"قفا" في مصر.. و"شلوت" في الكويت
شريف الدواخلى- ولاد البلد- عشرينات- 11/9/2007
يقول المثل الصينى الشهير "الصورة تعدل 1000 كلمة"، وهى حقيقة لا جدال فيها خصوصا إن كانت الصورة كتلك التي نشرتها جريدة "السياسة الكويتية" منذ أيام لشاب مصري ظل معلقاً على لوحة إعلانية وقد خرجت من جسده بروز معدنية.
حيث تركه الكويتيون نصف ساعة دون أن يهب أحد لإنقاذه عندما كان يحاول إصلاح عطل في اللوحة الإعلانية بمطار الكويت فصعقته الكهرباء وأصابته بحروق من الدرجة الأولى، وقذفته إلى الأسفل لتخترق جسده بروز معدنية خرجت من بطنه.
وهو الحادث الذي جاء فى أعقاب شكوى مواطن مصري للخارجية المصرية يدعي أشرف عبد الشافي عن تعرض شقيقه للتعذيب في الكويت بعد اعتقاله في 24 يوليو ومعه مواطن مصري آخر هو حسام محمد أبو الحسن، بتهمة التزوير في تصاريح عمل خاصة بمواطنين مصريين.
لا تعايرني ولا أعايرك
وعندما بدأت الصحف المصرية تشن هجوما على ما حدث مطالبة بتوقيع العقوبة اللازمة على المتورطين فى تلك الجريمة، فوجئنا بأن السلطات الكويتية تكابر ولم تعتذر، بل أنها أمرت بعض كتابها بتسليط هجوما مضاداً على مصر.
ففي مقال تحت عنوان "لا تعايرني.. ولا أعايرك" بصحيفة "الوطن الكويتية" كتب الكاتب الكويتي "فؤاد الهاشم" قائلا: "إن المصريين يشعرون بالرعب من ضباط الشرطة في بلادهم وهو ما ظهر جليا فى عشرات الكليبات التى يقوم بها الضباط بتعذيب المصريين وقضية الصبي الذي سقط ميتا بعد دقائق من خروجه من مركز شرطة في منطقة المنصورة!".
واستنكر الهاشم ما اسماه باكتشاف المصريين - فجأة- أن "للمواطن المصري كرامة" بعد أن عودتهم حكومتهم على أن تسعيرة "المصري الغلبان" حين يموت في حادث قطار هو تعويض أهله بـ "2000 جنيه" ـ أي ما يعادل مائة دينار كويتي أو ثلاثمائة دولار امريكي أي ما يساوي سعر غسالة كورية في السوق الحرة بمطار القاهرة!
المصري بلا سعر
"الحادث ليس عابرا وليس فرديا، وإنما هو نسق كامل بات واضحا فى التعامل مع المصريين بالخارج"، وهو ما يؤكده الدكتور"عبد الله الأشعل"، مساعد وزير الخارجية سابقًا والخبير الاستراتيجي بشؤون الخليج، مضيفا: "الحقيقة العيب مش على الكويت وإنما على مصر، لأن المواطن المصري لو كان له سعر في بلده ها يكون له سعر خارجها رغما عن أنف الجميع".
ويضرب الأشعل مثلا بسيط باستحالة فعل ما أقدمته عليه السلطات الكويتية مع أحد رعايا إسرائيل مثلا حتى لو كان الحدث فردياً!، مشيرا إلى أهمية محاسبة النظام المصري على ما ارتكبه من جرائم ضد المصريين، فالخطأ ليس خطأ الكويت وإنما هو نتيجة طبيعية جدا لتدنى قيمة المصرى فى العالم العربى كله "وسيبك من إن مصر زعيمة العرب وكلام المصاطب ده".
يضيف: "الكويتيين في مصر يضربون المصريين "بالجزم" فما بالك بما يفعلونه بهم هناك، فالحادث ليس فرديا بالمرة ولكن هذا ما كشفه الاعلام وما خفى كان أعظم، فنحن أمام ظاهرة أو أن شئت قل جريمة مكتملة الأركان من قبل الكويت وهيهات هيهات أن نأخذ حقوقنا منهم، ولن نضحك على بعضنا البعض، مصر لا تمتلك ولا ورقة ضغط واحدة على النظام الكويتى يمكنها التلويح بها لعدم تكرار ما حدث!".
موقف بارد
أما مصطفى بكرى، عضو مجلس الشعب ورئيس تحرير جريدة الأسبوع، فشن هجوما ضاريا على دولة الكويت مؤكدا أنه يجب على مصر "قائدة اللواء العربي" أن تثأر لأولادها، موضحا أن المصريين ليسوا فى احتياج لاموال الخليج، والجالية المصرية هناك هى التى شيدت الكويت وعمرتها ولا يستطيع أحدا أن ينكر ذلك، وتساءل بكري هل يمكن أن يحدث هذا الامر مع أحد الأمريكان بالكويت؟!
واستنكر بكرى الموقف "البارد" لوزير الخارجية المصرى مما حدث ويحدث للمصريين بالكويت وتعليقه أنها مجرد حوادث فرديه وتأكيده الدائم على عمق العلاقات بين مصر والكويت، مطالبا إياه باتخاذ موقف أكثر تشددا في هذه القضية وذلك لعدم تكراراها، والمحافظة على كرامة المواطن المصري.