الموضوع: افتحوا الأنوار غدا و لا تشاركوا فى مؤامرة الدول الصناعية على الدول المنتجة للبترول

بغض النظر عن البعد السياسى فى الموضوع.... اساسا هذه الدعوة هى من نوع التخفيض فى استهلاك الطاقة عموما بكل اشكالها، مثلها مثل الدعوة الى عدم استخدام الكلوروفلوروكاربون لضرره بطبقة الاوزون، والدعوة الى ترشيد استهلاك المياه (بدلا من ان تملأ البانيو، استخدم الدوش الذى يوفر استخدام المياه الى النصف فى هذه الحالة) و ايضا عدم فتح الافران كثيرا اثناء طهى الطعام لانه يسبب تسريب حرارى للجو بلا داعى يساهم فى ال green house effect وهكذا.... كلها دعوات للتوعية بترشيد استخدام الطاقة و نشر الوعى باثار ذلك على البيئة.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فادى

غدا هناك دعوة عالمية لاطفاء الأنوار لمدة ساعة من 8:30 الى 9:30 مساء,
المفترض أن يكون ذلك دعما للبيئة, و سوف يرصد جوجل معدل انطفاء الأنوار فى هذا الوقت,
هو الموضوع مثالى لهذه الدرجة؟ لا أعتقد!!
منذ عام 1973, عندما استطاعت دول الأوبك رفع اسعار البترول بصورة فلكية عبر منع تصديره الى الدول المؤيدة لاسرائيل, دخلنا فى دوامات اعلامية و مثاليات عن البيئة و الطاقة النظيفة و ترشيد الاستهلاك, الى اخر هذا الهراء,
الموضوع ليس بهذه المثالية,
فبعد ان استطاعت دول الأوبك و الدول العربية خصوصا تحقيق نصرا سياسيا مهما فى 1973, أنشأت منظمة اسمها "وكالة الطاقة الدولية", هدفها الأساسى هو البحث فى كيفية الضغط على دول الأوبك, و التحكم بأسعار النفط صعودا و هبوطا بحسب الرغبة.
و كانت الخطة التى يمكن تلخيصها فى ثلاثة كلمات "البيئة - البدائل - النفط عالى التكلفة",
قامت الدول الغربية بدعم بدائل النفط, مثل الطاقة الكهربائية, و الشمسية, و طاقة الرياح, و الطاقة النووية بحجة البحث عن بدائل بعد نفاذ النفط(رغم أنهم يعلمون أن هذه التكنولوجيات لا يمكنها أن تحل محل النفط), كل ذلك بالترافق مع استخراج النفط عالى التكلفة, مثل النفط الثقيل فى كندا,
الخطة الثالثة هو الحديث عن البيئة و أضرار الطاقة الأحفورية عليها, لحث المواطنين على تخفيض الاستهلاك.
كل ذلك يدور فى فلك واحد, الضغط على دول الأوبك, و اجبارهم على تخفيض اسعارهم و التحكم بهم, و منعهم تماما من استخدام سلاح النفط مرة أخرى,
هل تعلمون لماذا لم يستخدم العرب سلاح النفط مرة أخرى أثناء اجتياح لبنان عام 1982, أو أثناء الانتفاضة الثانية (رغم ان الدعوات لاستخدام سلاح النفط كانت صاخبة),
ببساطة صرح أكثر من مسئول وقتها, للأسف لا نستطيع!
ان تهديدات الغرب المستمرة بدعم بدائل الطاقة الأحفورية, و دعواتهم المستمرة لخفض استهلاكه, و تلويحهم بدعم استخراج البترول الثقيل مرتفع التكلفة, أربك حسابات العرب تماما, و وضعهم تحت ضغط دائم يطالبهم بانتاج البترول بأكبر كمية ممكنة حتى لا يعطوا الفرصة للبدائل كى تسطوا على حصتهم من الأسواق,
لذا فان الحديث عن سلاح النفط أصبح ترفا لا يتحمله العرب!

من الطريف اذن ان يتفاعل البعض مع دعوة اغلاق الأنوار غدا, و كأنهم يتعاطفون مع جلاديهم!
أرجوكم افتحوا الأنوار غدا.

بالذمة ده كلام يدخل العقل؟

عدم استخدام العرب لسلاح النفط هو تخاذل من حكامهم وعدم اكتراث بضحايا العدوان على اخوانهم وليس ضغط من الغرب باستخدام الطاقة البديلة وما الى ذلك.

الطاقة البديلة ليست جاهزة وليست عملية الى الآن، فكيف يمكن للغرب الضغط بها؟

كما أن الاقتصاد العالمي مازال يعتمد على النفط من صناعة البترول الى صناعة السيارات التي لا تسعى بجدية لاستخدام مصادر طاقة بديلة. النقط هو الذي يربط هذه المنظومة المعقدة من المصالح المترابطة.

شاهد الوثائقي "من قتل السيارة الكهربائية؟" لتعرف ان بالرغم من وصول بعض شركات صناعة السيارات لنماذج سيارات تعمل بالطاقة الكهربائية وفي نفس الوقت عملية الى حد ما، فقد اوقفت هذه الشركات انتاج هذه السيارات بل وسحبتها من السوق وذلك لعدم اغضاب صناعة البترول لترابط مصالحها معها.

