الموضوع: هل نحن صالحون .... موضوع جاد للنقاش

نحن سبب ما نحن فيه. ربنا سبحانه و تعالى مش هيغير الناس بالعافية، لكن لازم الناس نفسها تعمل للحياة الافضل. رأيى ان الخطوة الاولى و الاساسية هى الاخلاق التى يجب ان تكون انعكاس حقيقى وواقعى للتدين الفعلى و الباطنى العميق و ليس التدين الشكلى و مظاهر و قشور الدين السائدة حاليا. ملايين يذهبون الى المساجد و الكنائس كل يوم، لكن اين المردود الاخلاقى لذلك على المجتمع؟ للاسف المحصلة الخلقية للمجتمع فى الحضيض وفى انحدار مستمر، وانتشار الفساد و الرشوة و المحسوبية و السرقة و النهب و النصب و الاحتيال و الاستسلام التام للمادة و جعلها القيمة العليا، و اعطاء كل ذلك مسميات اخرى الطف للتخفيف من وقعها على الضمير الذى يتم اخراسه حتى يخرس للابد، فالنصب على المشترى لشئ شطارة فى التجارة، و عدم الامانة فهلوة...... الخ الخ الخ للاسف هذا هو السائد فى المجتمع حاليا، وهو نتاج اسلوب حياتنا الحالى

بصراحة احنا انعدم عندنا حاجة اسمها الضمير ، و لو هنتكلم بالاخص عن احوالنا احنا ( الشعب المصرى ) هلاقى حاجات كتير مظلومين فيها و حاجات احنا اللى ظالمين نفسنا فيها ، و برضه مش عارف هل احنا بقينا كده و بالاخلاق دى من كتر الضغط اللى علينا و لآ ده طبع كان فينا ؟
انما بصراحة احنا بنعمل حاجات غريبة و تحرق الدم و بالذات فى موضوع الشغل تلاقى كله بيضرب فى كله حتى لو مش فى مجال شغلك او فى قسم بعيد عنك المهم مين يفرض سيطرته و مين كلمته تبقى مسموعه عند المديرين فارجع اقول نستاهل اللى احنا فيه :((

بمناسبة الاحساس الخلقى للانسان المفقود حاليا فى مجتمعنا لذلك المحصلة فى النازل، مش هضرب مثل و اقول اوروبا و امريكا و التقدم اللى هما فيه، فهذا كله معروف، لكنى هرجع بالمثل بتاعى شوية صغيرين لورا.... اد حوالى 3000 سنه بس.... كان عند الفراعنه ما يعرف بكتاب الموتى وهو عبارة عن كتاب ارشادى للمتوفى فى طريقه للعالم الاخر و المراحل التى يمر بها حتى يصل الى جنة النعيم.... كان الاحساس الخلقى لدى المتوفى يصل الى وجود فصل كامل هو الفصل السادس اسمه فصل (الاعتراف السلبى) اى ان ينكر المتوفى انه سرق او نهب او قتل او اشتهى امرأة جاره، او انه تكاسل فى عمله الخ. و هذه هى تصرفات اخلاقية يقسم المتوفى انه لم يقم بها، وقد ينظر لها على انها طبيعية من شعب ذو احساس خلقى عالى. لكن الملفت للنظر هو احد الاشياء التى يقسم المتوفى انه لم يفعلها (اقسم انى لم الوث ماء النهر). الى هذه الدرجة كان الاحساس الخلقى و الالتزام لدى هؤلاء الاجداد عاليا، الى درجة اعتبار تلويث ماء النهر جريمة قد تتسبب فى ان يذهب المتوفى الى النار و يفقد مكانه فى الجنة.
هذا هو الفرق بين الاجداد و الاحفاد، الاجداد كان عملهم متقنا لدرجة تصل الى الاعجاز الذى يتحدى على مر العصور، و هذا متوقع ممن يصل احساسه الخلقى الى هذه الدرجة من الرقى، اما الاحفاد فحدث و لا حرج.
لهذا لا نهوض لنا مرة اخرى الا باستعادة الاخلاقيات المفقودة.

احنا صالحين ازااااااااااااااااااااااا اااااااااااااى؟
لو اتكلمنا عن مصر تحديدا لانى مسافرتش برة ومعرفش غيرها
الرشوة والفساد والنصب والبعد عن الدين والاخلاق
اى شيخ عايز فلوس يطلع فتوى شاذة وينشرها فى اى جرنال والبرامج كلها تستضيفة وتديلة فلوس
عايز تخلص حاجة من مصلحة حكومية لازم تدى الموظف الشاى بتاعة
الى ماسك سلطة فى ايدة ماشى بتننط على مخاليق ربنا
احنا ربنا بيجزينا عن اعمالنا

حقيقى احنا فينا الحلو و الوحش، لكن زى ما انا قلت قبل كده (المحصلة ايه؟) المحصلة اى ما يتفق عليه الاغلبية من الناس، لو المحصلة ايجابية، يبقى قوة الدفع ستقود المجتمع للامام و التحضر، لكن لو المحصلة سلبية، فالنتيجة الحتمية هى للخلف و التخلف بالطبع.
فى المثل اللى انا قولته عن الفراعنه، هل كان المجتمع رغم احساسه الخلقى العالى جدا بلا طالحين؟ الاجابة بالطبع لا فكان هناك سلب و نهب و ظلم و سارقى قبور، لكن المحصلة اى الغالبية العظمى كانت للامام.
و هذا يقودنا الى الجناح الاخر الذى يحلق به المجتمع مع جناح الاخلاق. هذا الجناح الثانى هو القانون، و تقديس تطبيق هذا القانون، و المساواة فى تطبيقه، حينئذ سيطمئن الناس الى ان حقوقهم مصانة و لن يتم هضمها بسبب انهم من غير ذوى العلاقات او النفوذ، وبالتالى سيطمئن الناس الى قانون الثواب و العقاب فى العمل و غيره، سيطمئنون الى حقوقهم لن تضيع بين المحاكم بالسنين الى ان يموت صاحب الحق بحسرته.
سيادة القانون العادل و الاخلاق بين الناس هما ضفتى نهر تقدم اى مجتمع، وهو ما كان لدينا من 3 الاف سنه، لكن ضاع الان منا، فتقدم غيرنا، اما نحن فننحدر من سئ الى اسوأ.