في 2010 وفقا لخبراء في الاقتصاد.
وقالت فورد بأنها ستصنع 425 ألف سيارة خلال الربع الثاني من العام الحالي بانخفاض 38 بالمائة، وستصنع جنرال موتورز 550 ألف سيارة لنفس الفترة وبانخفاض 34.1 بالمائة.
ومن بين المصانع الأمريكية الثلاثة، وحدها فورد لم تسع للحصول على قروض حكومية وقالت يمكنها الصمود حتى لو تراجعت مبيعات السيارات الجديدة للسوق الأمريكية خلال العام 2009 إلى 8.9 مليون سيارة.
منقول