المؤامرة هنا ليس الغرب ضد العرب، بل هي منظومة البترول (دول منتجة، شركات البترول الضخمة وشركات صناعة السيارت) تتآمر على شعوب العالم كله وعلى كوكب الأرض.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فادى

بص هى اللعبة ببساطة بين الأوبك و الدول المستهلكة للنفط
الدول المستهلكة بتقول اننا نطور بدائل للنفط, و نفطكم يلوث البيئة مش عايزينه, و بنعلم الناس ترشد استخدامه عشان ملوث للبيئة و بيعمل احتباس حرارى, خفضوا سعره و انتجوه بكميات كبيرة و الا هنتجه الى البدائل و هنطور الطاقة النووية و هنصرف على الطاقة الشمسية و هنعمل عربيات هايبريد بتشم البنزين, و هيرخص و مش هيبقى ليه لازمة.
و لا يتسنى لدول الأوبك التأكد من كفاءة هذه البدائل بصورة كبيرة, لذا فانها تتخبط.
دول الأوبك بتقول انها مستعدة لاغراق الأسواق دائما بنفط زهيد الثمن, و بتحاول توازن بين انها تنتج كميات كبيرة فلا تسمح بتطوير تكنولوجيات بديلة لأنها تصبح غير مجدية اقتصاديا فى هذه الحالة, و بين انها تحافظ على سعره المرتفع.
و فى كل الأحوال الجزء الهام من اللعبة فى صالح الدول الغربية, لو تم قطع امدادات النفط عن الغرب, هيتجه الى البدائل و "هيشرب العرب البترول" و ده اللى العرب خايفين منو.
هى دى اللعبة اللى اتلعبت بعد 73 حتى لا يتكرر ما حدث.

الموضوع مش تخاذل الحكام العرب, الموضوع هو "خيبة" الحكام العرب,
الذى قتل السيارة الكهربائية ليست المصالح النفطية, بل الطبيعة البشرية, على فكرة فيه عربية كهربائية امريكية بتتباع اسمها تسلا, و لا تحقق نجاحا, عارف ليه؟
لأنها محتاجة 3 ساعات عشان تتشحن,و غير ممتعة فى القيادة, ايه اللى يخلينى استنى عربيتى 3 ساعات لما انا ممكن أملا خزان الوقود فى دقيقتين.
لكن لو اتقطع النفط, يخشى العرب من تطوير بدائل اعتمادية تحت ضغط الحرمان.
انا معاك انو البدائل غير اعتمادية على الاطلاق, و الغرب اول من يعلم بذلك, لكنهم يستخدمونها للضغط,
أقل ما على الدول النامية و خاصة المنتجة للبترول الا تدعم هذا الاتجاه الغربى.

المشكلة أنك تنظر للغرب على انه حكومات متآمرة وبس. الغرب أولاً شركات، ثم حكومات وشعوب.

الاقتصاد العالمي بيشجع على مزيد من استهلاك النفط والحكومات تساند هذا الاقتصاد القائم على النفط بعكس ما تقوله بأنها تلوح بالبدائل.

بوش مثلا كان آخر ما يعنيه هو الحفاظ على البيئة أو خفض اسعار البترول أو الضغط على الدول المنتجة للبترول. حربه على العراق وسياساته الأخرى أدت الى ارتفاع سعر النفط وفي النهاية هو المستفيد هو واصدقائه في هاريبرتون ودول الخليج. والمتضرر الأكبر هي الشعوب حتى في الغرب. الشعب الأمريكي عانى من ارتفاع اسعار البترول.

أوباما، وعلى عكس بوش، لام شركات السيارات المتعثرة لأنها لم تقم بتطوير تكنولوجيا نظيفة لذلك فهو يربط خطة الانقاذ بالتزام هذه الشركات بتطوير سيارات صديقة للبيئة.

نقطة تانية مهمة: احنا دايما فاكرين ان الشركات هي اكبر دافع لتطوير التكنولوجيا. وده صحيح في معظم الأحيان ولكن في بعض الأحيان الشركات تعرقل تطوير التكنولوجيا الجديدة وتتأخر في تبنيها بقدر ما تستطيع لأنها تريد استنزاف التكنولوجيا القديمة التي استثمرت فيها كثيرا.

مخترع ال FM انتحر ومات فقير لأن التكنولوجيا اللي اختراعها حوربت من جهاز تنظيم الاتصالات الأمريكي FCC ومن وراءه شركة الاذاعة الأمريكية RCA (الشركة اللي كان شغال فيها) ببساطة لأنها استثمرت الملايين في البنية التحتية القائمة على تكنولوجيا ال AM مما معناه أن تبني ال FM سوف يجعلها تصرف الملايين لانشاء بنية تحتية جديدة. تكنولوجيا ال FM تأخر تبنيها لعقود لهذا السبب. الفكرة أن الشركات تسعى للتربح من التكنولوجيا القديمة التي استثمرت فيها الى آخر رمق قبل تبني التكنولوجيا الجديدة. نفس الفكرة مع شركات الطاقة وشركات السيارات، تبني السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية بشكل واسع لن يأتي قبل استنزاف النفط. الشركات سوف تستعد وتطور التكنولوجيا الجديدة ولكن لن تطرحا في السوق على نطاق واسع الا في الوقت المناسب.

بعدين منين بتقول ان البدائل غير اعتمادية وفيي نفس الوقت بتقول ان اللعبة في صالح الغرب وان الغرب هيخلي العرب يشربوا البترول؟

أنا نسيت أقول اهم حاجة كنت عايز أقولها.
بغض النظر عن مين بيتآمر على مين، استهلاك البترول ومصادر الطاقة الحفرية يضر بالبيئة. يعني احنا ملزمين أخلاقيا بالبحث عن بدائل. هو كده كده البترول بيخلص، فالواجب علينا كدول منتجة للبترول البحث على مصادر دخل بديلة والا في خلال 30 سنة حنرجع حفاة عراة. وفي نفس الوقت البديهي ان الدول المستهلكة تدور على مصلحتها وتحاول التقليل من اعتمادها على البترول.