اختبار قيادة للنصر 128 1100 سى سى موديل 1988
هذه السيارة كانت لدى و بعتها منذ سنة و نصف و ابتعت بعدها الشاهين 1600 و الحقيقة أنه رغم جودة الشاهين و كفاءتها المعهودة
الا انى مازلت أشتاق لهذه السيارة الصغيرة الى درجة انى فكرت فى ابتياع 128 أخرى أقودها بجانب الشاهين.
مقدمة تاريخية :
---------
بدأت فيات ال128 فى سنة 1969 و قد كانت ال128 أسطورة فى وقتها و تربعت على عرش السيارات الصغيرة أنذاك و فازت بجائزة أحسن سيارة أوروبية كما انها أدخلت صناعة السيارات فى مرحلة جديدة تماما.
ال128 أول سيارة لدى فيات تندفع بعجلاتها الأمامية و هى تقنية أول من استخدمها سيتروين و لكن بداية انتشارها كانت مع الفيات 128 ثم الجولف(و للعلم فان الجولف كانت فولكس قد اقتبست تصميمها و ملامحها العريضة من ال128) و كذلك كانت اول سيارة فى العالم يوضع محركها بطريقة عرضية(و هو ابتكار مسجل باسم فيات).من هنا تنبع أهمية ال128 و لا ننسى كذلك أنها من أولى السيارات التى اعتمدت على جسم أحادى(علب) كما و أنها احدى اوائل السيارات التى اعتمد فيها سير الكاتينة المصنوع من الكاوتش بدلا من السلاسل.
و لكن نتيجة لكثرة الابتكارات الجديدة و الثورية نتج عن ذلك أيضا الكثير من الأعطال التى اشتهرت بها تلك السيارة و ذلك لأن هذه التقنيات و الابتكارات لم تكن قد صقلت بعد و لا جربت مما جعل ال128 كثيرة الأعطال نسبيا.
يبلغ وزن ال128 805 كلغ و يدفعها محرك 1116 سى سى من أربعة اسطوانات بقوة حصانية قدرها 55 حصان عند 6000 دد و ترتبط عجلاتها بعلبة تروس من 4 سرعات.
نظام التعليق الأمامى من طراز ماكفرسون و الخلفى تعليق مستقل و هى تقنية متقدمة جدا تساهم بجزء لا بأس به من ثباتها كما سنرى.و للعلم فان سيارة مثل الباسات لا تزال تزود بمساعد خلفى تقليدى بالأكس.
الأن لندخل الى مقصورة ال128 و نرى.
المقصورة
-------
البساطة تولد الجمال! هذا هو ما اعتمد فى تصميم المقصورة و التى رغم بساطتها الا انها لا تفتقر الى الذكاء. شىء ما فى تصميم هذه المقصورة يشعرك بالراحة و الوسع فأنت تشعر أن المقصورة فسيحة للغاية على العكس من حجم السيارة و ذلك يرجع طبعا فى المقام الأول الى اعتماد تقنية الدفع الأمامى و ووضعية المحرك العرضية.
الا انه للأسف فان المواد المستخدمة فى صناعة المقصورة شديدة الفقر و الرداءة و ذلك يرجع لرغبة شركة النصر للسيارات فى تسويق السيارة بأقل سعر ممكن.
و لكن ما أسعدنى حقا هو تصميم العدادات المنفصلة و التى تعطى الايحاء الرياضى المحبب بالاضافة الى وضعية الدواسات المائلة قليلا الى اليمين و هو ما يذكرنا بسيارات فيرارى التى دائما ما تضع الدواسات ناحية اليمين.
المحرك و التسارع :
------------
المحرك تبلغ قوته 55 حصانا عند 6000 دد و هى قوة مشجعة للغاية بالنسبة لمحرك 1100 سى سى و تستطيع الفيات ال128 بحسب فيات بلوغ سرعة 100 كلم/ساعة من الثبات فى 15 ثانية و هو توقيت ممتاز جدا خاصة لو عرفنا أن السيات ابيزا ال1000 سى سى تبلغ السرعة ذاتها فى 16.5 ثانية و الهيونداى أتوس فى 17 ثانية و عموما هى احدى أفضل التوقيتات فى فئة ال1000-1200 سى سى. طبعا التسارع بالنسبة لمعظم السيارات الأخرى فقير للغاية و غير مرضى الا انه يبقى مقنعا للغاية بالنسبة لمحركمن فئة ال1100 سى سى.
الحقيقة حاولت أن أختبر ذلك بنفسى فلم يتسنى لى تحقيق هذا الوقت أبدا بل تراوح الوقت بين 20-25 ثانية فى 4 تجارب متتالية طبعا هذا يرجع الى حالة سيارة التجربة التى تعود سنة صناعتها الى 1988 أى الى 17 سنة.
المحرك يمتاز بالعصبية و القوة و يعتبر مناسبا جدا لحجم ووزن السيارة.
