اللحية أو الذقن
أولاً لن أدخل في تفاصيل حكمها في الشريعة الإسلامية منعاً من الخلاف
لكن الخلاصة أنها سنة فعلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمر أتباعه المسلمين بإتباعها
لكن نحن في مصر كعادة مصر كل شيء يكون له منطق مقلوب
التعميم المرفوض
أيام الإرهاب تم إلصاق صفة الإرهاب باللحية
وتم التأكيد على ذلك في كل وسائل الإعلام من أفلام وأخبار
وتم التأكيد على ذلك بالمعاملة الرسمية من الشرطة والجيش لكل من هو ملتحي
لدرجة أن الأطفال في الشوارع كانوا أحياناً إذا رأوا رجلاً ملتحياً تهكموا عليه بالإرهابي
وتم التعميم على كل من هو ملتحي بأنه متشدد وإرهابي
ورغم أن التعميم مرفوض في أي شيء فليس كل القضاة مرتشين وليس كل الأطباء ينسون البطاطين في بطون المرضى وليس وليس ..
إلا أنه عند الملتحي توقف كل ذلك الكلام العاقل ليصرح الجميع بالتعميم
ووصل ذلك إلى المثقفين في البلد
أعرف دكتور كمبيوتر في التسعينات كان في أمريكا ورأى أنظمة كمبيوتر لا مثيل لها للتصوير بالقمر الصناعي للبشر على الأرض
وهذا الدكتور ملتحي
وعندما ذهب للعمل في بعض الدول العربية وكان له زميل مصري دكتور أيضاً
قال له زميله أنا لا أثق في أي أحد ملتحي فكلهم نصابين وإرهابيين ووو..
فقال له
إذا كان حضرتك في قمة الهرم الثقافي المصري وتتكلم بهذا التعميم فلا أجد عتاباً للعامة الجهلة الذين يتكلمون بنفس كلامك الخلاصة أن التعميم مرفوض
وإذا لم نقبل أنه مرفوض فلنقبل أن كل الدكاتره والمهندسين والمدرسين و... نصابين لأنه وجد البعض من كل نوع نصاب أما مسألة تقسيم الملتحين إلى أقسام
فأحب أن أقول أن هذه الأقسام تنطبق على الملتحين وغيرهم
ولكن العيب فينا
لأننا أصبحنا نحكم على الناس بمظاهرهم الخداعة
ولم يعد فينا إلا القليل جداً ممن لهم فراسة
نعم العيب فينا
لا تحكم على إنسان من مظهره أبداً
وكما قيل:
إحذر عدوك مرة وإحذر صديقك ألف مرة
أما بخصوص الحرية
فنحن نستورد من الغرب ونطبق بالمقلوب
فدعاة الحرية يصرخون طلباً للحرية
ولكن إذا كانت الحرية في إطلاق اللحية نجدهم يحاربونها
منطق متناقض
وأتذكر هنا رجلاً ملتحي يحكي لنا على موقف
:
قال له رجل غير ملتحي: إنت مربي دقنك ليه !!
فقال له: إنت حالق دقنك ليه
فقال الحالق : أنا حر
فقال الملتحي: وأنا أيضاً حر وقد يقول قائل أصلهم بيستخبوا روا اللحية وينصبوا ويعملوا
أقول له إذا وقعت في عملية نصب فلا تلومن إلا نفسك
سواء كانت من ملتحي ضحك عليك بشعر وجهه
أو كان من مريض ضحك عليك بشاش مربوط ومدلوق عليه زجاجة ميكروكروم
وبخصوص المعاملة المتحيزة
فقد كنت أعمل بشركة متعددة الجنسيات
وكان لي زملاء ملتحين
وكان الأجانب يتعاملون معهم بسهولة ويسر دون النظر إلى اللحية ولكن بالنظر إلى كفاءة الإنتاج وأمانة العمل
أما
بعض المديرين المصريين أعذروني (الحمقى) فكانوا يعاملون الملتحين بعدوانية وبإستقصاد وتحيز ويتعالون عليهم لمجرد أن لديهم حكم مسبق بمعاداة كل من له شعر متدلي من خديه (منتهى الحماقة)
وعندها عرفت لماذا تتفوق الإدارة الأجنبيه وبخصوص إعتبار البعض أن الملتحي مطلوب منه أن يتحول إلى ملك منزل لا يخطئ
فهذا مثال آخر لضياع التفكير
نحن كمسلمون ليس عندنا أشخاص مقدسون معصومون من الخطأ
فالعصمة من الخطأ تنتهي عند الأنبياء في رأي الإسلام
أما أن يدعي البعض أن الإنسان إذا قام بأداء عبادة معينة فعليه أن يكون معصوم فهذا فهم خاطئ يتحمل عواقبه صاحب هذا الفهم
والخلاصة:
لا تصنف الناس على حسب مظاهرهم ثم تعمم الحكم على كل مظهر
لا تثق في أحد مهما كان مظهره الديني أو غير الديني يوحي بالثقة
ومحص وتفحص جيداً في التعامل مع أي إنسان في هذا الزمان
إحذر عدوك مره***و احذر صديقك ألف مره
فلربما انقلب الصديق***فكان أعلم بالمضره
المفضلات