السرعة القصوى التى استطعت بلوغها بالسيارة هى 150 كلم/ساعة رغم أن السرعة القصوى المفترضة هى 145 كلم/ساعة و هى للعلم سرعة جيدة جدا بالنسبة لسيارة صغيرة خاصة لو عرفت أن سيارة مثل التويوتا ستارلت تبلغ سرعتها القصوى 140 كلم/ساعة.
الثبات :
------
ان معركة هذه السيارة الحقيقية هى الثبات! نعم فال128 ثابتة فى جميع ظروف القيادة حتى مع القيادة المتطلبة جدا.
فى المنحنيات:
-------
كثيرا ما انعطفت بطرق جنونية بسيارتى ال128 و لكنها للحق لم تخذلنى أبدا. ان قدرتها الرائعة على اجتياز أقسى المنحنيات و المنعطفات كان يجعلنى أزيد من ثقتى و سرعتى من منحنى لأخر و لكن احترس فللسيارة حدودها التى لن تستطيع تجاوزها فرغم تماسكها المدهش فى المنحنيات الا انها قد تنزلق اذا ما دخلت منعطفا بطريقة جنونية.
طبعا يرجع ثباتها الرائع فى المنحنيات بالمقام الأول الى نظام التعليق شديد القسوة و الذى تم فيه التضحية بالراحة تماما مقابل توفير الثبات فى المنحنيات و الحقيقة ان هذا الاختيار الأزلى بين الراحة و الثبات مازال يحير أعتى شركات صناعة السيارات حتى مرسيدس و بى ام دبليو و قد تعودنا دائما من فيات و السيارات الايطالية عموما أن تنحاز للثبات على حساب الراحة و هو اختيارى المفضل أنا أيضا!
أما الأسباب الأخرى فهى تنحصر فى تقارب المحورين(مثل كل السيارات الصغيرة) و نظام التعليق الخلفى المستقل.
بالنسبة للانزلاق الأمامى الجانبى (الأندرستيرنج) و الذى اعتدناه من سيارات الدفع الأمامى فهو محدود للغاية نتيجة لصغر حجم المحرك الا انه مع الضغط بقوة على البنزين و على نسبة منخفضة فان السيارة سوف تعانى من الأندرستيرنج مثلها مثل أخواتها من سيارات الدفع الأمامى. عموما الانزلاق يمكن السيطرة عليه بسهولة فالمعروف أن سيارات الدفع الأمامى أسهل فى السيطرة عليها عند الانزلاق من سيارات الدفع الخلفى.
على الطرق السريعة :
------------
ميزة أخرى تحسب لل128 فثباتها على الطرق السريعة أكثر من رائع و لحد ال130-140 فان ثباتها جيد جدا و هذا راجع طبعا الى اعتماد تقنية الدفع الأمامى و التى تجعل الوزن يتركز فى مقدمة السيارة أى فى مواجهة الهواء مما يساعد المقدمة على حفظ توازنها ناهيك طبعا عن عدم وجود مساعد توجيه هيدروليكى (باور) و الذى يقلل من ثبات السيارة بطريقة ملحوظة نظرا لعدم دقته. فنظام التوجيه هو أدق نظام عرفته السيارات الا و هو الجريدة و البنيون بدون مساعد.
الراحة على الطريق :
-------------
لا هنا السيارة ليست مريحة على الطريق بأى شكل من الأشكال! فنظام التعليق القاسى لا يساعدك فى الطرق الوعرة كما ستعانى من مستوى عالى من الاهتزازت غير المحببة الى جانب صوت حفيف الهواء نتيجة لجسم السيارة غير الانسيابى.
بالنسبة لصوت المحرك فيمكن وصفه بالمتوسط فلا هو عالى الضجيج و لا هو منخفض بل هو متوسط.
الخلاصة : سيارة صغيرة و "لطيفة", قيادتها ممتعة و أدائها لا بأس به أبدا و بسعر مقنع جدا.
المميزات :
-------
- محرك عصبى و تسارع مقنع و لكنه محرك صغير فى النهاية.
- ثبات مذهل فى المنحنيات و على الطرق السريعة.
- مقصورة بتصميم رياضى.
- مساحة كبيرة جدا داخل المقصورة بالنسبة لسيارة صغيرة.
- مقود دقيق.
- حجم مناسب جدا للمرور بين السيارات فى المساحات الحرجة.
العيوب :
------
- علبة تروس من أربعة سرعات فقط.
- مقصورة مصنوعة من مواد فقيرة للغاية.
- سيارة كثيرة الأعطال نسبيا خاصة الأعطال المرتبطة بنظام التعليق الامامى و الشاسيه.
- نظام تعليق قاسى يقلل من عمر العفشة و لا يوفر الراحة فى الطرق الوعرة.
- مكابح ضعيفة نسبيا.
- اهتزازات غير مستحبة على الطريق و تصميم غير انسيابى.
